نائبة رئيس حزب الأمة القومي د. مريم المنصورة الصادق المهدي في حوار نُشر في الجريدة

الجريدة - تاريخ النشر الأربعاء 3 فبراير 2016 - العدد 1658 - الصفحة 3
الجريدة – تاريخ النشر الأربعاء 3 فبراير 2016 – العدد 1658 – الصفحة 3

نائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم المهدي

المعارضة قادرة على تحريك الشارع

النظام لا يتعامل مع الشعب إلا بالإرهاب

الأزمة الاقتصادية لن تعالج بدون الحل السياسي

نعمل على تحرير السودان من نظام القمع والتسلط

الأربعاء 3 فبراير 2016م

الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

قالت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي إن أزمات البلاد السياسية والاقتصادية لن تعالج بدون حل سياسي شامل.
وقالت إنهم يعملون مع القوى السياسية المكونة لنداء السودان والقوى الراغبة في التغيير لاستقلال السودان من الاستعمار الداخلي وتسلط النظام الذي احتقر الشعب السوداني.
وأكدت استحالة محاربة الفساد المستشري في السودان من خلال مفوضية مخصصة لذلك واتهمت النظام بإرعاب الشعب وتخويفه وأشارت الى أن السياسات الفاشلة للحكومة جعلت السودان يواجه خطر التفتت والتمزق، وأكدت ثقتها في مقدرة المعارضة على تحريك الشارع لجهة اندلاع انتفاضة شعبية تطيح بالنظام وإحداث التغيير.
وقالت مريم إن حزب الأمة القومي أحال قضية التعديلات القانونية المعيبة التي أجازها المجلس الوطني لنائب الرئيس محمد عبد لله الدومة لتقديم توصية بشأنها في أسرع ما يمكن.

حوار: حسين سعد

دشن حزب الأمة نهاية يناير الماضي حملة « هنا الشعب »، ما هو الهدف بالضبط من تلك الحملة؟

درجنا على الاحتفال بتحرير الخرطوم، لكن الاحتفالات السابقة كانت نمطية في إحياء تلك الذكرى المهمة حتى لا يطويها النسيان غير أن الاحتفال الأخير نهاية يناير الماضي كان احتفالاً من نوع مختلف لارتباطه بحملة هنا الشعب، وهدفنا من ذلك للقول نحن الشعب السوداني حضرنا لإنهاء هذا العبث بثرواتنا ومقدراتنا وإنهاء هذه السياسات الفاشلة التي أدخلت بلادنا في حافة الخطر فالسودان اليوم مهدد بالتفتت والتمزق، وبالتالي، ولكل هذه المعاني الخاصة بمحاربة الفقر والحروب والتسلط له كل ذلك جاء شكل الاحتفال والتعبئة من هذا النوع حيث ربطنا هذه المعاني بالتحرير من قبضة عصبة النظام التي تسيطر على مفاصل البلاد.

هل تصفي نظام الإنقاذ بأنه مستعمر؟

نعم نسعى من أجل الاستقلال الثاني من الاستعمار الداخلي لصالح الشعب السوداني، وليس لصالح جهة ضد أخرى أو جهويات، وخلاص الشعب من تلك المجموعة القليلة التي احتقرت السودان وشعبه، ومزقت مقدراتنا السودان الاقتصادية والاجتماعية، واستباحت أراضيه لكل من « هب ودب » وأشعل الحروب الأهلية والقبلية الدامية، فهذه الثلة التي وضعت أولوياتها في مصالحها الذاتية وتمكين مجموعاتها بفساد كبير جداً واستباحة المال العام وكرامة الإنسان السوداني لذلك لابد من تحرير السودان من هذه المجموعة وإعادة الأوضاع الى نصابها وشكلها السليم، خاصة أن الظلم والغضب وصل حدود كبيرة وإذا لم نمتلك رؤية ثاقبة فيمكن أن تسود بيينا شريعة الغاب إذا تركنا الأمور هكذا للناس للتعبير عن غضبهم المستحق والمتراكم طوال أكثر من ( 26 ) سنة بسبب السياسات الفاشلة ومشروع لم يحقق شيئاً سوى تمكين وفساد لفئة قليلة من الشعب السوداني.

