مريم الصادق المهدي: “الحركة الاحتجاجية في السودان لا تطالب فقط بإسقاط النظام بل بتغيير المنظومة السياسية بشكل كامل”

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي القيادية بحزب الأمة القومي

 

ايمان الحمود

3 يوليو 2012

مريم الصادق المهدي، القيادية في “حزب الأمة” السوداني المعارض، تتحدث عن مستقبل الحركة الاحتجاجية في بلادها التي بدأت منددة بالوضع المعيشي وتحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام.

كيف تقيمون الوضع في السودان بعد أسبوعين من التظاهرات المتواصلة المناوئة لسياسات التقشف في البلاد؟

الوضع الآن في السودان يؤكد في كل لحظة أن الأمور تتحرك باتجاه التغيير الشامل الذي أصبح مطلب الجميع. والحكام في المؤتمر الوطني لا ينكرون ضرورة التغيير، لكنهم يحاولون بطريقتهم التي تعودوها أن يجروا هذا التغيير. ولعل في ذلك السبب الأساسي لتأخير إعلان حكومتهم التي تقوم على الرشاوى السياسية.
 
كل الشعب السوداني والشباب خاصة كسروا حاجز الخوف بصورة لا لبس ولا تراجع فيها، في ما بدا واضحاً جداً أن النظام فشل تماماً في الحفاظ على كرامة الإنسان السوداني وتوفير سبل العيش الأساسية له.

هل تدعون بشكل مباشر إلى إسقاط النظام؟

نعم، كنا ولا زلنا نناضل من أجل التغيير الشامل لهذا النظام، ولا نعني بذلك إسقاطه فقط بل إيجاد نظام جديد. فنحن نتوافق ونتلاقى حول برنامج بديل على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية، يطال كل هياكل الدولة التي تفرّد فيها المؤتمر الوطني.
 
ونطمح أن يخاطب هذا التغيير الحقيقي والشامل جميع القضايا بما فيها الحرب والسلام والاحتقانات السياسية، وعلى الأخص القضية الاقتصادية لأنها تعكس الفشل السياسي في إدارة البلاد من قبل الحزب الحاكم.

هل يبدو الأمر سهلاً خاصة أننا نسمع عن تضييق وعنف شديدين تقوم بهما السلطات ضد المتظاهرين؟

بالتأكيد، الأمر ليس سهلاً بل شديد الصعوبة. لكن الخطر الأكبر يتمثل ببقاء الوضع على حاله. لذا نحن ماضون في النضال، وقد تعرضت شخصياً لمضايقات شديدة على مستوى الاتصالات غير المنضبطة لا سودانياً ولا دينياً ولا أخلاقياً.
 
نسمع الآن عن أنواع جديدة من التعذيب للمعتقلين بالإرهاق والتعذيب النفسي والجسدي، وهذا متوقع.

هذا بالنسبة لكم كقيادات معارضة، لكن ماذا عن الشعب أو المواطنين البسطاء المتظاهرين، يقال أنهم يقتادون إلى أماكن مجهولة؟

بالفعل يتعرض الشباب للتعنيف والضرب بالرصاص الحي، وهذا ما حصل لصادق أبا بكر أحد أعضاء “حزب الأمة” الذي أصيب بطلق ناري وهو الآن طريح الفراش، لأن الطلقة استقرت في مكان خطر جداً، لأن وصول الجراحة إليها باتت شبه مستحيلة.
 
هناك أيضاً مَن تكسرّت أطرافهم كنتيجة مباشرة للعنف المقصود والذين تعرضوا للضرب والتعنيف من شباب وشابات بالطلق المطاطي والغاز المسيل للدموع الذي تم استخدامه كأداة تعنيف وليس لتفريق المتظاهرين.

هل نحن ماضون الآن نحو ربيع سوداني؟

في الحقيقة، إن الثورة في السودان اندلعت منذ فترة طويلة في عديد من المناطق مثل دارفور وغيرها، ممن رفعوا السلاح معبّرين عن تطلعات مشروعة مُنعوا منها. والآن آن الأوان لتحرك شعبي يحقق طموحات السودانيين في التغيير الإيجابي.

 

 

فرانس 24