الدكتورة مريم المهدي في برنامج مع جيزال

الدكتورة مريم الصادق المهدي

 

 

 

برنامج مع جيزال

تقديم:- الأستاذة جيزال خوري

ضيفة الحلقة:- الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي وزيرة خارجية السودان المستقيلة عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

تاريخ البث:- الأحد 10 يوليو 2022

قناة سكاى نيوز عربية

كُتب من مقطع الفيديو

 

الأستاذ جيزال:- مساء الخير. يتخبط السودان منذ فترة طويلة في المرحلة الإنتقالية، وفي أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقة، وخلافٍ حاد مع بلد الجوار إثيوبيا أدى إلى قتالٍ على الحدود. تصاريح قائد الجيش عبد الفتاح الأخيرة تثير جدلاً كبيراً في البلاد وإعلان الآلية الثلاثية للحوار أنه بدون المكون العسكري لا جدوى لهذا الحوار وذلك يعيد السودان إلى نقطة الصفر.

نناقش هذه المواضيع مع وزيرة الخارجية السودانية السابقة مريم المهدي وعضو في حزب الأمة.

تنضم إلينا من الخرطوم مريم المهدي وزيرة خارجية السودان سابقاً، أهلاً وسهلاً سيدة مريم المهدي سنبدأ طبعاً بالإعلان الأخير للآلية الثلاثية التي قالت أن لا جدوى للحوار بعد إنسحاب المكون العسكري في السودان، للتذكير فقط الآلية الثلاثية هى المسهلة للحوار بين الفرقاء السودانيين مع ممثل للأمم المتحدة، مجموعة الإيقاد والإتحاد الأفريقي، أُريد تعليقك على هذا الإعلان رغم أن تصريح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يقول أن الإنسحاب هو اعطاء فرصة للمدنيين كى يتفقوا على حكومةٍ مدنية.

د. مريم المنصورة:- كما تفضلتي فإن هناك خطاب تم إعلانه من القائد العام للقوات المسلحة السيد الفريق البرهان وتبعه تصريحات من الآلية الثلاثية، وبالتأكيد هى لم تتحدث عن إنسحاب من العملية السياسية وإنما إعلان أن الحوار الذي ابتدرته في روتانا لم يعد ذا جدوى لأن مكون أساسي وهو المكون العسكري أعلن إنسحابه منه بالتالي هى عكفت وتعكف على لقاءات مع كل الذين حضروا ذاك اللقاء والذين أسمتهم الأطراف المهمة، وأعلم إن منهم قوى الحرية والتغيير التي أنا فيها من القيادات وهى الآن في لقاء مع زملائي من لجنة الإتصال والعلاقات الخارجية لبحث رأيهم في الأمر وكيفية المضي قدماً بعد أن أعلن السيد البرهان إنسحاب المكون العسكري، بالتالي هى إعادة تموضع مهمة وضرورية. وكذلك نحن نقول من المهم جداً للآلية نفسها أن تعيد التموضع في نفسها لأن الإيقاد مع إنها منظمة إقليمية تنضوي تحت الإتحاد الأفريقي، لم يكن من داعي أصلاً لوجودها، ولكن بعد أن قبلت الإيقاد أن يترأس في الإجتماع الأخير الذي جرى في نيروبي كينيا، السيد البرهان وهو ليس له الحق الدستوري أن يكون رئيس للإيقاد، إنما رئيس الإيقاد هو رئيس وزراء السودان المستقيل، وأن تتدخل الإيقاد في الوضع الدستوري الداخلي للسودان وتفرط على السودان أن يكون الرئيس هو رئيس مجلس السيادة الشرفي والذي هو ايضاً قائد لإنقلاب تسبب في ردة كبيرة جداً في الحياة السياسية، وتسبب في أن يرتفع منا من شبابنا حوالي 113، 114 شهيد وشهيدة خلال الثمانية أشهر الماضية، والذي تسبب في كل هذه الاحتقانات، هذا التردي الأمني والتردي الإقتصادي إنما هو تدخل سافر من الإيقاد، يجب أن تراجع الآلية الثلاثية تكوينها، نقبل أن تكون مكونة من يونيتامس وهى الأمم المتحدة ومن الإتحاد الأفريقي الذي هو ايضاً رئيس للإيقاد. وبالتالي هناك مراجعة شاملة ليس فقط للعملية السياسية إنما حتى لشكل الآلية الثلاثية ولكامل المُضي إلى الأمام.

