وقائع وقفة إنصاف الشعب السوداني ضد الظلم والقهر

وقفة إنصاف للشعب السوداني ضد الظلم والقهر دار الأمة القومي 24 ديسمبر 2011

 

 

نظمت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أمس السبت 24 ديسمبر بدار حزب الأمة وقفة لإنصاف للشعب السوداني ضد الظلم والقهر.

وكانت الوقفة بمناسبة حولية العدوان الآثم على حزب الأمة الذي هشمت فيه ذراع الدكتورة مريم الصادق المهدي وشج رأس الشيخ السبعيني محمد الغزالي والاعتداء على آخرين. وقد شارك في الاعتصام عدد من القوى السياسية على رأسها حزب الأمة والحركة الشعبية والأستاذ فاروق أبو عيسى عن هيئة قيادة قوى الإجماع الوطني، والأستاذ كمال عمر عن المؤتمر الشعبي، والأستاذ صديق يوسف عن الحزب الشيوعي، وحزب البعث، والأستاذ إبراهيم الشيخ عن حزب المؤتمر السوداني، كما حضر عدد من أصحاب القضايا الذين تعرضوا للظلم كالمناصير ، تحالف مزارعي الجزيرة ، والأقباط و قرفنا- شبكة الصحفيين – شباب التغيير شرارة .

وحضر الاعتصام الذي بدأ برمزية السلام الجمهوري عشرات الإعلاميين والناشطين في مجالات حقوق الإنسان ومن القوى السياسية المختلفة كما لفته روح من الحماسة والغضب لدى الاستماع للإفادات المختلفة حول المظالم التي تتعرض لها مجموعات مختلفة في السودان.

وقالت الدكتورة مريم في البداية إن اليوم ليس للحديث عما جرى قبل عام “بل هي وقفة إنصاف مع الشعب السوداني الذي يعيش وضعا تشرف فيه الجهات التي يفترض أن تحميه على ظلمه، فليس له من جهة يلجأ إليها بعد الله إلا الغبن”. وقالت إن الغبن هو سبب كل المآسي في البلاد فالظلم هدام. وقالت إن السلام الجمهوري الذي نبدأ به قاله وردده فتية شباب كسلا وهم محاصرون وملاحقون ومضيق عليهم من قبل قوات نظامية كان يجب أن تنتصر لهم.

وأكدت الأستاذ سارة نقد الله أن الوقفة ضرورية للتذكر والوقوف على حقيقة أننا للأسف ليس لدينا دولة قانون لمدة 23 عاما ولكننا نقول للنظام إننا لن نفتر بإذن الله ومستعدين لتضحيات أكبر لينال الشعب السوداني حقوقه وتوفر لكل مواطن ومواطنة معيشتهم وصحتهم وتعليمهم وقضاء عادل واجهزة تحميهم، وسنعمل من أجل هذا النظام بطرق سلمية. وقالت إن النظام لم يتعظ بالربيع العربي وأكدت أنهم لن يقتصروا على وقفة يوم 24 ديسمبر فقط وأمامنا الاستقلال وأقول إننا سنحرر الوطن بإذن الله للمرة الثالثة.

