كلمة د. مريم الصادق المهدي في احتفالية اليوم العالمي للمرأة بقاعة الصداقة

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي المنتخب للاتصال السياسي والعلاقات الخارجية

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإحتفال باليوم العالمي للمرأة

تحت شعار (المرأة السودانية أيقونة النجاح)

قاعة الصداقة

الأربعاء 8 مارس 2023

كلمة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي

نائبة رئيس حزب الأمة القومي للاتصال السياسي والعلاقات الخارجية

 

كُتبت الكلمة من فيديو للاحتفال

أعوذ بالله من الشيطن الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) سورة آل عمران الآية رقم 195.

 والصلاة والسلام على حبيبنا وشفيعنا القائل: (النساء شقائق الرجال).

نحن جند الله، جند الوطن.

إن دعا داعي الفداء لم نخن.

نتحدى الموت عند المحن.

نشتري المجد بأغلى ثمن.

هذه الأرض لنا، فليعش سوداننا علماً بين الأمم.

يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم.

الحبيب القائد حاكم إقليم دارفور، أخي مني أركو مناوي، والحبيبة زوجه، وكل الأحباب والحبيبات، زملائي وزميلاتي قيادات القوى السياسية وايضاً إخوتنا الذين هم سفراء بلدانهم المتواسين الذين هم معنا يحتفلون بهذا اليوم وكل الحبيبات والأخوات والشقيقات والمناضلات من المدنيات والعسكريات الذين معنا اليوم هنا في هذه القاعة ومن الحبيبات في المنصة اللواتي قدمن هذا البرنامج ببراعة وقدرة والأحباب والحبيبات من الإعلاميين جميعاً السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إننا في هذا اليوم، يوم 8 مارس، لا نقف لنتحدث فقط عن انجازات النساء وهذا واجب، واجب في هذا اليوم أن نتحدث عن انجازات النساء لأنهن الأقل نوالاً مع إنهم نصف الإنسانية لكنهن لا يجدن حظهن لا في التعليم، لا في الصحة، لا في الافتصاد، لا في الحياة العامة، لا في القوانين، لا في الوجود السياسي وبالتالي هذا يوم يجب أن نتحدث عن انجازاتهم ونقول نحنا ثورتنا السودانية عبر الحقب الوعكة ظلت ابداً فيها النساء مشاعلوه وقيادات ومضحيات وفدائيات ولكنهن جميعاً اقوضن ادوارهن على اختلاف الدهور.

وبالتالي احيي جداً هذه اللفتة البارعة من أخواتي وإخوتي في حركة تحرير السودان للإحتفاء بهذا اليوم والوقوف مع النساء والحضور الممتاز والمقدر من القيادات من إخوتي من الرجال لأنهم في الغالب بتترك هذه كمناسبة نسوية يحتفوا بها النساء ولا يعبأ بها الرجال مع إنه صلاح المجتمع لا يكون ولن يكون إلا بمشاركة فاعلة للمرأة في الحقل العام كما هو في الواقع في الحقل الخاص. لذلك هذه لفتة مهمة وايضاً مهم جداً الحديث عن الانجازات كما أشارت من قبلي الحبيبة الدكتورة زينب لكل رائداتنا ولكل انجازاتهم ولكل ما قاموا به لأنه هن من فتحن الطريق وهن من حملن مشاعل النور. لكننا نحن ايضاً أمة لها إرثها العريق والتليد والقوي من وجود النساء الفاعلات القائدات والمبادرات المنجزات، نعم مننا الكنداكات اللواتي حكمن وكن قائدات عسكريات وسياسيات، ومنا الميارم الذين استحققن أن يدرين مناطق بحاكورات بأكملها، ومنا الوزيرات الآن ومنا عما قريب رئيسات الوزراء ومنا عما قريب بإذن الله رؤساء المجلس التشريعي ومنا عما قريب مختلف الرئاسات ليس فقط الناجبات أو اللواتي يلون، لذلك هذا أمر مهم.

الأمر الثاني المهم إننا نتحدث عن أهمية وضرورة مشاركة النساء في هذا اليوم، لأنه نعم الناس بيقولوا كلام كثير عندما يكون كلام فقط ولكن عندما يأتي التنفيذ يصعب، نحن الآن لذينا وعد قاطع، ولدينا إلتزام قاطع انتزعه النساء انتزاعاً بأن يكون كل هيكل السلطة 40%، كل هيكل السلطة 40% من كل المستويات. بالتالي هذا أمر مهم على النساء أن يتابعنه وأن يوفينه ليس فقط بغضب وإنما بتقديم النساء المؤهلات، القادرات، ومن الآن إستعداد بأسماء ليحتللن كل المناصب وهن قادرات وهن مؤهلات.

ولذلك مهم جداً أن يكون عندنا جسم نسوي عنده قوته التشريعية وقوته القانونية في إنه يعمل مراجعة دستورية لكل هياكل الدولة التي لم تستوجب ال40% تكون جسم غير دستوري، وأى جهة تصدر قرار مهما كان ما فيها وهى غير مستوفية لل40% يكون قرارها ايضاً غير دستوري، بوجود جسم نسوي مراجع ومراقب نكون قدرنا تحقيق هذا الكلام ولأنه التزام قاطع لا يمكن أن يكون هناك في ردة عنه.

كذلك محتاجين لإنه النساء نشوفهم في كل مكان، في الليلة شوارعنا، شوارع هنا في العاصمة، شوارع في المدن الكبيرة، في كل محل، تُسمى بإسماء رجال عظماء من السودان، وهذا مهم ونحن نحتفي بذلك ولكن لا نتوقف عنه، ولكن لدينا نساء عظيمات، يجب الآن تسمية المواقع وتسمية الشوارع وتسمية الأماكن بأسماء النساء ايضاً. لذلك دا يوم يكون فيه هذا الالتزام القاطع وهذا الالتزام الواضح.