الأستاذة جيزال:- نعم ولكن يعني ولنقول بكل صراحة وفي النهاية إنه الجيش السوداني هو الذي سمح بأن تنجح الثورة وأن يخرج عمر البشير من الحكم وربما إنها يعني هذا الجيش إن لم يساند الثوار لكان الأمر تقريباً مستحيلاً وأن السودان مع أزمته الإقتصادية ويعني نصف البلاد لم أصبح منقسم والمشاكل الرقية والمشاكل المناطقية، هل يتحمل هذه الحدة في السياسة بكل صراحة؟

د. مريم المنصورة:- نعم يا سيدتي الجيش السوداني قام بدور مهم في هذه الثورة بأن إنحاز لمطلب الشعب السوداني الذي افتداه الشعب السوداني عبر سنوات عديدة وصاغته وبلورته بصورة قوية ثورة ديسمبر 2018، وفيها ايضاً قدم الشباب السوداني والشعب السوداني أروع الصور للبسالة، ولكن مع التأكيد إنه الجيش السوداني قام بدور مهم، إنحيازه للشعب، وهو دور متوقع لأنه هو من واجبه حماية الإستقرار والأمن في البلاد، ولكن لو لم ينحاز الجيش كان من الممكن فعلاً تنجح الثورة ولكن بأثمان أعلى وبزمن أطول وممكن أن يدخل البلاد في مشاكل أعلى، بالتالي إنحياز الجيش الذي دأب يتم في طول الثورات السودانية أمر حميد وأمر جيد، ولكن لا يمكن أن يكون المقابل له أن يدخل الجيش في الحياة السياسية، يُدمر الحياة السياسية ويُدمر نفسه ويفقد نفسه المهنية، وهذا ما ظللنا نقوله لذلك قبلنا بصورة مبدئية بشراكة على أن تُراجع. الشراكة في صورة الفترة الإنتقالية الأولى أثبتت أنها غير ناجحة ولذلك الآن مطالبة الشعبرالسوداني كله أن يكون جيشه الجيش السوداني جيش مهني يعود إلى الثكنات. والجيد في الحديث الذي أدلى به السيد البرهان مؤخراً أنه أعلن أن الجيش يعود إلى الثكنات، بالتالي نحن الآن كقوى سياسية مع الإعتراف بأن الخطاب الذي أدلى به السيد البرهان، إنما هو نتيجة لكفاح الشعب السوداني وفدائية الشباب السوداني، وبالتالي هو أمر مستحق، ومن الجيد أن السيد البرهان ممثل للجيش أصغى وأعلن أن الجيش يعود إلى الثكنات. يجب أن يبقى الجيش في الثكنات. وما دام الجيش خرج من الحوار نعم فليخرج الجيش من الحوار ويكون كل شأنه معنا كيف يكون دوره المهني وكيف يحافظ على أمن السودان وحماية البلاد، أما الشأن الدستوري وشأن الحُكم وكيفية الحُكم ومؤسسات الحُكم كيف تدور هى تتم ما بين المدنيين ويلتزم بها الجيش إلتزاماً بالكلمة التي قالها السيد البرهان.

الأستاذة جيزال:- نعم هذا ما قاله البرهان في إعلانه الأخير، أن اتفقوا مع بعضكم وأعملوا حكومة مدنية والجيش يعود إلى الثكنات، ولكن هل هذا يعني أن الشراكة التي بدأت بين العسكر والمدنيين في حكومة الحمدوك إنتهت، لن يكون هناك مشاركة؟

د. مريم المنصورة:- نعم.