وقال الدكتور النصري مرقس إنه يحب أن تسبقه صفة سوداني أكثر من قبطي فالأولى الأصل والثانية الفرع وتحدث عن معاناة الأقباط في نظام الإنقاذ منذ مقتل جرجس (ومجدي) لحيازته مال خاص “لم يهربه من مال الشعب ولا وداه ماليزيا ولا القاهرة ولا لندن في شققها، مال قرر أن يذهب بحقه فدفع حياته ثمنا لهذا” وتحدث عن قهر معنوي لازم الأقباط بالإساءة للغرب النصراني وللنصارى والصليبيين في وسائل الإعلام ومنابر المساجد التي توجه مكبرات الصوت في الأحياء التي يوجد بها الأقباط إلى مساكنهم لتسيء إليهم. وتساءل: إن المسلم لا يكتمل إيمانه إذا لم يؤمن بالكتب والرسل فلماذا يساء إلينا؟ وقال: تمت اهانتنا في كل مؤسسات التعليم تحت مظلة الزي الإسلامي والحشمة بناتنا في سن مبكر لا يفهمون فيه العيب يطلب منهن لباس يخالف ثقافتهن، وشبيحة النظام كانوا يسيئونهن بأقذع الألفاظ البذيئة وينقلن لنا ما يقال لهن ولكن يدنا مغلولة لا نستطيع التحرك لأننا مهددون بالفصل والإبعاد من المؤسسات. أما القهر الذي نقابله في مؤسساتنا الدينية فحدث ولا حرج الكريسماس وراس السنة نحتفل بها ونلبس ما نلبسه منذ مئات السنين لم يقل لنا آباؤنا إن هذا فجور ولكنا الآن سمعنا ما لا يجوز ذكره ومع أن الرقص جزء من ثقافتنا صرنا نؤخذ إلى محاكم النظام العام يلقى بنا في الحراسات حتى فجر الكريسماس ويوم واحد يناير باسم دولة الإسلام والدولة الرسالية والحضارية فأين الدولة الحضارية التي تمارس على أبنائها هذه الممارسات؟

ووصف قسم الله محمد قسم الله عن شباب المناصرين المتأثرين بالسد فداحة الظلم والمعاناة والاضطهاد والعنف الذي مارسته قوات الشرطة مع مسيرات المناصير السلمية يوم الثلاثاء والخميس، وقال: جئنا لنستنكر أي اعتداء وأي ظلم وتأكيد أننا نهجنا في سبيل الوصول لحل عادل منهجا سلميا مدنيا عبر الشارع والمظاهرات في يومي الثلاثاء والخميس ولكن تم الاعتداء الوحشي بالعصي وغيرها على الطلاب، وقضيتنا واضحة جدا بمطالب عشرة رفعت لولاية نهر النيل والآن أهلنا يعتمصون في الدامر وقد دخلوا شهرهم الثاني. وهنا ضجت خيمة الاعتصام بالهتافات:

رسالة قوية للبشير..يا حقوقنا يا التغيير

وواصل قسم الله قائلا: اصلا نحن طلعنا في الشارع اما ناتي بحقوق اهلنا وإما نكون في السجن أو القبر، وقال إن الدولة تعتبر الاعتصام في نهر النيل لا يشكل خطرا، وأكد: الربيع العربي انطلق من الأطراف، نحن لم نطرح شعار إسقاط النظام ولكن الدولة تتعامل مع إدارة السدود- نعامة المك- وقد طالبنا بمفوضية تنفصل عنها ولها صلاحيات واضحة ولكن إدارة السدود ترفض توطين المناصير حول السد وفي سبيل حقنا سنواصل في اعتصامنا ولن نرفع سلاحا، سلاحنا هو الاعتصام والجهاد المدني. ومن جديد ارتفعت الهتافات:

تنهد تنهد.. عصابة السد.

وتحدث الآستاذ بدوي يوسف الذي تساءل: هي وقفة للإنصاف لكن هل يتحقق الإنصاف إذا كان الخصم هو الحكم؟ نسأل ربنا يعين أهل السودان أن يختاروا ولاة عادلين وصالحين.

