مريم الصادق المهدي لـ«الشرق الأوسط»: ليس خياري أن أكون بي نظير بوتو السودان

الدكتورة مريم الصادق المهدي القيادية بحزب الأمة القومي - الصورة من موقع الشرق الأوسط
الدكتورة مريم الصادق المهدي القيادية بحزب الأمة القومي – الصورة من موقع الشرق الأوسط

30 أبريل 2009

القيادية في حزب الأمة المعارض قالت إن حزبها سيستخدم صيغة «التحالف الذكي» في الانتخابات

محمد سعيد محمد الحسن

يقول المقربون من حزبها، إنها تعد لتكون أول رئيسة وزراء للسودان، أو بي نظير بوتو السودان، وعلى الرغم من إعجابها بدور وتضحيات الزعيمة الباكستانية، إلا أنها تؤكد أن حزبها كبير، ولديه مؤسساته التي تحدد من يجلس على مقعد الزعامة، وأن غاية ما تصبو إليه هو خدمة الإنسان السوداني.

هي الدكتورة مريم الصادق المهدي، ابنة زعيم حزب الأمة المعارض، ورئيس وزراء السودان السابق، وعضو الهيئة المركزية للحزب. تركت مهنتها كطبيبة، لتتفرغ للعمل السياسي بجانب والدها في الحزب، وترقت في صفوفه إلى أن وصلت إلى مركز قيادي فيه. المهدي قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن حزبها لن يتحالف مع المؤتمر الوطني (الحاكم) بزعامة الرئيس عمر البشير، في الانتخابات المقبلة المقررة في فبراير (شباط) المقبل، لكنه سيستخدم صيغة «التحالف الذكي»، التي تستند علي الفئات المهنية والفنية والأكاديمية.

 

وأكدت أن حزب الأمة يعتبر الأكثر مصلحة في إجراء الانتخابات العامة المقبلة في وقتها وبنزاهة وشفافية. ووصفت «اتفاق التراضي»، الذي وقعه حزبها مع المؤتمر الوطني، بأنه «اتفاق ثنائي» يهدف إلي تحقيق الإجماع الوطني كمخرج إستراتيجي لدرء الأخطار والمهددات عن السودان. ووصفت الحركة الشعبية (شريك الحكم) بأنها «حزب مهم»، لكنه يواجه تحديات وقضايا الانفلات الأمني، ويتعين عليه التقارب والتواصل مع القوي السياسية الأخرى، وبوجه خاص حزب الأمة، الذي سبق غيره في الاعتراف بمظالم الجنوب.

 

وفيما يلي نص الحوار

* لماذا غادر رئيس حزب الأمة الصادق المهدي الخرطوم فجأة، وقبل اختتام المؤتمر العام لجلساته وإعلان نتائج انتخاب الأجهزة؟

– مغادرة رئيس حزب الأمة لم تكن مفاجأة داخل الحزب، فلديه ارتباطات عديدة سابقة مع منظمات دولية، تم تأجيلها لحين انعقاد المؤتمر العام، ومغادرته أثناء الحراك التنظيمي والانتخابي لأجهزة الحزب تعني الثقة التامة في أدائها وقدرتها علي المركز الحربي والجماهيري.

 

* بعد تحديد فبراير المقبل لإجراء الانتخابات العامة، هل حزب الأمة مستعد لها؟

– حزب الأمة من أكثر الأحزاب التي لديها مصلحة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وفعالة. «نحن أصحاب مصلحة حقيقية في إجرائها، باعتبارنا أحد الأحزاب التي اختارت ألا يشارك في الحكومة. نحن نريد أن يكون مدخلنا للحكم عبر صناديق الاقتراع، وبانتخابات حرة ونزيهة.

* هل سيخوض حزب الأمة الانتخابات منفردا، أم عبر تحالفات مع قوي سياسية أخري؟

– حزب الأمة شكل لجنة لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بالانتخابات العامة، والاستعداد لها قبل أكثر من عام وكذلك كون لجنة لدراسة التحالفات، التي توصلت إلي صيغة «التحالف الذكي» ويستند علي برنامج مع الفئات المهنية والفنية والأكاديمية.

* هل يعتقد حزب الأمة بالفوز المريح في الانتخابات القادمة؟

– نحن نأخذ العملية الانتخابية بجدية تامة، والحزب علي مستوي قواعده وقياداته لديه رصيد مصداقية وعمل دؤوب ومثابرة صادقة وسط الجماهير، وهذا كله سيجعله الرقم الانتخابي الأول، نحن سنخوض الانتخابات في جدية وصدق، وإقناع الناخب ببرنامج التصالح والعدالة والشرعية والتحدي الديمقراطي والحياة الكريمة.