الأستاذة جيزال:- وهل تعتقدين أن هذا ممكن الآن في السودان أن يخرج العسكر بالكامل من الحياة السياسية؟

د. مريم المنصورة:- نعم من المهم جداً أن يخرج العسكر من الحياة السياسية. ومن المهم أن نتفق مع العسكر ما هو دوره المهني، وما هو دوره في حماية الدستور وكيفية إصلاح مؤسساته وكيفية توحيد الجيوش العديدة، كما تعلمي يا سيدتي نحن لدينا جيوش عديدة الآن في السودان مُعترف بها وهذا ايضاً خطر كبير جداً لأنه الاختلاف بين الجيوش لا يكون مثل اختلافنا نحن المدنيون بالأحاديث والكلام والحُجة وغيرها…

الأستاذة جيزال:- بالسلاح.

د. مريم المنصورة:- إنما يكون بالسلاح الذي يهدم والذي يكسر والذي يُذهب الأمن والأمان ويُذهب كل المكاسب. لذلك نعم نتفق مع هذا الجيش، كيف يوحد نفسه، كيف يصلحه، وما هو دوره، وأما المدنيين يقوموا بالاتفاق بسرعة كبيرة على الواقع الدستوري، كيف تُحكم البلاد، ما هى الثياقات، نحن….

الأستاذة جيزال:- هل ممكن؟ يعني الاتفاق انتو المدنيين راح حتتفقوا ولا سنعود إلى نقطة الصفر ولا حوار؟

د. مريم المنصورة:- نعم. يجب علينا أن نتفق، هذا أقل ما نقدمه من إحترام لثورتنا ولفداء شبابنا…

الأستاذة جيزال:- والمجموعات المسلحة الموجودة؟ هل حتنضم إلى هذا الحوار؟

د. مريم المنصورة:- المجموعات المسلحة الموجودة جزء من هذا الحوار لأنها مجموعات مسلحة سياسية بدعاوى سياسية، بالتالي مهم وجودها في هذا الحوار. ايضاً نحن أساساً ابتدرنا لعلك تتابعين أن هناك مذكرة تفصيلية تقدم بها 23 من المنظمات المهنية، فيها رؤى واضحة وأُطر واضحة للمرحلة القادمة وقعت عليها 23 منظمة مهنية ونقابية ونحن كأحزاب دعمنا وندعم هذه المذكرة والتي تتحدث عن الأُطر الدستورية كما تتحدث بصورة واضحة عن تنحي الجيش بصورة كاملة ولذلك إبتدأ هذا الكلام، ونحن الآن نتنادى كقوى سياسية جميعنا، وايضاً بدأت مرحلة مهمة جداً من الوعى الشبابي، شباب التنسقيات وشباب اللجان المقاومة، بدأوا يتحدثوا جميعاً عن كيفية توحيد الصف الوطني، وهذه الفرصة الآن المتاحة لنا في خلال الفترة القادمة هى تحدي حقيقي، أنا اعتقد أن السودانيون مرة أُخرى سيُدهشوا أنفسهم وسيُدهشوا العالم بإقبال على انفسهم بعضهم البعض كما كان يا سيدتي في عشية 55، 1955 من القرن الماضي ايضاً راهن حكم الإستعمار، الإحتلال الثنائي للسودان، راهن على استحالة اتفاق السودانيين حول الإستقلال من عدمه، وقد أدهش السودانيون آنذاك العالم كله بأن توحدوا حول الإستقلال، كذلك في ثورات أكتوبر 64، وفي رجب\أبريل 85، كلها اختبارات، نحن الآن أمام اختبار حقيقي، أنا عندي كثير من الثقة أن…