وقال إن اي مجتمع منغمس في حب الشهوات لا يستطيع أن يسن قانونا حضاريا واي حضارة لا تقدم قيادة مثالية سوف تتلاشى. وطالب الجالسين على كراسي السلطة ان يتركوها قائلا: ألم يكفكم منظر السودان في المشهد العالمي وما حاق بالسودان في مؤتمر الدوحة من عزل وإهانة لرمزنا الوطني؟ أم تريدون تكرار المشهد في بعض بلاد العالم العربي خيب الله فألكم وحفظ السودان من كل مكروه وشر. وقال لقادة التغيير: جاء وقت التضحيات فداء للوطن وصونا للحرية والكرامة. البلاد الآن يسودها مزاج الرغبة الأكيدة في التغيير وتبقى فقط الوثبة لاسقاط النظام. وتحدث مجذوب الطيب عن تحالف مزارعي الجزيرة وقال إن يد الظلم امتدت للمشروع الذي نال السودان كله خيره في الماضي، وانتقد التحويل للحساب الفردي و”لجنة تاج السر” التي قضت على مقومات المشروع: الهندسة الزراعية والسكة حديد والمحالج مما أدى لارتفاع التكلفة فأدخلوا البروتوكولات المصرية والتركية والصينية. ووصف وقفتهم القوية ضد البروتوكولات ومقاومة المزارعين لها. كما انتقد التزوير في انتخابات الاتحاد لأكثر من ستة مرات واصفا الحركة الحقوقية التي قاموا بها في التحالف لمقاومة التزوير وكيف كسبوا القضايا الدستورية اخرها برئاسة نائب رئيس القضاء وحصلوا على خطاب من وزير العدل يؤكد أنهم مظلومين ويقر بأن يعاد تكوين الاتحاد وبرغم ذلك لم يتسجيبوا ومدوا فترة الاتحاد وفي النهاية حل شكلا على أن يستمر الى حين تكوينات جديدة. كما تحدث عن قضية أراضي الملاك التي كونت لأجلها لجنة من كل الجهات العدلية وصلت لصيغة ممتازة لكن نافذ هو الشريف أحمد بدر غير ذلك وجاءوا بصيغة تظلم الملاك.

وقال مجدي عكاشة- شرارة- إن النظام يدير الأزمات بطريقته والمطلوب ان نتحد خلف شعار السودان للسودانيين، وقال: حينما نتكلم عن الربيع العربي نخجل لماذا لم تقم الثورة في السودان حتى الآن؟ وأجاب: لأننا سلفا لم نحسم هويتنا ولا قضيتنا تجاه الوطن حسمناها فقط تجاه القبيلة والبيت وكل شخص ينظر لنفسه. وقال إن لكل بداية نهاية والنظام يريد أن يختار النهاية ويقسم السودان لدويلات. على القادة الشباب أن يختاروا النهاية هم ويقدموا خطاب السودان للسودانيين.

وتحدثت الأستاذة أمل هباني- لا لقهر النساء، وقالت إننا لا زلنا نثق في الشعب السوداني فلا زال لديه كرامة وكبرياء برغم محاولات مسحها وسيهب ليسترد كرامته من اللصوص والعصبجية الذين كان مكانهم السجون لكنهم في غفلة من الزمن اصبحوا حكاما يعذبونه ويهيونه. وذكرت معاناة المرأة من عنف شرطة النظام العام وقضاته وقانونه المهين ومحاكمتها عبر محاكم إيجازية وجلدها وإهانتها. وقالت إنه في عام 2009م كانت هناك 43 الف قضية جلد في المحاكم، وفي النصف الأول من 2010 كان هناك 3 الف بلاغ في محاكم النظام العام وأضافت: هذا النظام المهووس المأفون لا يرى في النساء الا مجرمات ولا يهتم إلا لكيف لبست المرأة، وكانت حملات البطش بالنساء المكافحات بائعات الشاي والطعام اللائي كان خروجهن للشارع بسبب الحروب في دارفور والجنوب والنيل الازرق نساء مكافحات وشريفات لكنه لم ير فيهن سوى عورة يجب ان يبقين في البيوت فواجههن بكثير من البطش والظلم والانتهاكات الفظيعة، وقالت إن النظام استهدف كل فئات النساء لم يستثن حتى الطالبات الجامعيات في زيهن الطالبة يحصل لها تمام من الداخلية حتى باب الجامعة واذا لم يتفق زيها مع ما يريده النظام لا تدخل الجامعة، وقالت إنه آن ان اوان التغيير والخروج للشارع وليس اوان الكتاب لقد تركت الكتابة لأنها لم تعد تجد.