النساء في بلادي وفي كل العالم ظُلمن كثيراً والآن حصلت ثورة في كل العالم للنساء، وثورة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن إلا الوفاء بملتزماتها لأنه العالم أصبح قرية صغيرة زى ما أشارت الحبيبة المتحدثة عن الأحزاب السياسية، هذا العام إحتفاء بتمكين المرأة في التقنيات الإلكترونية، وهذا جعل نساء العالم كلهم عندهم وعى واحد، عندهم معرفة متقاربة بحقوقهم وبالتالي لا يمكن قيضهن، لذلك فعلاً نحتاج لتمكين نسائنا بهذه المعرفة الإلكترونية. كذلك نحن لدينا حصيلة حقيقية خاصةً في دارفور، وأنا ما بقول الكلام دا مجاملة، في زمنٍ ما أنا كنت الأمين العام للنساء السودانيات لدارفور، حقيقةً شكل التمكين وشكل التدريب وشكل المعارف الاتحصلت عليها النساء في دارفور بفعل الحروب، طبعاً الحرب شر وكلنا من أجل السلام ولكن الحرب برضها عندها جانبها الجعل النساء قادرات ومؤهلات وواجهوا الحياة وواجهوا التحديات وصمدت، ولذلك نحن عندنا في السودان مسيرة كبيرة جداً جداً من نسائنا في مناطق الحروب. ونسائنا في مناطق الحروب أحييهن جميعاً المقاتلات منهن والنازحات واللاجئات ولكنهن لسنا ضحايا، مع كل معاناتهن لسنا ضحايا لأنهن صمدن ولأنهن قاومن ولأنهن ركزن وعشان كدة بقوا ذخرا، بقوا ذخراً لدارفور وبقوا ذخراً للسودان، وعشان كدة تجربتهم تجربة مهمة لازم نعرفها ونتعرف عليها ونقدمها للأمم لأنهم ما قصة فشل، هن قصة نجاح، مع كل المعاناة ومع كل الألم قاعدين يشرقوا وقاعدين يبثقوا وقاعدين يقوموا كمارد عظيم، صامد وصابر وقادر.

لذلك دي حاجة نحتفي بها مع كل الألم والمعاناة المروا بيها.

كذلك أنا برضو في هذا اليوم أحيي عبركم كل النساء المروعات، النساء التعبانات الآن من أحداث الزلازل الفي سوريا وفي تركيا، والله يغطي كل بلاد العالم من هذا الأمر.

أنحنا اليوم بنحتفي بنقول أهمية تمكين النساء في الحقل العام لإستقرار البلد، لأمان البلد، لتطور البلد، لسلام البلد، لرفاهية الشعب، دي كلها، نعم يمكن يعملوها الرجال براهم لكن بيعملوها بضيق شديد وبتعب شديد وحيكون بأقلى مستوى، لذلك الإنسانية لازم تطير بجناحيها.

أنا بقول نحن الآن كلنا بنستشرف إنه بلدنا دا نبنيهو. ونحنا بلدنا دا بنبنيهو بإننا نحترم بعضنا البعض، وإننا نقدر المواطنة، كلنا مواطنين نحترم بعضنا، كلنا نُصدق النية ونُصدق العمل عشان نعمل معاً سوى. لا يمكن لأحد مننا أن يقصي أخوه ولا يمكن لأحد مننا أن يقصي الآخر ويتوقع أن يكون هناك إستقرار. لذلك نحن جادون جداً في إنه هذه المرحلة القادمة من الفترة الإنتقالية تكون فترة مستفيدة من كل دروس الماضي تقوم بمستوى هذا الشعب وهذه الثورة ونضالات شبابنا الشهداء الذين قدموا أرواحهم في مختلف العصور وخاصةً بعد إنقلاب 25 أكتوبر، كلهم ديل حصيلتنا عشان نحنا نمضي إلى الأمام وعشان نمضي لفترة انتقالية بحق نعمل فيها كل الواجب الما عملناه تقوم على دستور انتقالي متوافقين عليه جميعنا نقوم على أحترام بعضنا البعض وإخوتنا العسكريين يلتزموا بإنهم يقوموا بجيش مهني واحد قومي ونحنا المدنيين نقوم بإحترام بعضنا البعض بإننا نعمل حكومة انتقالية تكون من كفاءات وطنية وعشان نمضي بعد سنتين لانتخابات تجد فيها النساء بإذن الله ما لا يقل عن 40% إما مباشرةً أو بكوتة مخصصة.

لذلك هذا الوطن الكبير، هذا الوطن الجميل، يحتاجنا جميعاً ونحن من الدول المعدود إنه الشعب فيها أقل كثافته من المساحة لذلك مافي سبب إننا نزيح بعضنا البعض ولا نحرم بعضنا البعض، نحن محتاجين لبعض ومحتاجين لتصالح حقيقي مع إخوتنا في الجوار ومع العالم. لذلك بهذا الوعى وبكثافة هذه الثورة وبعد اسجاء التحية القوية لهذا اليوم المهم والحضور جميعاً وأخواتي في المنصة أحيي الشهداء جميعاً على امتداد العصور ونقول البلد دا بيكفينا وبلد غني وبلد قادر لكن ما عايزين صدور الرجال هى تضيق، عشان صدور الرجال هى بتضيق لازم يكون معاهم النساء عشان تتسع افقهم ويتسع افاقهم، وبإذن الله حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي، وطن شامخ، وطن عاتي، ووطن خير وديمقراطي.

وإن شاء الله السايقة واصلة.

أبشروا بالخير