الأستاذة جيزال:- هناك اختبار وشراكة كانت بين الحمدوك والبرهان وكان هناك ولنقول الأمور كما هى، كان هناك وزراء حديثي المعرفة السياسية، يقول البرهان في مجالسه السياسية الخاصة ربما، أنهم كانوا يريدون تدمير الجيش ولهذا اتفق الحمدوك مع البرهان لاستقالة هذه الحكومة، هل اليوم نضجت الفكرة أكثر؟، هل الحوار سيعود؟ ماذا سيحصل بعد إعلان الآلية الثلاثية؟

د. مريم المنصورة:- أولاً يا سيدتي الشراكة التي كانت ما بين المدنيين يمثلهم قوى الحرية والتغيير التي حدثت فيها الآن تغييرات كبيرة ومهمة، وهم الذين اختاروا السيد الحمدوك بالصورة التي تفضلتي بها، وهم الذين وقعوا الوثيقة الدستورية مع العساكر، وبالتأكيد كان هناك نوع من الغُبن المتبادل خاصةً بعد مذبحة 3 يونيو 2019 والتي للأسف حتى الآن لم يُعلن نتائج التحقيق فيها، فظلت هذه نوع من الألم المتبادل رغم إنه المدنيين تقودهم قوى الحرية والتغيير، نعم جاءوا واعتصموا أمام الجيش وايضاً الجيش إنحاز لهم وتم التغيير في الحادية عشر أبريل 2019، ولكن جاءت ما بعدها مذبحة يونيو 2019 والتي يتم التغطية عليها حتى الآن لتشكل مشكلة كبيرة جداً وتشكل نقطة كبيرة جداً من عدم الثقة لذلك نحن نتحدث في هذا الإطار دوماً تحدثنا عن العدالة الإنتقالية وضرورة معرفة ما جرى. لا يمكن أن يكون هناك إستقرار بلا عدالة. ولا يمكن أن يكون هناك سلام بلا عدالة. بالتالي نحن ظللنا نتحدث عن ضرورة تبني نظام أو مناهج العدالة الإنتقالية لنُفلح في إيجاد هذه المعادلة الثلاثية التي تبدو في بعض الأحيان متناقضة ما بين السلام والعدالة والإستقرار. ولكن في كل الأحوال لم يتحدث شخص بإضعاف الجيش، أى إضعاف للجيش السوداني هو إضاف للسودان، وأى تهاون في إحترام الجيش السوداني هو عدم إحترام للقيم السودانية. نحن نحترم جيشنا السوداني ونقدره، وفي العملية التي تمت مباشرةً قبل ال 30 من يونيو في حوالي يوم 22 يونيو عندما تصدى الجيش عندما قامت الجارة الشرقية إثيوبيا بإعدام عدد من الأسرى العسكريين ومعهم أسير مدني، كل القوى السياسية وقفت وقفة واحدة مع كل المشاكل والإنقلاب الذي شكل نوع من الاستقطاب الغير مسبوق ما بين السياسيين والعسكريين، ولكن رغم ذلك في وقوف شعبنا مع جيشه في مهمته الدستورية المهمة من حماية البلاد، كل الشعب السوداني وبلا إستثناء وكل القوى السياسية وبلا إستثناء مع جانب الجيش بالتالي لا يمكن أن نسمح لأى جهة أن تُضعف الجيش السوداني أو أن تقلل من إحترام الجيش السوداني أو أن تتهاون في وظيفة الجيش السوداني المهمة والضرورية، نحن نحترم جيشنا ونحترم أدواره ولكن من باب هذا الإحترام لا يمكن أن نسمح له أن يدخل في الحياة السياسية فيفسد هو ويُفسد الحياة السياسية.

