مشاركة د. مريم المهدي أمام الإجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

 

 

الإجتماع الوزاري الطارئ لاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين والقدس الشريف

كلمة د. مريم المنصورة الصادق المهدي

وزيرة خارجية السودان

 

 

كُتب من مقطع لفيديو الإجتماع

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

Across these areas and in most aspects of life, Israeli authorities methodically privilege Jewish Israelis and discriminate against Palestinians. Laws, policies, and statements by leading Israeli officials make plain that the objective of maintaining Jewish Israeli control over demographics, political power, and land has long guided government policy. More specifically it was said, authorities have dispossessed, confined, forcibly separated, and subjugated Palestinians by virtue of their identity to varying degrees of intensity. This led to unequivocally conclude that these deprivations are so severe that they amount to the crimes against humanity of apartheid and persecution.

This came as part of the Human Rights Watch Report entitled “A Threshold Crossed – Israeli Authorities and the Crimes of Apartheid and Persecution”.

This is the last report of the Human Rights Watch on Palestine.

السيد الرئيس

السادة الوزراء

الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أهنئكم بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم والأمة الإسلامية باليمن والبركات. كما أُشيد بصمود الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة العدوان الغاشم الإسرائيلي.

يشكر السودان المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية، على الدعوة لهذا الإجتماع الإفتراضي الطارئ على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث الإعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وخصوصاً في القدس الشريف وما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى وتهجير الفلسطينيين بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية والهجمات الوحشية على قطاع غزة.

ويؤسفني أن أكون خارج هذا الإجتماع لأننا في رحلة سفر إلى مؤتمر في باريس يُعقد بشأن الإقتصاد السوداني.

يُعرب السودان عن بالغ إدانته واستهجانه وإستنكاره لإقتحام قوات الأمن في المسجد الأقصى الشريف وإعتداءها على المصلين بما فيهم النساء والأطفال.

وكذلك رفض السودان الكامل وبأشد العبارات لسياسية الإستيطان ومصادرة وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وخاصةً بحي الشيخ جراح، وما تقوم به إسرائيل من اجراءات تعسفية لطرد العائلات الفلسطينية من منازلهم.

ونشجب بشدة الإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة عبر القصف الإنتقامي الممنهج لتحطيم البنى التحتية وقتل الأطفال والنساء والرجال بصورة وحشية أمام أعيُن العالم كما تعرضه شاشات الإعلام.

ونؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني الشقيق ونقدم أحرى التعازي لأسر الشهداء الذين هم عند الله احياءٌ يُرزقون وندعو للجرحى والمصابين بعاجل الشفاء.

تظل بلادي على موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، كما تظل القضية الأولى لكافة دول منظمة التعاون الإسلامي المشتركة حيث ظلت القضية محل إجماع الدول الأعضاء بالمنظمة ودافع لسعيها المشترك نحو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وندعو المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الأمن الدولي الذي ينعقد اليوم إلى الوقوف عند مسؤولياته ووقف العدوان الهمجي على ابناء الشعب الفلسطيني وبناته وعموم أرض فلسطين المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية الدولية لها ومساءلة إسرائيل على هذه الجرائم وفرض عقوبات على منظومة الإستعمار والفصل العنصري الذي انشأته على أرض دولة فلسطين.

إن العدوان الذي يقع على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي القدس هو عدوانٌ على الإنسانية جمعاء، لذا يجب أن يوقفه كل الناس وكل صاحب ضميرٍ ومسؤولية لا يمكن أن يقف مكتوف أو يصمت أمام هذا العدوان الوحشي. إن صمت العالم ووقوفه متفرجاً يفتح الباب على مصراعيه للعنف بين كل المجموعات التي بينها صراع في العالم وهى تضمن عدم المساءلة بما وضعته إسرائيل من سابقة وسنة سيئة وهى تعاقب بالموت العشوائي شعبٌ بكامله. المثلُ القائل مثل ما تُدين تُدان ليس عبثاً. إن الصمت يضع الجميع في خانة الشيطان الأخرس.