 

* ألا يعني اتفاق التراضي وأهدافه المشتركة مع المؤتمر الوطني خوض الانتخابات ببرنامج موحد؟

– اتفاق التراضي مع المؤتمر الوطني هو اتفاق ثنائي يهدف إلي تحقيق الإجماع الوطني كمخرج إستراتيجي يؤمن مصالح الوطن العليا، ويدرأ عنه المخاطر والمهددات، وهو اتفاق علي تعزيز الثقة ما بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة والأحزاب الأخرى، والإجماع علي الوحدة لصالح أهل السودان، وليس هو ببرنامج للانتخابات، وهو اتفاق علي الاختيار والتراضي الوطني لا يندرج في التحالفات السياسية، ويوحد السبيل أمام الانتخابات العامة الحقيقية، ويسد الطريق أمام الانتخابات الصورية.

 

* ماذا يعني حديث زعيم حزب الأمة بأن عام 2009 يكرم فيه السودان أو يهان؟

– رئيس الحزب وحده هو بمقدوره تفسير مقولته، واجتهادي الشخصي هو أن المقصود أن السودان عام 2009 يواجه قضايا كبيرة، منها قرار محكمة الجنايات الدولية، والأزمة المالية العالمية، وقضية دارفور، وقضايا أخرى خطيرة وشائكة، وجميعها مؤثر، ومتداخلة، فإذا اجتازها السودان بنجاح فسيكون في موضع التكريم والإعزاز بإذن الله تعالي.

* كيف ينظر حزب الأمة لعلاقته مع الحركة الشعبية؟

– نحن نعتبر أن الحركة الشعبية حزب مهم، وكنا أول من طرح مبادرات أسست لعلاقة إستراتيجية، وأزالت عقبات كبيرة أمام فهم قضية الجنوب، وأخفقت للاعتراف بتقرير المصير ليكون مدخلا للوحدة الطوعية، ولكننا نلاحظ أن الحركة الشعبية انشغلت بمشكلات الحكم وقضايا الانفلات الأمني، ولم يعد لديها الوقت للالتفات للتواصل والحوارات مع القوى السياسية، والأوضاع والتطورات الراهنة تتطلب التقارب والتواصل مع القوى السياسية بغرض التنسيق والتعاون لصالح السلام والاستقرار الشامل.

 

* رئيس حزب الأمة الصادق المهدي استخدم تصنيفا لدوركم السياسي فوصفك بأنك «معطونة» في الشأن السوداني؟

– شهادة والدي هي شهادة كبيرة، وأعلم أنه لا يجامل ولا يباهي في مثل هذا النوع من التصنيف، وجهودي وبذلي كله من خلال اطلاعي بمسؤولياتي الوطنية والحزبية، مع التزام تام بأهداف ومبادئ حزب الأمة، وأشعر بكثير من الإعزاز والرضا بحصولي على أعلى الأصوات في عضوية الهيئة المركزية لحزب الأمة.

* البعض يرشحك لتكوني في مرحلة ما أول رئيسة وزراء للسودان، أو بي نظير بوتو السودان؟

– أعمل في حزب كبير ولديه أجهزة تختار زعاماته، وغاية ما أصبو إليه في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الوطن المليئة بالتحديات والمخاطر والمعوقات، هو أن نجتازها بنجاح وبتضافر الجهود المشتركة، وتغليب المصالح العليا على المصالح الذاتية والصغرى، وأن يكون همنا الأول الإنسان السوداني الذي يستحق أن يعيش في سلام وأمان وحياة كريمة، لقد تخليت عن رضا عن هوايتي وتخصصي ومهنتي (الطب) ولم أشعر بأي مرارة أو ضيق، وأشارك وأعمل من أجل مستقبل أفضل وأحسن لكل أبناء السودان.

* ما هي العلاقة أو ما هو مشترك مع رئيسة وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو؟

– لقد تابعت سيرتها ومسيرتها وإنها في تقديري سيدة مقدامة تدعو للإعجاب والتقدير، وظلت تناضل من أجل الديمقراطية والحرية والرفاهية لشعب باكستان، ولقد كان بمقدورها عندما أبعدت عن بلادها أن تعيش في هدوء وأمان، إما في بريطانيا أو في البلدان العربية، ولكنها آثرت الوقوف بجانب شعبها وقررت العودة إلى وطنها، ولقيت حتفها. ولقد خسرت الحياة وكسبت المكانة المتميزة في التاريخ، وآمل ممن جاءوا بعدها أن يعملوا من أجل ما ناضلت من أجله للشعب في إحلال السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الكريمة في باكستان.

الشرق الأوسط