وزيـرة الخارجـية تعـود للخرطوم بعد رحـلة ناجحة لكل من نيويـورك وموسـكو

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

 

 

عادت السيدة الدكتورة مريـم الصـادق المهدي وزيرة الخارجـية، مساء أمس الخميس 15 يوليو 2021، والوفد المرافق لها إلى البـلاد بعد رحلة شملت الولايات المتحدة حيث خاطبت جلسة مجلس الأمن الطارئة حول سد النهضة، ومنها إلى روسيا الاتحادية حيث بحثت العلاقات الثنائية مع روسيا في كافة المجالات، وقد تكللت بالنجاح وفتحت آفاق أرحب للسودان في إطار انفتاحه نحو العالم وتوصيل موقفه حول أزمة سـد النهضة.

فيما يلي أهم نتائج الرحلتين:

أولاً: زيارة نيويورك:

شارك الوفد في اجتماع مجلس الأمن حول التطورات الأخیرة لملف سد النھضة الإثیوبي، الذي انعقد بنیویورك في الثامن من یولیو الجاري، والذي جاء استجابة للطلب الذي تقدم به السودان ودعمته جمھوریة مصر العربية.

أجرى الوفد لقاءات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بما في ذلك فرنسا، رئیسة المجلس، حیث شرح باستفاضة موقف السودان من تطورات الملف وأوضح الأسباب التي تقف خلف إعادة المسألة إلى المجلس مرة أخرى، كما بيّن الوفد بأن ھذه المسألة لیست قضیة میاه ولا قضیة تدویل، وطلب دعم موقف السودان، استناداً إلى الدور الوقائي للمجلس في حفظ الأمن والسلم والاستقرار في الإقلیم.

التقت السيدة الوزيرة بالأمین العام وتحدثت معه في عدة قضایا تھم السودان في الأمم المتحدة كما شرحت له موقف السودان في مسألة سد النھضة وطالبته بلعب دور أكبر في المسألة.

فیما یتعلق باجتماع المجلس، دعا الاجتماع الأطراف الثلاثة إلى استئناف التفاوض تحت مظلة الاتحاد الأفریقي، بغرض الوصول لاتفاق خلال إطار زمني محدد، كما دعا إلى ضرورة النأي عن الخطوات الأحادیة أو القیام بأي أعمال أو تصریحات من شأنھا تقویض عملیة التفاوض. وھذه العناصر ھي ذات العناصر التي تضمنھا خطاب السودان في الجلسة، وبذلك فإن المجلس قد دعم موقف السودان.

وجدد السودان بأنه لا یعترض على حق إثیوبیا في استغلال مورد النیل الأزرق، إنما یدعو فقط أن یكون ذلك في إطار إتفاق ُیمكن إثیوبیا من الاستفادة من سد النھضة ويجنب السودان مضاره عند الملء والتشغیل.

ثانياً: زيارة موسكو:

لقد غطت هذه الزيارة جميع مجالات التعاون الثنائي، وأكدت من خلال نشاطاتها المتنوعة منهج السودان الكلي في التعاطي مع روسيا وحرصه على أن يشمل ويغطي التعاون كل المجالات بما يخدم المصالح العليا لشعبي البلدين الصديقين.

التعاون السياسي :

وضعت الزيارة الإطار السياسي الصحيح لتعزيز العلاقات بتأكيد رغبة الطرفين في أن يتم تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية فضلا عن التعاون العسكري. واتفق الجانبان على عقد لجنة التشاور السياسي خلال الاشهر القليلة القادمة.

استعرضت المباحثات التطورات الإقليمية ذات الأهمية المشتركة للجانبين خاصة فيما يتعلق بسد النهضة والتأكد من فهم الجانب الروسي لموقف السودان على أثر التطورات الاخيرة في مجلس الأمن. وأكد الجانبان استمرار التنسيق السياسي في المحافل الدولية إزاء التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما رحبت الوزيرة بالموقف الروسي إزاء اعفاء ديون السودان ضمن نادي باريس.

التعاون الاقتصادي:

تم الاتفاق على تفعيل آليات العمل الاقتصادي المشترك بين البلدين وتحديدا اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي،  كما قدمت الوزيرة الدعوة للجانب الروسي لانعقادها في الخرطوم قبل نهاية العام الحالي 2021.

ورحبت الوزيرة برغبة الجانب الروسي في توسيع استثماراته في السودان سيما في مشروعات البنى التحتية بما يشمل الطاقة والنقل.

كما عقد لقاء ناجح نظمته غرفة التجارة والصناعة الروسية مع عدد من رجال الأعمال والشركات الروسية، سيكون له مابعده، وفي ضوء الحماس والجدية من جانبهم في العمل مع السودان في المجالات المختلفة خاصة بعد أن مهدت خطوة اعفاء الديون الروسية الطريق أمام المستثمرين وجعلت من الممكن بالنسبة لهم الحصول على الضمانات وامتيازات الائتمانات التي تقدمها الهيئات الحكومية والمؤسسات المالية الروسية المختصة لهم.

التعاون الثقافي والأكاديمي:

وقفت السيدة الوزيرة من خلال زيارتها لجامعتي العلوم الإنسانية في موسكو وجامعة بطرسبيرغ على الرغبة الأكيدة لدي هاتين الجامعتين في تطوير علاقاتهما مع المؤسسات التعليمية السودانية في كل التخصصات والمجالات المختلفة وفرص السودان للاستفادة منها خاصة بالنظر إلى الإمكانات الهائلة التى تتمتع بها هذه الجامعات من حيث بيئة التعليم والمختبرات الحديثة في شتى المجالات العلمية والبحثية.

كذلك كانت الزيارة  فرصة طيبة للالتقاء بالجالية السودانية في روسيا  من طلاب ومقيمين هناك، حيث استمعت الوزيرة إلى مشاكلهم ومقترحاتهم في تطوير أوجه التواصل والتعاون بين السودان وروسيا،  وأكدت سعيها في سبيل معالجة المشاكل التي طرحوها بالتنسيق مع الوزارات الاخرى ذات الصلة.