الأستاذة جيزال:- سيدة مريم المهدي، البرهان أعفى 5 مدنيين من مجلس السيادة الإنتقالي، هذا الأمر يُعقد الأمور أم أنتم مع هذا الإعفاء؟

د. مريم المنصورة:- يُعقد أى أمور؟ هم 5 مدنيين اختارهم مع عشية انقلابه، لا مرجعية لهم ولا دور سياسي لهم، ولا خلفية يعني دعم لهم سياسي ولا ادوار سياسية لهم، هو كان مجرد مجموعة من الناس التمت أسماء من مختلف الجهات ليقول أن المدنيين هاهم معنا، وبالتالي ذهبوا بتلك الكيفية التي جاءوا بها أن أُخطروا أما عن طريق الإعلام، أو عن طريق رسائل الواتساب، أو عن طريق سحب عرباتهم منهم، علموا أنهم تم سحبهم. لذلك كنا نقول إنه الطريقة التي تم بها الإنقلاب إنما هى محاولة كانت لذر الرماد في العيون أن الإختلاف ما بين المدنيين، نعم هناك إختلافات ما بين المدنيين على أساس إنهم يمثلون رؤى سياسية ومرجعيات فكرية مختلفة وهذا أمر واجب وضروري، ولكن المدنيين جميعهم لديهم تمثيلهم من لجان المقاومة، الأحزاب السياسية، التجمعات المهنية، المجتمع المدني، كلها حاضرة وكلها لها رأى واحد حول ما هو دور الجيش في السياسة، حول كيفية إدارة الفترة الإنتقالية. نحن يا سيدتي كلنا مع السلام، نُريد السلام، ولكن نُريد سلام حقيقي. سلام يكون يحقق السلام ويشمل الجميع. نُريد أن يكون هناك فترة إنتقالية تؤدي مهام بعينها بحيث تُحضر لانتخابات حُرة ونزيهة، تُرجع الأمر للشعب السوداني السيد فوق كل سيد. وبالتالي جميعنا الآن عاكفون على أن تكون الفترة الإنتقالية مستفيدة من التجربة الماضية. نحن الآن في قوى الحرية والتغيير مثلاً عكفنا على الإعداد لورشة لمراجعة الفترة الإنتقالية الأولى كلها بكل ما لها وما عليها، ولتكون بصورة شفافة تكون معروضة كلها أمام الشعب السوداني لنستفيد من الفترة الماضية. نحن ليس لدينا أغلى من وطننا، وليس لدينا مصلحة أعلى من مصلحة شعبنا. يذهب الأفراد، ويُدان الأفراد أو يُعاقب الأفراد ويُجرموا وتتم عليهم كل العقوبات ولكن لا يعاقب الشعب السوداني ليفتدي بعض الأفراد. هذا الأمر ايضاً الحريٌ به القيادات العسكرية لأنهم هم أكثرنا تدريباً على فدائية الوطن وعلى التضحية من أجل الوطن بل على الإستشهاد من أجل الوطن.

الأستاذة جيزال:- جامعة الدول العربية هى خارج هذا الحوار تماماً الإتحاد الأفريقي ربما أخذ مكانه، أُريد تعليقك على ذلك لأنك كنتي وزيرة الخارجية السودانية وتعرفين الملفات، بإختصار شديد لأنه ما بقى عندي وقت أريد أن اسألك عن إثيوبيا وأستفيد من وجودك.

