كلمة د. مريم المهدي وزيرة خارجية السودان في إفتتاح سفارة السودان بالبحرين

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

 

 

كُتبت من مقطع فيديو الفعالية

 

من الطب إلى العمل العام من حمل السلاح والتمرد وأخيراً تربعت على عرش الدبلوماسية السودانية. تركت مهنة الطب في العام 1997 وإنتقلت إلى جيش الأمة للتحرير وحملت السلاح ضد نظام البشير، فزاحمت الرجال على حمل البنادق في المعارك كما زاحمتهم على كرسي القيادة. لم تتراجع أمام محاولات الإغتيال والتصفية التي رتبها لها النظام البائد وظلت صاحبة خطوةٍ خاصة في المشهد السياسي السوداني.

لا خلاف على أن مريم السياسية رقمٌ صعبٌ في معادلة المشهد السياسي السوداني، ويعولُ عليها كثيراً في العبور بقافلة المرحلة الإنتقالية إلى بر أمان الإستقرار السياسي ووداع حقبةٍ عان فيها السودانيون مُر ديكتاتورية البشير وحاضنته الأيديولوجية.

أهلاً وسهلاً بك معالي الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي مخاطبتاً الجمع الكريم.

كلمة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي

وزيرة خارجية السودان

إفتتاح سفارة جمهورية السودان بمملكة البحرين

الثلاثاء 27 يوليو 2021

المنامة

مملكة البحرين

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة، معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشئون الدولية، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة، سعادة السيد السفير الفريق أول ركن إبراهيم محمد الحسن سفير السودان لدى مملكة البحرين، سعادات سفراء والدبلوماسيين من الدول الصديقة والشقيقة، السادة والسيدات الحضور مع حفظ الألقاب جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يطيب لي في هذا اليوم المبارك والمبروك بإذن الله، أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان لجلالة الوالد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لإيلائهم الإهتمام المستحق لمسيرة العلاقات السودانية البحرينية خاصةً في أعقاب ثورة ديسمبر المجيدة.

كما أُعبر عن عميق إمتناني لمعالي الأخ الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين الششقيقة، على دعوته الكريمة، وحفاوة الإستقبال، وكرم الضيافة البحرينية الأصيلة، وعلى ما أثمرت عنه جلسة المباحثات الثنائية التي عُقدت بالأمس، والتي نقلت مستقبل العلاقات بين البلدين لآفاقٍ رحبة للتعاون المشترك في كافة المجالات.

وقد تُجت مباحثاتنا المشتركة بلقاءٍ تاريخي بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المفدى، ونقلنا لجلالته تقدير حكومة السودان وشعبه لموقف البحرين الداعم للسودان وشعبه أعقاب ثورته المجيدة تحت قيادة جلالته الحكيمة في كافة المجالات، خاصةً الموقف البحريني الداعم للسودان فيما يتعلق بسد النهضة، وأن من دواعي فخرنا إشهاد جلالة الملك بالجالية السودانية النوعية والمتميزة وإسهاماتها في إثراء كافة المجالات، القانونية، والطبية، والهندسية، والمعمارية، وغيرها، وحديثه الطيب عن تميزهم وكفائتهم، وسمعتهم الطيبة خاصةً في المجالات العسكرية.

السيدات والسادة، الضيوف الكرام، يسعدني أن أُذكي التحية والإجلال والتقدير بإسم فخامة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وبإسم دولة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، للجالية السودانية ولكل الأهل هنا في البحرين، الجالية السودانية المميزة كماً وكيفاً بمملكة البحرين على الدور الذي لعبته وما زالت تلعبه في تعميق أواصر العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ومساهماتها الفعالة في مسيرة العلاقات الثنائية.

وأُحيي عبركم الشعب البحريني المضياف، والذي عهدناه سباقاً في الخيرات عبر منظماته الإنسانية وأخرها دعم المؤسسة الخيرية الملكية للأعمال الإنسانية إدبان زيارة أمينها العام، الأخ مصطفى السيد الذي نحيي وجوده الآن بيننا، وفي ديسمبر من العام الماضي 2020 لزيارته للمناطق المتضررة بالفيضانات والتبرع بإثنين مليون دولار لإنشاء مركز لأبحاث النباتات في جامعة الخرطوم.

