من أجل دارفور.. المعارضة تتجاوز خطوطها الحمراء

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

5 مايو 2015

حشدت المعارضة حشدها أمس.. أقول المعارضة على إطلاقها.. بمختلف توجهاتها.. ومسمياتها.. وأسمائها.. لأن حشد الأمس اختار ذلك.. اختار أن يستظل باسم السودان فحسب.. حتى مريم الصادق بكل مغالاتها وتشددها.. بدأت حديثها بنشيد العلم.. ولا شك أن البعض كان مندهشا.. حتى فسرت مريم: اخترت هذا المدخل حتى أقول إننا هنا لسنا ضد أحد.. ولكننا مع السودان.. ولكي نحافظ على السودان.. لابد من أن نحافظ على دارفور.. ولكي تبقي دارفور بين ظهرانينا.. لابد أن يجد طلابها الحماية والأمن والسلامة بيننا.. إذن ذلك الحشد الذي انبري بالدعوة له السيد فاروق أبوعيسى زعيم المعارضة.. وترأس اجتماعه بدار الحزب الشيوعي ظهر أمس وحضره حشد نوعي من قادة المعارضة.. كان هدفه محاصرة العنف والعنف المضاد داخل الجامعات.. ثم قطع الطريق على أي محاولة لتصعيد الأزمة التي نشبت عقب مقتل أمين الطلاب الإسلاميين بجامعة شرق النيل.. وما تلاه من ردود أفعال يخشى البعض أن تفعل فعلها في النسيج الاجتماعي الوطني..!

ولكن المعارضة بالأمس كانت قومية التوجه.. وطنية الطرح.. أجمع رموزها أن لقاءهم ذاك.. ربما لأول مرة.. ليس حشدا ضد النظام.. قال أبوعيسى وأيدته مريم وباركهما كل المتحدثين.. حتى الشاب مستور.. القيادي بالمؤتمر السوداني.. والخارج لتوه من (معتقلات النظام).. اتفق مع ذلك التوجه الذي ظلل لقاء الأمس.. وهي أن معركتهم مع النظام معركة مختلفة.. ظروفها مختلفة.. منابرها مختلفة.. أهدافها مختلفة.. أما حشد الأمس فقالوا إنه نواة لحشد قومي هدفه محاصرة العنف داخل الجامعات.. وضمان سلامة الطلاب عموما.. وطلاب دارفور بصفة خاصة.. وضمان سلامة المؤسسات التعليمية باعتبارها ممتلكات للشعب السوداني.. اعترف رموز المعارضة وقالوا.. وربما لأول مرة.. إن الأمر يتجاوز المعارضة وأحزابها.. ويعلو عليها.. وإنه في سبيل نزع فتيل الأزمة فليس هناك ما يمنع من التحدث إلى كل الأطراف.. وحتى الأطراف الحكومية.. كما اقترح الأستاذ فيصل محمد صالح الكاتب الصحافي المعروف حين أصر أبوعيسى على سماع صوت الصحافة.. خلاصة مقترح فيصل أن القضية تستحق تواصلا مع كل الأطراف ذات الصلة.. خص بالذكر وزير الداخلية.. وزير العدل.. مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. رئيس السلطة الإقليمية لدارفور.. كان منطق فيصل أن نزع فتيل الأزمة مسؤولية الجميع وأن لجنة قومية تثق فيها كل الأطراف هي الأنسب لإدارة هذا الملف على نهج قومي.. وحديث فيصل هذا أيدته مريم وزادت عليه..!

صحيح أن كثيرين من خطباء الأمس مضوا على ذات النهج المعتاد في خطاب المعارضة بدءا من إدانة النظام ومرورا بتحميله كامل المسؤولية في كل ما جرى وانتهاء بالوعد باجتثاثه من جذوره.. ولكن الصحيح أيضا أن كثيرين من خطباء الأمس كانوا قادرين على القول إن (الأزمة التي نحن بصددها لا نرغب في المزايدة بها على النظام.. بل نبحث عما ينزع فتيلها).. كان من أجمل ما قاله مندوب طلاب دارفور: “نحن ايضا حريصون على معرفة الجناة وأن ينالوا جزاءهم العادل”.. كان لافتا كذلك أن سكرتير الحزب الشيوعي القادم من صفوف الطبقة العاملة.. أفرد حيزا مقدرا من خطابه للحريات الأكاديمية وأهمية توفيرها في الجامعات..!

اليوم التالي