د. مريم المنصورة:- جداً يا سيدة جيزال أنا أشكر لكي هذا السؤال. دور الدول العربية مهم جداً ولعل الدور المصري والدور الإماراتي والدور القطري والدور السعودي ودول مثل الجزائر والمغرب وغيرها، قاموا بأدوار ويمكن ونحتاج لهم أن يقوموا بأدوار في الفترة القادمة. ولكن بالنسبة لجامعة الدول العربية خاصةً تحت الإدارة الحالية للسيد أبو الغيظ الذي أشهد بإنه أعلن بصورة مباشرة عدم إحترامه للثورة السودانية وأصر أن يُعين ويواصل في تعيين شخص يُعتبر أحد المُدانين من الشعب السوداني ومطلوب القبض عليه، وحدثته في هذا الأمر، وقال بصورة فيها كثير من عدم الإحترام لمشاعر الشعب السوداني ومشاعر الثورة السودانية أن السودان غير مستقر ويمكن أن يأتي شخص آخر ويقول أن من تُعينه الثورة السودانية هو ايضاً لا يمثل السودان. لذلك للأسف جدد وأبقى عليه وجدد له في الفترة الأُخرى. لذلك أنا أقول جامعة الدول العربية عندها أدوار مهمة وأدوار ضرورية في السودان وفي غير السودان القضية الفلسطينية وفي مسألة أمن المياه في العالم العربي وغيرها، ولكنها بهذه الطريقة التي يُدير بها السيد أبو الغيظ الأمور اعتقد إنها تحتاج لكثير من الإصلاحات وكثير من المراجعة واعتقد ما تقدم به العديد من الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية من ضرورة إصلاحات حقيقية لهذه المنظمة العريقة المهمة التي تشكل جزء مهم من وجدان الأمة العربية كلها آن الأوآن أن يكون هناك إصلاح حقيقي لهذه الجامعة المهمة والضرورية والتي لا يزال مقعدها شاغر في كل القضايا العربية ليس في الشأن السوداني فقط.

الأستاذة جيزال:- نعم. تقولين ذلك لأنك كنتي وزيرة الخارجية وتابعتي الملف من الداخل لجامعة الدول العربية، هذا رأيك طبعاً لا نُدين أحد ولا نأخذ موقف في هذا الموضوع. أنا أُريد أن اسألك عن موضوع الملف مع إثيوبيا.

د. مريم المنصورة:- نعم.

الأستاذة جيزال:- يعني أنتي كيف ترين أولاً اللقاء العفوي أو الغير منظم بين البرهان وأبي أحمد في كينيا؟ وهل هناك مستقبل بين السودان وإثيوبيا وألا المشاكل ستبقى دائمة؟

د. مريم المنصورة:- العلاقة يا سيدتي بين السودان وإثيوبيا علاقة تاريخية حميمة تربُطها روابط حقيقية ما بين الشعوب، تربُطها مصالح إستراتيجية ما بين الشعوب. إثيوبيا التي يزيد عدد السكان فيها عن 120 مليون في رقعة بسيطة جداً مُنخنقة ليس لها مجال للبحر، والسودان الذي له أراضي كبيرة وله أراضي زراعية وإنفتاح على البحر، هناك تكامل حقيقي إستراتيجي ما بين البلدين. سد النهضة الذي حولته إثيوبيا بصورة غير منطقية لمُعضلة ما بين البلدين هو كان يمكن ويظل يمكن أن يكون الضامن الأكبر للعلاقة ما بين البلدين، لأنه الأراضي التي يسقيها ويمكن أن يُنظم الإرواء فيها سد النهضة هى أراضي كبيرة ومهمة وضرورية، ولكن للأسف إثيوبيا في استغراقها في مشاكلها الداخلية استهونت بأن تفتح جبهة مع السودان، أراضي الفشقة أراضي سودانية مرسومة منذ العام 1902، وتم تأكيد ذلك في اتفاقية عام 1972، أن يتم محاولة التغول على تلك الأراضي السودانية هو ايضاً أمراً لم يكن من الداعي له لأنه يمكن بواقع هذه العلاقة الإستراتيجية والحوجة المتبادلة أن يكون هناك مشاريع متبادلة كبيرة جداً وحقيقية وذات نفع للبلدين. بالتالي لا يمكن أن تكون العلاقة ما بين السودان وإثيوبيا علاقة عداء، هذا أمر خطير جداً بالنسبة لإثيوبيا وبالنسبة للسودان.

الأستاذة جيزال:- مريم المهدي وزيرة خارجية السودان السابقة شكراً لاعطائنا هذه المقابلة.

د. مريم المنصورة:- طيب شكراً ليكي يا السيدة جيزال سعيدة جداً بالمشاركة معك.