الحضور الكريم، سيداتي وسادتي، يكفي السودان فخراً بأن معالي الأخ الكريم خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني السابق، والمستشار الحالي لجلالة الملك للشئون الدبلوماسية، كان أول وزير خارجية من المحيط الإقليمي والدولي زار السودان بعد ثورة ديسمبر في أبريل من عام 2019، وشارك ايضاً معنا في إحتفالات البلاد بتوقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس من نفس العام، الأمر الذي وجد تقدير حكومة السودان وشعبه لدعم البحرين لثورته المجيدة. كما ينظر السودان بمزيد من الإعزاز والتقدير لموقف البحرين الداعم للسودان ولقضايا السودان في المنابر الإقليمية والدولية وكذلك التصريحات الإيجابية للمسؤولين البحرينيين المؤيدة لموقف السودان في سد النهضة وآخرها تصريحات معالي وزير الخارجية التي تجد مننا كل الإعزاز والتقدير والإشادة. كما نتابع بإهتمامٍ بالغ التناول الإيجابي، البناء والصادق للإعلام البحريني بمختلف وسائله لدعم الإنتقال في السودان.

الحضور الكريم، إن السودان يتابع بإهتمام التقدم الإقتصادي لمملكة البحرين والذي بدأ يتحقق بتبنيه إستراتيجية 2030 مما أدى لتسجيل نمواً إقتصادياً في فترة وجيزة وساهم في تعزيز القدرة التنافسية للإقتصاد البحريني على الساحتين الإقليمية والدولية بالرغم من الظروف التي مرت بها العالم جراء جائحة الكورونا والتي واجهتها مملكة البحرين بإجراءات مميزة آخرها إعلان فريق البحرين الطبي عن آلية الإشارة الضوئية لمستوى إنتشار فيروس كوفيد-19 بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مما أدى لحصولها على إشادة منظمة الصحة العالمية والتي شهدناها بالأمس. كما كنت قد إلتقيت سيادة المدير العام للمنظمة، الدكتور تادروس، وقد أشار بصورة مفصلة، وبصورة فيها كثير من الإعزاز لتجربة البحرين في التعامل مع هذه الجائحة العالمية.

وفي هذا الصدد نُشيد بالخدمات الصحية التي ظلت تقدمها المملكة للمواطنين السودانيين المقيمين على أراضيها وكافة المقيمين على أراضيها من كل الجنسيات.

الحضور الكريم، إن السودان بعد نجاح ثورته المجيدة ينطلق بقوة، وبخطواتٍ ثابتة في كافة مجالات الإصلاحات السياسي، والإقتصادي، والتنموي، وعلى مستوى تطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي والإقليمي، ولعلكم تتابعون ما تم إنجازه بتصميمٍ وعزم أبناءه وبناته على طى صفحة الحرب المظلمة وتوقيع إتفاق السلام، وما تم تحقيقه من إنجازٍ دبلوماسي تاريخي برفع إسم السودان من الدول الراعية للإرهاب وما إستتبع ذلك من خطوات إعادة إدماج السودان في المنظومة الإقتصادية العالمية والجهود المبذولة من إعفاء جزء مقدر من ديون السودان في نادي باريس ووصول السودان لنقطة القرار ضمن مبادرة الهيبيك، وقد تم إدراجه في مبادرة الهيبيك منذ منتصف الشهر الماضي.

الحضور الكريم، وضعت وزارة الخارجية خطة إستراتيجية لتملك سفاراتنا بالخارج في إطار عودة السودان للمجتمع الدولي وللقيام بدوره الطليعي على المستوى الدولي والإقليمي، وقيادة العمل الخارجي عبر سفاراتنا لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا العظيم وثورته المجيدة.

ونحن هنا من السودان وتاريخه أبدع في تصميمها إعماريون مهرة من دار الخليج للهندسة وقام على تنفيذها بهذه الكفاءة شركة كيوان البحرينية التي جعلت هذا الحلم حقيقة، ووقف في تنفيذ تشيدها بعزمٍ لا يلين وصبرٍ لا ينفذ ومتابعة لا تكل، سعادة السفير الفريق الركن إبراهيم محمد الحسن وطاقم بحثته، فله ولهم أسمى آيات التقدير بأن جعلوا المستحيل ممكناً، والشكر يمتد كذلك لكل الذين كان لهم سابق جهدٍ منذ إستلام قطعة الأرض في العام 2006 ممن تعاقبوا على هذه البعثة.

وأثلج صدري اللفتة البارعة لسعادة السفير لتكريم الذين أسهموا في هذا العمل، فالوفاء واجب لأهل العطاء. فلهم منا أسمى آيات الشكر والتقدير. التحية موصولة لكل الإخوة والأخوات السودانيين الذين ما بخلوا بالجهد والمشورة على المستوى الفني، أو الهندسي، أو القانوني، في كل مراحل التصميم والتنفيذ.

وختاماً، لكم منا جزيل الشكر والتقدير على تشريفكم لنا بإفتتاح هذه المباني التي ستظل شاهداً على المعاني التي تترجمها مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين والتي نتطلع ونعمل لأن تصل للآفاق المرجوة، منها تعاوناً وتكاتفاً وتنسيقاً في جميع المحافل الإقليمية والدولية وبالتأكيد على مستوى العلاقات الثنائية.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.