نداء واستغاثة لقيادات المقاتلين من الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي للاتصال السياسي والعلاقات الخارجية وزيرة الخارجية السابقة والقيادية بقوى الحرية والتغيير

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء واستغاثة..

لقيادات المتقاتلين،

 

سلام من الله عليك والرحمة والبركات تعمنا في العشر الاواخر من الشهر الفضيل، ايام التهجد والتعبد والرحمة والغفران والعتق من النيران

الموضوع الذي انادي واستغيث، واناشد واطالب بصدده الآن لا يخفى على علمكم، وهو:

الوضع الكارثي والاقتتال الضاري والقصف المريع بالمدافع والطائرات في وسط المدن وداخل الاحياء المأهولة بالسكان المدنيين لليوم الثالث.

انتم تشاهدون وتعايشون؛ قتل المئات في العاصمة الخرطوم ومختلف مدن السودان بطلقات طائشة وشظايا القنابل، داخل المنازل التي اختبأ سكانها داخلها، وتحت الاسرة غالب الاحيان. بلا مؤن ولا طعام، وبلا ماء في اماكن عديدة.

كما تعلمون اهلنا وشعبنا غالبيتهم يعتمد على تأمين معاشة وحاجاته من كدح رزق اليوم باليوم. وقد توقفت كل حركة باندلاع القتال. فلا مورد رزق ولا مؤن. اما المعاناة الاكبر ففي الفئات الاضعف من الاطفال والعجزة والنساء الحوامل والمرضعات والمرضى بالمستشفيات والمنازل واصحاب الاعاقة.

ونسبة لاستمرار القصف وعدم توفر ممرات آمنة لتحرك الهلال الاحمر السوداني والجهات الوطنية والدولية المختصة؛ وعدم امكانية وصول الكوادر الطبية والفنية؛ اكتظت الشوارع بجثث القتلى. ولم يتمكن المرضى والمصابين من الحصول على العناية الطبية اللازمة. كما عانت المستشفيات نضوب الادوية والمعينات الطبية، وشح الماء والغذاء والاكسجين، وارهقت الكوادر الصحية الذين ظلوا يقدمون الخدمات وهم محجوزون بعيدا عن اسرهم واهاليهم. تعرضت اليوم عدد من المستشفيات المركزية للقصف، مما ادى الى توقفها عن العمل واخلائها. بما فيها مستشفى الشعب التخصصي في امراض القلب، ومركز سلمى لغسيل الكلى.

اطلب منكم اخوتي في الدين والوطن؛ ان تقرروا هدنة انسانية بصورة عاجلة. وان تتفقوا على ان تكون تلك الهدنة لمدة ساعات يوميا بشكل راتب، وبالتزام قاطع بوقف كامل لاطلاق النار.

فإن كنتم قد عجزتم في الاستجابة لنداء العقلاء بوقف الحرب؛ فتحلوا باخلاق النبلاء في ادارتها بأعلى قدر من المهنية والانسانية. فالهدنة من صميم العقيدة القتالية، المستمدة من الدين الحنيف ومكارم الاخلاق، ومنصوص عليها في القانون العرفي والقانون الدولي الانساني.

اتركوا لشعبكم فسحة من الوقت لتدبير حاجاته والتزاماته المعيشية بانفاذ هذه الهدنة الانسانية.

 

اختكم
مريم المنصورة الصادق المهدي