المتحدثون في الاحتفالية اعتبروا حملة « هنا الشعب » بأنها ضربة البداية للانتفاضة الجماهيرية فهل تعتقدي بأن المعارضة قادرة على تحريك الشارع؟

ردت بسرعة.. نعم المعارضة قادرة على تحريك الشارع، وكل يوم نتابع احتجاجات مختلفة بالعاصمة والولايات وبالرغم من الآلية الحكومية الباطشة الا أن الجماهير خرجت ضد انقطاع المياه وضد ضعف الخدمات والتنمية وغيرها، كذلك لجأت الحكومة وأجهزتها الأمنية والإعلامية لإطلاق تشويش متعمد لإحداث ربكة وسط المعارضة والشارع السوداني. من خلال وسائل العمل الجماهيري المجربة من ندوات واعتصامات ومظاهرات داخل وخارج السودان. بدأنا نحن ونأمل أن نلتقي كلنا في عمل مشترك واحد مثل حملة « ارحل » لمقاطعة الانتخابات العام الماضي الشاهد الآخر والذي يعزز رؤيتنا والذي كان واضحاً من خلال كلمات المتحدثين من قيادات ورؤساء القوى السياسية السلمية والمسلحة حيث كانت تلك الكلمات قوية وكبيرة وأكدت على أننا كلنا نلتقي ونقف مع بعض في حملة هنا الشعب لمنع النظام من الاستمرار في هذه السياسات الفاشلة والخطرة.

بعض قيادات قوى نداء السودان كشفت عن اجتماع بإحدى العواصم الأوربية، ماذا يناقش هذا الاجتماع ومتى يكون؟

هذا اللقاء مؤكد سيحدث ونحن كقوى سياسية مكونة لنداء السودان ظللنا نلتقي مع بعض لوضع الإجابات لتلك الأسئلة بصورة واضحة، وبالضرورة نحتاج الى أن نلتقي مع الجبهة الثورية بشقيها عموماً مؤكد أن هذا سيحدث لكن متين بالضبط وأين بالضبط ما بقدر أقول في هذه اللحظة. لكننا ماضون في وضع آليات واضحة وترتيب عملنا فيما يتعلق بكيفة إزالة النظام والعمل عقب الإطاحة به، نحن قطعنا شوطاً طويلاً في وضع السياسات البديلة والعمل يمضي بشكل جاد، وكذلك يمضي العمل نحو تكامل آليات العمل المعارض بشكل ممتاز وتوسيع جبهة القوى السياسية والمجتمعية التي تؤمن بالإعلان السياسي لقوى نداء السودان وبالرغم من كل التعقيدات في الواقع السياسي لكهنا تمضي بشكل سليم. أنا متفائلة بحدوث التقاء كبير من أجل الوطن من خلال رؤية تعريفية لتلك القوى فحواها لماذا مناهضة ومعارضة الحكومة وكيفية الخلاص من النظام وماذا نفعل بعد إسقاطه، وهذا ما شرعنا فيه كقوى سياسية مع بعض بشكل دؤوب.

الأزمة الاقتصادية استحكمت حلقاتها منها استمرار زيادة الأسعار والغاز وغيرها، كيف ترى المعارضة المخرج من هذه الأزمة؟

هذه الزيادات مرفوضة وغير مبررة وهي قضايا ظللنا نحذر منها منذ وقت طويل سابق وهذه الأزمة الاقتصادية لن تعالج بدون حل سياسي ولم ينجح اصطفاف الحكومة في عاصفة الحزم الحكومة لأنها قبل انفصال جنوب السودان أكدت عدم تضرر اقتصاد البلاد بسبب الانفصال وذهاب عائدات البترول، وظلت الحكومة تقول أن الذهب سيسد « الفرقة » لكن للأسف الأوضاع إزادات ضيقاً، والحكومة طوال هذه الفترة الماضية تتصرف بصورة عبثية صبيانة كأنما الواقع الاقتصادي يمكن تغييره بالإعلام والشائعات التي ظلت تطلقها من وقت إلى آخر لتخدير لشعب. والحكومة استبقت الزيادات الأخيرة في الغاز بإجراء تعديلات مجافية ومخالفة للإجراءات المتبعة على القانون الجنائي، وهذا لم يكن أمراً غريباً من نظام جاء للحكم عبر انقلاب دبر بليل فضلا عًن أن الحكومة أجرت العام قبل الماضي تعديلات دستورية انتهكت من خلالها الدستور نفسه. عموماً ما قامت به الحكومة من تعديلات قانونية كانت لإرهاب وتخويف المواطنين تمهيداً لاتخاذ إجراءات اقتصادية عنيفة وهم متوقعين غضب الشعب، لكنهم يريدون إرهابه لعدم التعبير عن ذلك الغضب الحقيقي.. وهذه الإجراءات تؤكد فشل النظام واستهلاكه لكل ألاعيبه وحيله الماكرة، لذلك نقول آن أوان تغييره لصالح كرامة الشعب وأمنه وحريته وهذا ما سيحدث قريباً وستقوده القوى الراغبة في التغيير.