وتحدث الإمام الصادق المهدي مهنئا المسيحيين بعيد الميلاد ورد على الذين يقولون إن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد حرام وقال إنهم لم يسمعوا قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) وقال نحن لسنا ضد أصحاب البروتوكولات للون جلدتهم (في إشارة لحديث مندوب تحالف مزراعي الجزيرة الذي قال: الحمرة الأباها المهدي في رفض البروتوكول المصري) بل مصر الديمقراطية خير حليف للسودان الديمقراطي، وحتى الغرب ليست مشكلتنا مع الشعوب الغربية وفي الغرب تكلنوجيا وقيم وشعوب وقفت معنا لكن مشكلتنا مع الحكومات الغربية التي تعمل مع الاضطهاد والظلم فقضيتنا هي مع الظلم حتى ولو كان صاحبه اسود اللون أو من بني جلدتنا وأكثر الظلم الذي واجهنا هو من بني جلدتنا. فاللون شيء والسلوك شيء والناس ألوانهم مختلفة وهذه طبيعتهم.

وقال إنهم منذ تسعينات القرن العشرين احتفوا بقيام محكمة جنائية دولية لأننا في بلداننا دائما ضحايا حكوماتنا ولا يحاكموا لذلك اجتهدنا للاتفاق على المحكمة الجنائية الدولية فهي تتم الناقص حيثما هناك ظلم. فالمحكمة الجنائية الدولية من أعظم إنجازات الشعوب في الفترة الأخيرة والطغاة في كل مكان يجب ان يسمعوا أنه ليس بإمكانهم الإفلات من العقوبة وإن أي محاولة لانتقاص أهميتها خطأ وخطر وانتقاص لحقوق الشعوب. واستدرك قائلا: حقيقة أن هناك حاجة لمعادلة توفق بين العدالة والاستقرار في السودان أمر خاص بنا وينبغي ألا نسحبه على موقفنا من هذه المحكمة كمبدأ ضروري. هذه القضية واضحة جدا وبموجبها يمكن نحمي انفسنا وشعوبنا من كل ما تتعرض له. وتحدث عن عدد من المطالب هي: التأصيل الجامع لكل انتماءاتنا الفكرية والثقافية والدينية- الديمقراطية والحرية- التنمية والعدالة- إقامة العلاقات الخارجية على الندية لا التبعية، وقال: هذه هي أجندتنا الوطنية لا بد نتفق عليها أي حماسة او محاولة القفز فوق المراحل خطأ لا بد ان تتفق القوى السياسية والمدنية والشعبية على هذا فالخطوة الأولى هي الاتفاق على الأجندة الوطنية والثانية الاتفاق على الآلية والوسيلة لتحقيقها وهي التعبئة الشعبية والجهاد المدني. قائلا: سنخاطب كل القوى السياسية هذا أساس لأجندة وطنية وهذه الوسيلة لتحقيقها وهي وسائل الجهاد المدني لأنها مجربة في تاريخنا وفي الربيع العربي.

وقال: لقد خاطبنا اخواننا بالجبهة الثورية وقد قاموا بتوحيد البندقية وهي في الساحة ولكن انطلاقها من دولة الجنوب وبالطريقة التي تمت ستكون النتيجة خلط الكروت وتحويل قضيتنا لقضية حرب بين دوليتن. الأسلوب الأصلح ألا نجعل قضية التغيير تتحول لقضية حرب بين دوليتن… لا بد نفكر بالأسلوب الصحيح والأولويات الصحيحة وإلا ضاعت قضية الإصلاح والنظام الجديد.

