مريم المنصورة وقضية المناصير

بقلم الأستاذ قسم الله علي قسم الله

الحريه للدكتوره مريم الشجاعه المناضله الجسوره عرفتها بحكم الإنتماء الحزبي المشترك وعرفتها أكثر وزاد إحتكاكي بها أيام إعتصام المناصير الذي إستمر زهاء الأربعه أشهر .

  مريم الصادق هي مهندسه لقاء لجنه المناصير بالسيد رئيس الحزب ، هذا اللقاء الذي نقل قضيه المناصير من إطارها المحلي إلي الإطار القومي عبر ورشه نظمها الحزب بعنوان (البعد الإنساني والقانوني لمتضرري السدود) هذه الورشه خلقت إجماع سياسي حول قضيه المناصير وحملت لجنه المناصير توصياتها في مذكره رفعتها للدوله.

 رافقت المنصوره لزياره المعتصمين في الدامر ولكن اجهزه الأمن إعترضتنا عند مدخل مدينه شندي وتم إقتيادنا إلي مباني الجهاز بشندي وبعد ساعات تم إرجاعنا للخرطوم خاطبت المنصوره المعتصمين عبر الهاتف فاهتز ميدان العداله بالهتافات إمتناناً لدور الدكتوره مريم الصادق.

 عاودت المنصوره الكره مره اخري ولكن هذه المره بمعيه وفد رئيس الحزب في زياره احدثت إختراقآ في مسار القضيه وبعدها دخل الطرفان في تفاوض أدي في النهايه لتوقيع إتفاق تعهدت بموجبه الدوله بتنفيذ مطالب المناصير.

 حينما تم إعتقالي وإيداعي سجن كوبر تحركت المنصوره كالنحله من اجل إطلاق سراحي وهائنذا اليوم لم استطع تقديم شي لها بسبب سفري خارج العاصمه بحثا عن الأرزاق في مكان شبكته ضعيفه إن لم تكن معدومه.

 اعذريني أيتها المنصوره فأنا عاجز عن رد الجميل لك لموقفك النبيل معي ومع اهلي المناصير للأسباب آنفه الذكر فلا أملك سوي الدعاء من اجل اطلاق سراحك لتعودي سالمه لتزرعي البسمه في وجوه صغارك ولتسهمي في تسويق “أعلان باريس” لكل المجتمع السوداني من اجل إنهاء النظام الحالي والإتيان بنظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.

 لقد فجرت قضية المناصير، مظاهرات استمرت لمدة ثلاثة ايام متتالية في جامعة الخرطوم، ومظاهرات متقطعه في جامعة النيلين، ومخاطبات جماهيريه في جامعة وادي النيل ، ووقفة احتجاجيه امام ادارة السدود- في العاصمه الخرطوم اعتقل علي أثرذلك الحراك، كل من أبراهيم مجذوب من جامعة وادي النيل والطالب تاج السر جعفر من جامعة الخرطوم والطالب محمد إدريس محمد جدو رئيس رابطة طلاب دارفور بجامعة الخرطوم، كما تم اعتقال كل من قسم الله علي قسم الله ، و يحي ود الدامر مجدداً ولكن من قلب الخرطوم هذه المره.

 كما ضجت الاوساط الاعلاميه داخل السودان وخارجه بالتضامن معهم ومتابعة وشرح قضية متضرري السدود ، والاضرار التي تسببت فيها السدود، وقصور النظام الحاكم في حل معضلة المناصير، وطرحت اوجه عده من وجوه استبداد وتسلط وتعنت النظام ورفضه تعوضيهم -بل وجه مليشياته للهجوم عليهم واطلاق من دون سبب، الهجوم الذي قامت به مليشيات النظام في ابريل 2006 -أودى بحياة 3 اشخاص وجرح ما يفوق ال50 شخصاً واعتقل اعدادً كبيره من متضرري السيول من باحة مدرسه كانت تاؤيهم.

 مع استمرار الاعتصام -استمر تضامن التيارات المختلفه من الشعب السوداني معهم في تزايد ، حتي تحولت قضية المناصير من قضيه قبليه، مطلبيه، لقضيه وطنيه واسعة النطاق واصبح تكتل المناصير الذي يطالب باحقاق الحقوق او تغيير الحكومه مهددً خطيرً لأستمرار حكم النظام.

 حين هدد المناصير بترحيل الاعتصام لشوارع الخرطوم، هرول النظام الحاكم للاستجابه لندائهم ووقع معهم اتفاقية تاريخية- بتاريخ 9 مارس 2012. بموجبها وافق النظام السوداني رسمياً علي مطالب المعتصمين- وان كان الاتفاقيه لم تنفذ حتي اليوم واصبح شأنها كشأن اتفاقيات الحكومه مع حركات التمرد علي حكمها من حملة السلاح- والتي لم تنفذ بعد ايضاَ.

 [email protected]