حصدت المصادمات القبلية أرواح عزيزة، كيف ستعمل المعارضة على إنهاء هذه الصراعات؟

ظللنا نحن في حزب الأمة على الدوام ندعو للمصالحات المجتمعية والقبلية بين المكونات السودانية المختلفة وتشجيع التعايش والتسامح وإعلاء قيمة السلام الاجتماعي ونبذ العنف لكن النظام كان بالعكس كان يحرض على الفتنة وعلى خطاب الكراهية والعنف حتى حصدت المواجهات القبلية مئات الأرواح وشردت الآخرين وخلقت غبناً اجتماعيا واسعاً.. وظللنا نقول لقياداتنا السياسية في المناطق التي شهدت تلك الأحداث الدامية بعدم الانجراف إلى الاستقطاب الذي تقوم به الحكومة ومحاولات تغيير الخريطة السكانية وتغيير الإدارات الأهلية لو لا الدور الكبير لحزب الأمة الذي خفف من غلواء الاستقطاب الحاد والقبلي كانت الأوضاع انفجرت بشكل أكبر كما أن قياداتنا حاضرة في كافة عمليات الصلح الاجتماعي وتلعب دوراً كبيراً. سوء أن كان في دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق مؤخراً حضورنا اليومي والمباشر كان صمام أمان أساسي. والحكومة استخفت بالأمر وكان السهل عليهم ذهاب جنوب السودان وإشعال الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

شكلت الحكومة مفوضية لمحاربة الفساد وأجازت قانونها؟

الفساد لن تحاربه مفوضية والفساد، وكذلك حقوق الإنسان لن تحميها مفوضية وإنما هذه القيم يحميها ويدافع عنها نظام حقيقي وديمقراطي قائم على الشفافية والمحاسبية والمشاركة وسيادة حكم القانون هذه القضايا غائبة تماماً اليوم.. بالتالي كان « جابو » أطهر الأطهار شخص لرئاسة المفوضية سيستقيل، ولن يستطيع فعل شيء، هناك تداخل بين السلطات، أما السلطة الرابعة الصحافة فهي تعاني من انتهاكات ومصادرة وإفقار ومحاكمات كيدية في مواجهة الصحفيين، وما تعلنه الحكومة بشأن محاربة الفساد لا قيمة له، الحكومة تنشر في هذه الأخبار لإثارة غبار كثيف عقب انفجار روائح الفساد والإفساد الغريبة أن بعض الفساد المعلن والظاهر في مؤسسات ذات صبغة دينية مؤشر الى أن الجهات الأخرى، ستكون أوضاع فسادها أكثر وأفظع، ليس هناك رقابة من قبل أجهزة الدولة ذات الصلة بملف الفساد ومنظمة الشفافية التي كانت موجودة تم حلها.

الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي كشف في تدشين حملة « هنا الشعب » الأسبوع الماضي عن لقاء تشاوري يومي 29 و 30 يناير الماضي ماذا يناقش هذا اللقاء؟

هذه اللقاء التشاوري خاص بتسوية أوضاع سودان المهجر بحزب الأمة ولدينا نحو 63 فرعية خارج السودان تمهيداً لانعقاد مؤتمر سودان المهجر، أما المؤتمر العام الثامن لحزب الأمة القومي نحن نسعى لتكوين لجنته العليا لجهة تقوية وحدتنا التي مضى فيها الحزب خطوات واسعة ومقبولة.

شملت التعديلات القانونية الأخيرة التي أجرتها الحكومة على تمييز وانتهاك واضح لحقوق المرأة ماذا فعلتم حيالها؟

قضية التعديلات القانونية الخاصة بأوضاع المرأة السودانية صاحبة الدور التاريخي والبطولي على مرّ العصور، وتعيش حالياً تحت وطأة قوانين مهينة، وهذه القضية تم رفعها لنائب الرئيس مولانا محمد عبد لله الدومة لتقديم توصية بشأنها في أسرع ما يمكن ونتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن نطلع على توصيته، لكن بصورة عامة يظل موقفنا المبدئي والواضح هو أن تلك التعديلات معيبة في شكلها وفي محتواها وتكشف أن النظام بوليسي ولا يملك أي وسيلة للتعامل مع الشعب إلا الإرهاب.