وانتقد إقامة علاقات دبلوماسية بين دولة الجنوب وإسرائيل على النحو الذي جرى قائلا: ليس هناك شك أبدا في أن دولة الجنوب حرة في أن تقيم علاقات دبلوماسية مع من تشاء ولا يستغرب أبدا أن تقيم علاقات مع دولة إسرائيل فلا غرابة في هذا أما الغرابة فهي التوقيت وللأسف الشديد اسرائيل متلهفة فقد فقدت حلفاء في المنطقة منذ الشاه ثم مبارك وتركيا حليفة ويبحثون عن أي نوع من “اللداية” لتسندهم والمؤسف جدا ا ن الزيارة في هذا التوقيت بهذه الطريقة بعد العودة من الولايات المتحدة يدخلها في منظومة مواجهة عربية إفريقية ويضيع قضية المواجهة في الشمال بين نظام وشعب محولا إياها لمشكلة العلاقة العربية الأفريقية في ظل استقطاب دولي وإسرائيلي. وقال إنهم من أحرص الناس على أن تقف دولة الجنوب على رجليها وقد سعوا للحديث مع الشيخ حمد أمير قطر وأمير دولة الإمارات ومع مصر الثورة بضرورة الاهتمام بالجنوب ودعمه بغض النظر عن موقف الشمال منه وقال: ولكن ما حدث بظلاله سوف يغير الموقف من العلاقة بين شمال السودان وجنوبه إلى العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي وسيتحول الموضوع وتضيع قضية الإصلاح. للأسف الشديد هذا توقيت خاطئ ومن فكر فيه شيطاني وسوف يخذلنا ويخذل حجتنا ويدعم حجة أمثال الانتباهة وسوف نعمل كل ما يمكن عمله لتنبيه أخوتنا في الجنوب لهذا الأمر وضرورة الاستدراك فيه.

وقال إن طريقة تكوين الجبهة الثورية وربطها بتقرير مصير للمناطق سيغير من طبيعة الموقف مؤكدا أنهم سوف ينصحونهم في ذلك حتى لا يتم تغيير طبيعة الموقف.

وحيا الأستاذ فيصل محمد صالح- شبكة الصحفيين – مبادرة الإنصاف وتحدث عن مأساة طلاب العيلفون في أوائل أيام الإنقاذ وقال إنه كان صحفيا حينها في صحيفة الخرطوم مقيما بالقاهرة حينما علم أن أحد الطلاب الفارين من مذبحة العيلفون وصل القاهرة فذهب إليه ووثق قصيدته الفاجعة. وروى الأستاذ فيصل قصة (إبراهيم) التي هزت ضمير الحضور وكانت هزت ضمير الإعلام العالمي حينها. فلم يكن طالبا بل كان يتيما يعول أمه وأخوته وعمره حوالي السادسة عشر وكان يزمع السفر للقاهرة للبحث عن عمل أفضل، وبينما هو في السوق تم اصطياده والذهاب به لمعسكر العيلفون وقال فيصل إن المأخوذين للمعسكر معظمهم وبنسبة 95% لم يكونوا طلابا بل من المشردين وماسحي الورنيش والفاقد التربوي وكثير منهم لا أهالي لهم ليسألوا عنهم. وهناك دربوا تدريبات خفيفة لمدة يومين وأعلن لهم إنهم سوف يساقون للجهاد في الجنوب فقرروا الهرب لأنهم لم يكونوا قد تدربوا على السلاح والحرب بشكل كاف، ووجهوا بالسلك الشائك وأطلق عليهم الرصاص الحي فسقط بعضهم قتيلا وفر بعضهم مضرجا بالسلك الشائك ووجدوا أمامهم النيل فرموا أنفسهم فيه خوفا من الرصاص من خلفهم، وكان بعضهم لا يجيد العوم فغرق وآخرون قتلوا وهم في النيل وفرت قلة قليلة من بينها إبراهيم الذي كانت حالته النفسية سيئة وفي عمر صعب عليه مواجهة المجزرة وذكراها، وقال فيصل إنه علم بعدها إنه سافر لكندا وإنه ظل لمدة عامين في مصحة نفسية يعاني من ذكريات تلك المجزرة البشعة. وروى فيصل: بعد يومين من مقدم إبراهيم للقاهرة زارها عبد الرحيم محمد حسين وحاصره أحد الصحافيين فقال هذا كذب من جريدة الخرطوم هذا الشاب قاعد في القاهرة لمدة عام ولكننا رددنا عليه بصور جواز سفره التي فيها تواريخ دخوله. وأضاف فيصل: هؤلاء مواطنون سودانيون قتلوا بدم بارد أطلق عليهم الرصاص وغرقوا ولم يسأل عنهم أحد ودمهم في عنقنا جميعا. هذا الحق لا يسقط أبدا لا يسقط بالتقادم صحيح المسئولية الأولى على السلطة ولكنها مسئوليتنا جميعا. وهناك قضايا أخرى كقضية ضباط 28 رمضان كلها غاب فيها ميزان العدل والحق والإنصاف ويجب أن نقف جميعا في إنصافهم فهي مسئولية علينا جميعا.

