هذه المنصورة فجئني بمثلها إذا جمعتنا ، ياهذا ، المجامع !

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي للشئون الخارجية (رائد طبيب في جيش الأمة للتحرير 1998-2000) - الصورة من صور المنصورة بالفيسبوك
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي للشئون الخارجية (رائد طبيب في جيش الأمة للتحرير 1998-2000) – الصورة من صور المنصورة بالفيسبوك

بقلم الأستاذ ثروت قاسم

الحلقة الأولى ( 1\3

1- مقدمة .

حسب دستور الحزب وبعد التشاور والمناصحة مع أهل النظر في الحزب ، إختار السيد الإمام المنصورة نائبة رابعة لرئيس الحزب . في عدله وحكمته ، أعاد السيد الإمام التوازن الجندري في مؤسسة الرئاسة ، وشرفها بإضافة هرمية هي كشكول من الإبداعات والعبقريات ، تنقل مؤسسة الرئاسة ومعها الحزب إلى عوالم الخيال والفكر المتجدد والوطنية الحقة .

تجاوز السيد الإمام ، بحكمته ، اسمها الذي وضع في طريقها الشوك والمتاريس ؛ وإختارها رغم إسمها ، ورغم ما سوف يردده المنكفئون من أنصاف المتعلمين من متلازمات جحا وحماره ؛ هؤلاء وهؤلاء من الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب .سوف يعمل السيد الإمام على تدريب المنصورة في فن وعلم القيادة ، لتخوض الإنتخابات الحرة والشفافة والنزيهة في المؤتمر العام لحزب الأمة ، في وقته ، لتتشرف بها الأمانة الكبرى .

تأتي المنصورة لمؤسسة الرئاسة وهي حُبلى بباذخ المؤهلات ، وعامر الخبرات ، وبخيال يرتاد الثريا .

لا نحاكي المتنبي في بلاط سيف الدولة ولا ابوتمام في مجالس خلفاء بني العباس ، ونحن نتغنى بمحاسن ومطايب الشجرة الطيبة التي ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ؛ فأَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )

وإنما نتوكاً على آيات بينات ، وأحداث وحوادث تؤكد كل واحدة منها كرم محتد المنصورة ، وحبها لبلاد السودان واهل بلاد السودان .

المنصورة وحب الوطن في جيناتها ، يرقد حبيب لها في دواخلها يلهمها الكفاح المستدام والتضحية بالنفس والنفيس في سبيله .

 حبيبها ؟

بلادالسودان وأهل بلاد السودان .

 أستمع اليها وهي تناجي حبيبها :

( انت العزيز افرد جناحك وضمني ! خايفك تفوت والدنيا بيك ما تلمني ! انت المهم والناس جميعا ما تهمني ) .

 المنصورة ؟

 حقا وصدقا بت ملوك النيل ، ناقة صالح لها شرب ولكم شرب يوم معلوم … هرم قيادي ، نجم ثاقب ، ومنار مضئ من التضحيات بالنفس والنفيس ، في سبيل الوطن ، كما سوف نوضح لاحقاً في هذه المقالة من 3 حلقات .

أزعم أن المنصورة ، وهي نائبة للرئيس ، سوف تأخذ الشعب السوداني الى قمم فيها من العلو ما يجعله يخدش بالظفر وجه السماء ، ومن القوة ما يضرب بالكف وجه الأسد .

في هذا السياق ، ومنذ طفولتها الغضة ، تردد المنصورة أدعية المصافاة التي كتبها المنصور عليه السلام في راتبه ، في كل صلاة من صلواتها ، وتعمل بمفهوم هذه الأدعية في تعاملها مع الناس :

( … واهدني الى أحسن الأخلاق ، فإنه لا يهدي لأحسنها الا انت ، واصرف عني سيئها ، فإنه لا يصرف سيئها الا انت ... ) . هل عرفت سر حسن أخلاق المنصورة ، بل سر حسن أخلاق كل أنصاري وأنصارية يرددون ويعملون وفق أدعية المصافاة التي كتبها المنصور عليه السلام .

هؤلاء وأولئك من أنصار الله ملائكة يدبون علي الأرض بحسن أخلاقهم ، ومن ُأوعطي حسن الأخلاق ، فقد اُعطي خيرا كثيرا .نعم … تأتي المنصورة لمؤسسة رئاسة حزب الأمة وكتابها ينطق عنها بالحق ، وجرابها ملئ بالمثير العظيم الخطر . ولا نلقي الكلام على عواهنه ، ولا نتكلم من فراغ ، وإنما نستعرض في النقاط التالية بعض البعض من أعمال وافعال ( وليس أقوال ؟ ) المنصورة بالتواريخ والأمكنة والأزمنة … الأفعال التي أهلتها لتكون نائبة لرئيس حزب الأمة ، رغم متاريس وحواجز اسمها :

 اولاً :

 البذل والعطاء والتضحيات في الميدان … الخيار العسكري !

 إعتمد التجمع الوطني الديمقراطي في مؤتمر اسمرة للقضايا المصيرية ( أسمرة – 15 إلى 23يونيو 1995 ) الخيار العسكري لتغيير نظام الحكم في السودان . كان حزب الأمة مكون أساسي من مكونات التجمع ، وقررت مؤسسات الحزب المشاركة في الخيار العسكري حتى لا تستفرد الحركة الشعبية الجنوبية بحمل السلاح ، وحكم السودان بالسلاح إذا نجح الخيار العسكري . كون حزب الأمة جيش الأمة كمكون من مكونات التجمع الوطني الديمقراطي العسكرية . بدأ جيش الأمة عملياته العسكرية في المنطقة الشرقية في ديار البجة .

