بيان وزيرة الخارجية السودانية د. مريم الصادق المهدي حول الزيارة لدولة قطر

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

 

 

بيان الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي

وزيرة الخارجية السودانية

حول الزيارة لدولة قطر

صالة الوصول بمطار الخرطوم

الخميس 8 أبريل 2021

كُتب من فيديو للبيان

 

 

ونحيي في ذكرى أبريل نضالات الشعب السوداني في مواجهة الإستبداد والطغيان ونخص بالتحية المرأة السودانية، كما تعلمون أن تحديات الفترة الإنتقالية عديدة ولكن بإرادة شعبنا وتصميمنا جميعاً بإذن الله سنحولها إلى فرص ومكاسب لصالح شعبنا. التحية في ذكرى يوم الإعتصام العظيم الذي كلل بالنجاح ثورة ديسمبر المجيدة في تلاحم ما بين الشعب وقواته المسلحة.

أولاً نشكر دولة قطر على الدعوة وحفاوة الإستقبال فقد لمسنا الوضوح والصراحة والرغبة في بناء علاقات جادة ومسؤولة تحكمها المصالح المشتركة والوشائد التاريخية وتميزها على المستوى الشعبي قبل الرسمي. وفي ذات الإطار نرحب ونرعى للمصالحات بين الدول العربية ونعتقد أن قطر دولة مهمة في المنطقة ولها أدوار أساسية في المنطقة. والتحية مرة أُخرى للجالية السودانية التي هى من الجاليات المتميزة على امتداد العالم.

في الدوحة بحثنا القضايا ذات الإهتمام المشترك والعلاقات الثنائية في المجالات المختلفة خاصةً الإقتصادية والتعاونية والإستثمارية والتكنولوجية وحتى قضايا دعم الرياضة في السودان والعديد من القضايا والهموم المشتركة.

قدمنا لهم سودان الثورة، سودان الكرامة، السودان الذي نستحق، والنضالات العظيمة للشباب والنساء، وشرحنا لهم الفرص الواسعة التي يمتلكها السودان والدور الذي يضطلع به في المنطقة وتميزه بإنسانه وموارده وتنوعه وطبيعته في ظل تحديات أساسية على رأسها الوضع الإقتصادي وتركة النظام السابق والمهددات الأمنية والموقف في الحدود مع إثيوبيا وسد النهضة. وعددنا بوضوح الإصلاحات الإقتصادية التي تمت مؤخراً والسياسات والإجراءات التي من شأنها تزليل كافة الصعوبات أمام الإستثمار والتبادل التجاري.

ايضاً قدمنا شكراً قوياً وشكراً كبيراً للدوحة للدور الذي ظلت تلعبه قطر في الشأن السوداني خاصةً في السلام والدعم الكبير الذي قامت به قطر العام الماضي تحت شعار سلامة السودان في إبان الفيضانات والدعم الكبير ايضاً في جائحة الكورونا والذي ايضاً يتجدد اليوم بقوة وصورة أساسية.

رحب الجانب القطري بالزيارة ترحاباً وحفاوة لمسنا فيها الإخوة ولمسنا فيها التواصل والفهم المشترك لكثير من قضايانا ومتابعة حثيثة للتغييرات التي في السودان، كما أبدى سمو الأمير بصورة واضحة إحترامه الكبير لخيارات الشعب السوداني وتفهمه لها ومتابعته الحثيثة لها، وحيا الجهود التي تبذلها الحكومة الإنتقالية وفرص نجاح الشراكة الإنتقالية المدنية والعسكرية وأكدوا على رغبتهم في الإستثمار في السودان ومساندتهم للحكومة الإنتقالية.

أقول بكل ثقة بأن الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس ووضعت العلاقات السودانية القطرية في مسارها الصحيح وستكون فاتحة خير بإذن الله للبلدين.

ثانياً الحكومة الإنتقالية تعمل بجدية وتناغم تام في مجلس الشركاء والمجلس السيادي ومجلس الوزراء وفق برنامج أولويات الفترة الإنتقالية في السلام والأمن والإصلاح الإقتصادي وتوفير الأمن وقضايا الإنتقال والعلاقات الخارجية وخلال الفترة الماضية كما شاهدتم حركة داخلية واسعة وكذلك حركة خارجية واسعة كلها ذات نتائج مبشرة وواعدة. ستتواصل الجهود بأولويات الإنتقال حتى نحقق أهداف الإنتقال ومقاصد الثورة.

نعم أمامنا قضايا شائكة مثل قضايا الحدود مع دول الجوار ومسألة التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، هذه قضايا أمن قومي لا تهاون فيها البتة. السودان قدم مبادرات وحلول ومخترحات في سبيل الحل عبر الحوار والتفاوض وما زلنا نأمل في التوصل إلى حلول كسبية تقوم على التعاون المشترك.

في كينشاسا قدمنا كل ما من شأنه نجاح المفاوضات باقرار منهجية تفاوضية منتجة وفاعلة ولكن تعنُت الجانب الإثيوبي بعدما قلنا نشكل الوساطة برئاسة الإتحاد الأفريقي تنازلنا لشكل تسهيل وايضاً لشكل مساعدة في التوصل لاتفاق، وايضاً توصلنا أن يكون الرئيس تشيسيكيدي هو رئيس والقائم على الأمر وأن له أن يستعمل ما يشاء من موارد على أن تتم الاتفاقية خلال 8 أسابيع، ولكن إصرار الجانب الإثيوبي على ملء السد بصورة أُحادية يضعنا أمام إتخاذ كافة الخيارات التي تحفظ أمننا القومي. لذلك على كل أهل السودان أخذ الأمر مأخذ الجد والتفاعل الوطني مع هذه القضية العادلة. والوسائل التي نتبعها هى وسائل سلمية تقوم على التصعيد السياسي وايضاً على العمل الدبلوماسي الدؤوب والتعبئة الشعبية السودانية الداخلية.

ثالثاً إلتزمنا في كل مواثيقنا على بناء علاقات وسياسة خارجية متوازنة تحقق الإستقلالية والمصالح المشتركة وتعيد الصورة الوضاءة للسودان في المحافل الدولية والإقليمية، سياسة خارجية تحول علاقات السودان من حالة الركود والملاحقة الدولية في ظل النظام البائد إلى رحاب المبادرة والدور المحوري للسودان إقليمياً ودولياً، سياسة خارجية تُبشر بسودان السلام والحرية والعدالة وإقامة علاقات تعبر عن سودان الثورة، سياسة خارجية منفتحة على كل دول العالم يحكمها المصالح المشتركة ومناصرة القضايا العادلة. هذا التوجه العام لسياستنا الخارجية.

ختاماً أُؤكد بأن رئيس مجلس السيادة خلال هذه الزيارة وضع لبنات مهمة لعلاقات سودانية قطرية سيكون لها ما بعدها إن شاء الله. وهناك إلتزام بأن تتواصل كل الاتفاقيات الثنائية ويتم تفعيلها وايضاً تكوين لجنة عليا برئاسة رؤساء الوزراء في الدولتين. والله الموفق.