وتحدث الأستاذ مصطفى عبد القادر وأشار لقرار إدارة مشروع الجزيرة في 28/4/2011م والقاضي بنزع أراضي الملاك في مقابل 1450 ج تخصم منها 400 جنيه وقال: رفعنا دعوى طعن إداري ضد هذا القرار امام محكمة الجزيرة للطعون الإدارية ولا زال الطعن أمام المحكمة والغريب ان البنك الزراعي هو من يقوم بدفع تلك الأموال والغريب ان هذا القرار ضد قانون خاص يتحدث عن طرق نزع ملكية الاراضي صادر منذ 1930. الشريف ود بدر ظهر في المحكمة وهو يتبجح كأن المشروع خاص به. وقال مصطفى إن الأجهزة العدلية في السودان للأسف تم تسيييها فالجهاز القضائي ووزارة العدل ووالشرطة كلها سيست ولم يعد هناك قاضيا تثق فيه ما عدا قلة نادرة. وزارة العدل وزعت بين المناصرين للحكم والآن صرنا عندما نذهب للمحكمة نتردد كثيرا. قبل 6 شهور صدرت أحكام بالإعدام على 150 مواطن سوداني بين الخرطوم وام درمان وبحري. والان هناك 7 مواطنين يواجهون حكما بالاعدام في محكمة الخرطوم شمال بتهم تحت قانون يسمى قانون الإرهاب قانون استثنائي شرعه عبد الباسط سبدرات ووقعه رئيس القضاء وهو قاضي شرعي لم يصدر حكما. كان منتدبا أيام نميري وعندما سنت قوانين سبتمبر أعيد ليطبقها، ومع الانتفاضة ذهب من جديد وتمت اعادته مع هذا النظام وتمت ترقيته استثنائيا وهو لا يعرف شيئا عن القضاء .

ثم روى الأستاذ مصطفى قضية صحيفة الرأي الآخر قائلا: قيد بلاغ ضد صحيفة الرأي الآخر فحواها ان هناك اموال سحبت لرئيس القضاء من بنك السودان الكاتب صلاح عبد الله كان موظفا بالهيئة القضائية ورئيسة التحرير آمال عباس فتح ضدهما بلاغ ذهبت معهما للمحكمة في الجلسة الأولى ظهر ممثلا عن القضائية القاضي عبد الدائم زمراوي ويسمى في توليفة الإسلاميين “أمير المؤمنين” ظهر وهو يحمل اذنا بتمثيل الاتهام وقيل ان هذه إشانة سمعة للهيئة القضائية وجاء مندوب بنك السودان، وليته ما جاء، كشف بأن هناك الملايين من الجنيهات ودولارات ومجوهرات تم سحبها من البنك والساحب كان رئيس القضاء وأجلت الجلسة وفي يوم التأجيل جئنا وقيل لنا الجلسة دخلت قبل موعدها المحدد. سألت القاضي عما حدث قال لي لقد وصلوا لصلح فالقضائية صالحت صلاح عبد الله قلت له هل آمال عباس صالحت؟ وعلمت أن الشاب صلاح عنده اخوه بالبنك اسمه عبد الله احمد عبد الله تم الضغط عليه ووصلوا معه لصيغة من الصلح وجاءتني الاخت آمال عباس انه جاءها اعلان ان تذهب للمحكمة وطلب منها نشر اعتذار. آمال عباس رفضت تنشر الاعتذار وقلت ايضا انا ارفض نشر الاعتذار فخرج القاضي وحام في الحوش وتحدث بالموبايل ثم أصدر حكما ان تبقى آمال بالسجن حتى تنشر الاعتذار! ومجمل القول ليس لدينا عدل ولا قضاء والشرطة أسوأ وهي منوعة مثل الحلويات.

