مريم المنصورة.. سجنوك وأنت مسجونة فينا!!

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي

بقلم الأستاذة فاطمة غزالي

كُثر يا مريم المنصورة تفطرت قلوبهم حزناً على وجودك بين السجن السجان، ولكنك الحاضرة دوماً في أفئدة المعجبين بإنسانيك التي كثيراً ما تعبر عنها عيونك الباكية للمشاهد الإنسانية المحزنة والمؤلمة هي كثيرة في بلادي.. دموع رحمة بيد أنها لا تكسر شجاعتك وقدرتك على صناعة ما يجعل المعجبين بشخصيةٍ ليست من كيان الأنصار وحزب الأمة فحسب، بل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، يرون فيك المرأة الإنسان والسودانية السياسية المحنكة التي لم تغرد خارج سرب المبادئ التي تؤمن بها.. نعم محزنون ولكن فخرنا بصمودك وشجاعتك يتجاوز الحزن ليتأمل جاسرتك أيتها “المنصورة الكنداكة” وأنتي تقاومين الموج وزبد البحر وهو صراع لن يُنسى يظل في مخيلة المزهوين بمواقفك والذين يتحرقون غيظاً من هكذا قوة وعزيمة وشجاعة..

(نشيل فوق الدبر ونسير) ليست عبارة حماسية يرددها الأنصار فحسب، بل في كل يوم تتحول إلى مواقف مرئية ومحسوسة ولسان حالك يقول وإنت داخل معتقلك (نشيل في الدبر ونسير).. في كل لحظة التاريخ يكتب أدبيات النضال في صفحات البلدة الطيب شعبها والظالم أهلها ولك في هذه الصفحات نصيب ليس بالقليل، أنت مرضعة لتوأم كنت في المعتقل حينما تظاهرتي مع الذين تظاهروا ضد أول تظاهرة رافضة لرفع أسعار السلع الأساسية للمواطن.. التحية لمريم الأم المناضلة قطعاً أبناؤك وبناتك ينتظرون رؤيتك فحال موج الغضب السياسي بينك وبينهم.. هم ونحن منتظرون إلى أي منتهىً تمضي سيناريوهات اعتقالك، أو حبسك أو سجنك بصرف النظر عن مسميات أنت مسجونة فينا ونحن مسجونون معك.. نشعر بحضورك الإنساني الراقي التفاصيل.. كلماتك حكاويك.. قصصك.. ضحكاتك دوماً تطرق طبل الآذان.. نعم أيتها المنصورة تتوارين خلف القضبان بيد أنك وأشياؤك

ضد النسيان أنت محفورة في أعماقنا.. لن تفلح الحيطان في أن تمنع أرواحنا من التواصل معك لأنك تعبرين عن وجدان كل من يدرك معنى الإنسانية والحرية.. أحبابك وحبيباتك

ونسيج علاقات الاجتماعية والسياسية وطنياً وعالمياً والحقوقية وصداقاتك بصرف النظر عن التوجه السياسي والانتماء الفكري يتلهفون لرؤيتك ومجالستك والحديث إليك، وهم مكتنزون برغبة الاطمئنان عليك.. كثيرون مدينون لك بالوقوف معهم في هكذا مواقف.

مازال الجميع يقف منتظراً ما سيقوله أهل النظام بشأنك مريم الصادق المهدي المرأة التي حققت نجاحات بتطويرها للذات سياسياً وأكاديمياً ومعرفياً تطلعاً لتحقيق طموحاتها ولا أحد يستطيع أن ينكر عليها مقدراتها أو يزايد على نضالاتها، فهي الأم الراعية لأسرتها، والسياسية والعسكرية والقانونية والطبيبة، والفارسة، اتفقنا أو اختلفنا معها؛ هي حاضرة في الحياة السياسية تملك القدرة على الفعل، ترمي بذاتها في مقدمة المواجهة ولا تخشى أحد.. بلا جدالٍ، المنصورة جمعت من كل بستان زهرة لتشكل شخصيتها المميزة، قُدر لمريم أن تأخذ من والدها الصادق المهدي السياسي والمفكر والحاكم كثيراً من التجارب والعلوم والمعرفة بحكم علاقة الإبوة والبنوة، وكذلك قُدر لها أن تأخذ الشجاعة وقوة الشخصية والصمود من والدتها السيدة سارة الفاضل طيب الله ثراها وهي السياسية المحنكة، وأول سودانية تنهل العلم في بلاد الغرب، وأول امرأة سودانية سياسية يُحكم عليها بالإعدام ولم يهتز لها طرف.. وهذه الأشياء جميعها تجعل المنصورة صامدة كالطود، مستقوية بالله تقرأ في كتابه وتصوم السنن.. هذا هو حالها عندما زارها أمس الأول بسجن أمدرمان زوجها الأستاذ عادل شريف.. التحية لك مريم المنصورة يا جبل مابتهزو رياح.

الجريدة

[email protected]