 إنضمت المنصورة ، طواعية ، لجيش الأمة ، وحملت السلاح ، وحاربت كقائدة ميدانية لمدة ثلاث سنوات ، من يناير 1998 حتى نوفمبر 2000 .

كانت المنصورة تفترش الغبراء وتلتحف السماء وتأكل من خشاش الأرض مع جنود الجيش ، تأكل مما يأكلون وتشرب مما يشربون ، وهي حاملة السلاح . كانت تنوم بين العقارب والثعابين والأفاعى والصراصير السامة وأبناء آوى في صحارى ديار البجة وكراكير اريتريا !

مع حملها السلاح ، كانت تعمل كطبيبة ميدانية تعالج المرضى والجرحى وتدفن الموتى .

في يناير 1998 ، كانت لها طفلة رضيعة ، تركتها في القاهرة مع المبدعة ، وإنضمت لجيش الأمة في صحارى ديار البجة . لم تر المنصورة طفلتها لمدة الثلاث سنوات التي قضتها ، وهي حاملة السلاح ، في ديار البجة . فتحت طفلتها الرضيعة أعينها وهي تعتبر المبدعة أمها البيولوجية ، ولا زالت بنتها وعمرها قد تجاوز 16 عاماً تعتبر المبدعة أمها الثانية ، التي تربت في كنفها ، بينما كانت أمها البيولوجية تحمل السلاح وتحارب في ديار البجة .

 كان السيد الإمام يقول لها :

أكان تعب منك جناح ، فالسرعة زيدي ، يا منصورة !

وكانت دوماً ولا تزال تزيد في السرعة .

 هذا كتاب المنصورة ينطق عليكم بالحق ، لعلكم تتفكرون ؟

 من يستطيع أن يزايد أو يكابر على المنصورة ؟

ثورجية ومناضلو الكيبورد ، والحناكيش والسحاسيح يمتنعون !

في هذا السياق ، تحكى لك المنصورة قصة المنصور عليه السلام ، فهذا الشبل من ذاك الأسد .

 قالت :

أنزعج الخديوي توفيق في القاهرة من دعوة المنصور عليه السلام ، فأمر ممثله في الخرطوم ( الحاكم العام ) الحكمدار محمد رؤوف بالقضاء المبرم على المنصور عليه السلام ، وإجتثاثه وتصفيته وصحبه الكرام . أرسل الحكمدار محمد رؤوف نائبه محمد ابو السعود إلى الجزيرة أبا لمراجعة المنصور عليه السلام سلمياً ، وثنيه من دعوته .

 ضاق ابوالسعود ذرعاً بصلابة المنصور عليه السلام وتمسكه بدعوته ، فتلى عليه الآية 59 في سورة النساء :

 ( يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله ، وأطيعوا الرسول ، وأولي الأمر منكم …) .

وطلب منه طاعة الخديوي توفيق في القاهرة كما أمره سبحانه وتعالى في محكم تنزيله .

 رد المنصور عليه السلام على الفور قائلاً :

 انا ولي الأمر في هذا الآوان ، وليس الخديوي توفيق . فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر .

جن جنون الخديوي توفيق ، وأرسل ابو السعود في جيش مدجج بالأسلحة النارية والمدافع للقضاء المبرم والتام على المنصور واتباعه في الجزيرة ابا .

قال المنصور عليه السلام يخاطب اتباعه :

من اراد الجهاد معنا فليبايعنا بيعة الحرب . ومن كان بيته عورة ، فليذهب إلى أهله ، وبيعتي معه بيعة عقيدة .

 شرع المنصور عليه السلام في تدريب من بقي معه من أنصار الله ، وكان عددهم حوالي 300 أنصاري .

وصل جيش الخديوي توفيق إلى الجزيرة أبا بالوابورات النيلية ، التي تحمل المدافع والجبخانات والجنود الباشبوزوق المدججين بالسلاح . وبدأت معركة أبا في أغسطس 1881 بين جيش الخديوي توفيق العرمرم ، وأصحاب المنصور عليه السلام ، المختفيين وراء الأشجار .

 قضى المنصور عليه السلام على جيش الخديوي توفيق قضاءً مبرماً ، وفر الناجون هرباً ، وهم قلة لا يلوون على شي .

أعتبر الناس إنتصار المنصور عليه السلام ، المُخطط له عسكرياً ، كرامة من كرامات اولياء الله ، وبدأوا يدخلون في الدعوة افواجاً .

 كانت معركة ابا في اغسطس 1881 ، اول معركة حربية يخوضها المنصور عليه السلام .

بعدها ، إنطلق المنصور عليه السلام إلى قدير ، وبدأت تتوالى الإنتصارات على جيوش الخديوي توفيق ، حتى فتح المنصور عليه السلام الخرطوم بعد حوالي 3 سنوات و4 شهور في يوم الأثنين 26 يناير 1885 .

هذا هو المنصور عليه السلام ، وهذه هي المنصورة . فجئني بمثلها إذا جمعتنا ، يا هذا ، المجامع .

والله اكبر ولله الحمد .

 نواصل مع تضحيات المنصورة …