كتبت مقالا بعنوان قضاة الموبايل في الراي العام لأن قضية امال عباس اثرت فيّ جدا سلمته لإدريس حسن وبعد أيام قبض علي ضابط شرطة وذهبوا بي وإدريس حسن لمركز شرطة في قسم السجانة حتى جاء النائب العام علي عثمان يس وامر بخروجنا بتعهد شخصي. ثم حوكمت واتضح ان الشاكي الذي قال انه ضابط بجهاز الأمن شخص وهمي فتخيل ان يقبض عليك وتحاكم بسبب شخص وهمي. وختم مصطفى حديثه بالقول: نقول لهم نحن ثابتين في الأرض حتى يذهب نظامكم.

وتحدث الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني قائلا: نحتفل بمرور عام على الاعتداء على النخلة السامقة الدكتورة مريم الصادق وحق لها ان تحتفي اذ نالها من النظام ما نالها. هذا هو الشكل الظاهر للاحتفال ولكنا الآن شهدنا صفا طويلا من الذين تم الاعتداء عليهم وشهدنا مظالم كثيرة ارتكبها النظام في حق العديد من الضحايا ولا يزال في الصف بقية أطول. إن كان لهذا الاحتفال قيمة فنحن نشهد الآن أنه وفي ظل هذه الخيمة تم تشبيك كل هؤلاء الضحايا معا وكلنا تم تزويدنا وتجديدنا بماهية هذا النظام. وكلنا ا لآن بتنا على يقين أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه. ولا يمكن ترقيعه، ولا يرجى منه أمل ولا مستقبل ولا أية علاقة يمكن أن تنشأ من خلالها محاولة لإصلاح الوطن ومن ثم إعادة بنائه وهم باقون في السلطة.

سلسلة الضحايا وقضاياهم يمكن قرائتها عبر ثلاث محاور مهمة:

الأول: من يعتدي على الضحايا أو ما هي يد السلطة الطويلة التي طالتهم جميعا؟ أجهزة السلطة والدفاع الشعبي وجهاز الأمن والجيش وبقية المسميات العديدة لأجهزة الأمن المضبوطة بالقانون والدستور الذي حدد صلاحياتها وأهدافها ومن تخدم، فإذا بها تتحول جميعا إلى مليشيات وهذه من القضايا المسكوت عنها ويحاولون منحها قدسية لكننا نسقط عنها ورقة التوت ونتركهاعارية في الفضاء ونقول انها تحولت إلى مليشسات خادمة للسلطة سادنة لها معادية للشعب وللناشطين وللمجتمع المدني والأحزاب السياسية وكل من يقول لا في وجه النظام.

مر عام على كسر يد مريم الصادق المهدي ومرت أعوام على رواية الصحفي فيصل محمد صالح وفي بورتسودان تم تقتيل العديد من الناس. وفي الخدمة المدنية تم تشريد الآلاف لا لسبب إلا لأنهم ليسوا مؤتمر وطني وبقي الموالون للنظام لذلك لا عجب ان صارت مليشيات للنظام تتلقى الاوامر بالموبايل.