ونحن في السودان عضوٌ في مجلس حقوق الإنسان نلتزم ونؤكد على التحرك مع الجهات الدولية ذات الصلة بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان وكذلك المقررين الخاصين إلى تنفيذ القرارات والتوصيات الدولية ذات الصلة وتفعيل الآليات اللازمة للوقوف على هذه الإنتهاكات ومساءلة مرتكبيها وردعها.

نُعرب عن خيبة أملنا بل إستهجاننا من تعاطي بعض الجهات الدولية مع الوضع المتفجر في القدس الشريف وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة على أنه أمرٌ متكافئ بين الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الواقع تحت الإحتلال. ونؤكد بأن موقف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واضحة بشأن الوضع وبشأن ما يحدُث وكيف يجب التعاطي معه، ومساواة المستعمر والشعب الواقع تحت الإستعمار أمرٌ غير أخلاقيٍ وغيرُ دقيق وغيرُ مقبول بل هو مرفوض ومستهجن ويخلق توازن خاطئ بين الظالم والمظلوم ويدلل على عدم وجود جدية لوقف التصعيد ناهيك عن غياب عملية أساسية ذات مصداقية في الأُفق.

سيدي الرئيس

نرى أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 بعناصرها كافة وتسلسلها الطبيعي كما تبنتها مختلف القمم الإسلامية ومجالس وزراء الخارجية المتعاقبة تشكل خياراً استراتيجياً وفرصة تاريخية ومرجعية مشتركة يجب أن يستند عليها الحل السلمي العادل والشامل للنزاع العربي الإسرائيلي، ولكن هذا يستوجب أن يكون هناك تجاوب من الجانب الإسرائيلي كما التزام مننا جميعاً.

نذهب إلى ما ذهب إليه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي دكتور يوسف العثيمين من تأكيد تمسك المنظمة بالسلام وأنه يظل خياراً استراتيجياً استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعلى رؤية حل الدولتين، وأن عملية السلام كلٌ لا يتجزأ.

ونؤكد تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية بما فيها حق العودة وحق تقرير المصير وتجسيد إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران\يونيو لعام 1967. لابد من الإشارة لعدم شرعية أى إجراءات أُحادية إسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تهدُف إلى تغيير الوضع السياسي والقانوني والديموغرافي على الأراضي الفلسطينية الواقع تحت الإحتلال الإسرائيلي وتقويض حل الدولتين. ويرفض السودان خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من أرض دولة فلسطين المحتلة التي من شأنها تقويض فرص السلام القائم على حل الدولتين ويدعم السودان الجهود الرامية لوقف هذه اإجراءات الأُحادية من قِبل الدول الأعضاء في المنظمة.

نؤكد بالتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنهاء الإحتلال ونيل الحرية والإستقلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشريف ومواصلة العمل على كل الأصعدة ومع الدول والمنظمات الدولية لتحقيق ذلك.

ونقترح عمل لجنة من دول المنظمة لتقوم بعمل دبلوماسي واسع تتكامل مع اللجنة التي كونتها جامعة الدول العربية مؤخراً بما يحول أمر ما يجري في فلسطين كأنه شأنٌ عربيٌ أو يخص المسلمين وحدهم إلى قضية ضمير إنساني عالمي يلتف حوله كل العالم لمنع الإحتلال والفصل العنصري وتشويه مفهوم المواطنة الذي تقوم عليه كل الدول الحديثة، فكيف تسود هذه المفاهيم البغيضة التي تجاوزها العالم إلى مفاهيم إنسانية كبرى مثل إرتباط السيادة بالمسؤولية في الحماية ومفهوم الأمن البشري ونحن في القرن الواحد وعشرون.

كذلك لا يفوتني أن أشكر كل الدول التي وقفت بصلابة أمام هذا العدوان ووقفت بصلابة ايضاً مع ضميرها الإنساني ونادت بوقف هذا العدوان مثل عدد من الدول الأفريقية والآسيوية والجنوب أمريكية.

وبالتأكيد لابد لنا من السير في هذا الطريق حتى نصل إلى المبتغى، ولابد للسير ولابد من الوصول إلى الغاية. والسايقة واصلة كما نقول في السودان.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.