ماذا أخذت السياسة من مريم وماذا قدمت لها؟

أقيم في منزل جزء من منزل أسرة زوجي مثل الكثير من الأسر السودانية وقبل اليوم قالت الحكومة وأجهزتها المختلفة إنني أمتلك منزلاً خاصاً بأحد الأحياء الراقية بالعاصمة، كنوع من الدعاية الرخيصة والكذب والتلفيق، لكنني كنت أنظر الى الأمر بأنه لا يحمل خبراً جديداً، والحمد ﻟﻠﻪ لدينا أسرة كبيرة أربع فتيات وولدان وهم في مراحل عمرية وتعليمية مختلفة وكان واجباً علينا أن نخصص لهم سكناً لراحتهم ومنامهم ومراجعة دروسهم فضلاً عن وجود مسؤوليات مجتمعية وسياسية بالنسبة لشخصي باعتبار أنني نائبة رئيس لحزب الأمة القومي وكذلك هناك مسوؤليات لزوجي هذه الوضعية تتطلب أن يكون لدينا مكان منفصل خاص باجتماعاتنا ومقابلاتنا الاجتماعية والسياسية الأخرى المختلفة من حياة أسرة المنزل الكبير.

مقاطعة هناك تنسيق لافت للحديقة الصغيرة؟

كلها رتبتها وغرستها بمساعدة ابني وسائقي الخاص (وود) وهذا العمل الذي لم يكتمل بعد تم بمساعدة ومشاورة آخرين من المهندسيين الزراعيين والخبراء لاسيما نصائح الصديق والحبيب الراحل المقيم فؤاد قباني وعندي كمية من المدربين والمساعدين أذكر منهم « فرش فلورس » وهم قدموا لي دعماً كبيراً في التعليم اليومي حالياً امتلكت أدواتي الخاصة بقص وهندسة الحديقة وهي فرصة للتعبير والترويح عن النفس، وشعور بالإنجاز من نوع مختلف، واليوم وبعد مرور ثمانية أعوام من رحيل والدتي اتضح لي تماماً السر الكبير والعميق والخاص باهتمام أمي الكبير بالحدائق المنزلية.
في بعض الأحيان أربط بعض العمليات الخاصة بالبنى بالسياسية مثلاً ألوان العلم الخاص بحزب الأمة القومي وهي الأسود والأحمر والأخضر هذا الترتيب لم أستطع فهمه لأن الراية الزرقاء في المهدية هي الأعلى وبعدها مفروض تكون الراية الخضراء والأخيرة الراية الحمراء.

في كل مرة تجدد الحكومة تأكيدها على مشاركة حزب الأمة في الحوار وأنتم تدعون الى الانتفاضة، كيف ترين ذلك؟

الحوار المجدي الذي يفضي لوضع انتقالي كامل لا يتعارض مع الانتفاضة، والاثنين لابد أن يتكاملان وما لم يكن هناك سند شعبي وحراك واسع في مواجهة نظام متسلط لن تسعى الحكومة الى حوار جاد وحقيقي لكي يتم بموجبه يتم تغيير حقيقي، وأكرر لن يكون هناك حوار جاد ما لم يكن هناك ضغط جماهيري، وحضور شعبي.

هل شاركت في تحديث حديقة منزلكم؟

أصبحت أنا المراقبة والمتابعة لعمليات البناء وفي بعض الأحيان كنت (أبني) وأحمل المسطرينة بيدي لبناء بعض الأحواض الصغيرة الخاصة بالزهور والشتول.

هناك هجوم من الأحزاب التي شاركت في الحوار على أحزاب المعارضة، ما هو تعليقك على ذلك؟

بعض القوى السياسية فرغت نفسها لتجريم المعارضة أكثر من النظام الحاكم، وهذه القضية يجب أن يتخذ الناس حيالها موقف واضح للتعامل معها بحسم.

الجريدة

تاريخ النشر الأربعاء 3 فبراير 2016

الصفحة 3 العدد 1658