منذ ثلاثة ايام كنا في اقصى شمال غرب كردفان في مناطق نائية لا يذكرونها ولأننا اردنا ان تلتقي بالجماهير حركوا الجيش في غبيش والمجرور والتوير وام دلال وتم احتلالها باجهزة الشرطة بالبنادق وحركوا حاملات جنود وعربات واسلحة ودوشكات ومدافع منصوبة واحتلوا الميدان وطردونا وطردوا الناس.

الثاني هذه الانتهاكات لا تلد إلا العنف ولا تترك للآخرين طريقا إلا البندقية لو كنت مدنيا ومؤمن بالنضال السلمي اليومي ولا تحتمله وتفضه بالبندقية وكسر اليد والاحتلال والاغتصاب وحرق القرى فماذا نفعل؟ من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم لو اردنا التحاكم للدين ولكنا نحب بلدنا ولا نريد لها الخراب ولذلك الآن خيارنا ليس البندقية بل الاعتصام وقولة لا وهم يسخرون منها ويصورونها كقول العاجز والضعيف والآن هي تثمر وتتمدد في كل جهات السودان: اعتصام المناصير استمر لمدة 37 يوم مما جعل البشير امس يوجه الوالي ان يحلها لان اللهيب تمدد للخرطوم ومعظم النار من مستصغر الشرر. يسخرون منا ويقولون مناضلي المايكرفونات والكي بورد لكن الكلام دخل اي حوش فاي بيت فيه عطالة او مطرود لأنه ليس مؤتمر وطني او طلاب قتلوهم في العيلفون او في بورتسودان او المناصير غرقوا ارضهم ونسلهم وحرثهم واعتدوا عليهم والنيل الأبيض نزعوا اراضيهم لاقامة مشروع سكر النيل الابيض بدون تعويض ويريدون الاعتصام في القصر الجمهوري، ففي اي منطقة هناك قضية في مشروع الجزيرة شراء الاراضي لصالح المؤتمر الوطني من مال البنك الزراعي فحجم المغبونين كبير جدا ويتم تشبيكهم الآن من خلال هذا اللقاء.

الثالثة انتهاك القانون والدستور. لدينا دساتير رائعة والدستور الحالي من اروع الدساتير في باب الحقوق الأساسية ووثيقة الحقوق لكنها لم تحترم وتقدر. كنا في حزب المؤتمر السوداني رفعنا قضية بأن اسم المؤتمر الوطني هو اسمنا وتم السطو عليه من قبل حزب السلطة رفع القضية المرحوم مولانا عبد المجيد إمام وتم التسويف في القضية ولم يعلن عنها إلا في يوم وفاة مولانا عبد المجيد إمام فأعلن عن القضية ولم يكن جثمانه قد دفن بعد وتم شطب الدعوة لوفاة الشاكي!

انهم يسترخصون الدماء بشكل لم اره في آخرين. فمبادرة إنصاف تجعلنا نعرف ننظم صفوفنا ونرتبها بشكل أفضل. ويقيني إن هذا المؤتمر الوطني هالك هالك. وسنعبر لن توقفنا دبابة ولا شرطة ولو كانت تمنع لمنعت القذافي من دخول الماسورة ولحمت حسني مبارك وحمت نظام عبد الله صالح والأسد. مبارك والقذافي وغيره سقطوا برغم اسلحتهم وأجهزة أمنهم لأن إرادة الشعب كانت اقوى ونحن لسنا بعيدين من الربيع العربي وليتأمل الناس الاستنكار والرفض للنظام في كل مكان نحتاج فقط لقيادة تاريخية لديها القدرة ان تضحي. وفي النهاية وجه إبراهيم تحية خاصة للدكتورة مريم وللمنبر الذي هيأته لأهل السودان الذي نأمل ان يمضي نحو غاياته المنشودة في ثبات حتى النصر.

 

حريات