مبروك .. مريم الصادق

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي للعلاقات الخارجية والأستاذة سارة نقدالله الأمين العام لحزب الأمة القومي
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي للعلاقات الخارجية والأستاذة سارة نقدالله الأمين العام لحزب الأمة القومي

بقلم الأستاذة فاطمة غزالي

شهادتي في الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي، قد تكون مجروحة للعلاقة الطيبة المتميزة التي تربطني بها، ومعلوم أن لمريم شخصية يطلق عليها بالدارجة السودانية شخصية (حبوبة) والوصف مأخوذ من المحبة وهي سر علاقاتها الممتددة في صدقية تستشفها في تعاملها مع الآخر على المستوى الإنساني فتجدها محاطة بصداقات وعلاقات واسعة محلية ودولية بصرف النظر عن التوجه السياسي والانتماء الفكري للذين من حولها.. ولا شك في أن التواصل الاجتماعي من صفات القيادة الواعية التي تبعد من التقوقع في الذات أو الكيان الحزبي.. لا جدال في أن كل من يقترب من مريم الصادق يشعر بحضورها الإنساني المكتنز ببصمات سودانية تضعها في التعاطي مع الآخر. هذه المشاعر الجميلة التي قرأتها في دفاتر حياة دكتور مريم الصادق لن تكون خصماً على الحقائق، ولن تبحر في مرسى (عين الرضا عن كل عيب كليلة)، بل لابد من تناول قضية تعيينها نائباً لرئيس

حزب الأمة القومي الصادق المهدي بموضوعية لا تنتقص من حق مريم الصادق في التدرج التنظيمي والوصول إلى الصف الأول بحجة أنها ابنة المهدي.. ولا تسلب الأخريات حق الجلوس في الصف الأول لصالح دكتور مريم التي لم يسلم تعيينها من النقد، فأصابتها بعض السهام يمنة ويسرة تعبيراً عن رفض تعيينها في هذا الموقع لا لشيء سوى أنها ابنة رئيس الحزب، بمعنى أن فكرة الرفض لا تستند على الطعن في مقدراتها، ومؤهلاتها، وإمكانياتها، بل انحصر الأمر في زاوية دفع فاتورة كونها ابنة الصادق المهدي وما دامت ابنته فإن تعيينها غير مبرأ من الشوائب حسب رؤية بعض المنتقدين

لهذه الخطوة من أهل الإعلام وغيرهم.. يكون النقد والهجوم مقبولاً إذا كانت ابنته غير مؤهلة لهذا المنصب وفرضت على الحزب قسراً.. لم يفكر المنتقدون لتعيينها في معاناة مريم الصادق وهي تسعى بكل قوة وجد في تطوير ذاتها سياسياً وأكاديمياً ومعرفياً تطلعاً لتحقيق طموحاتها ومن حقها أن تتطلع لرئاسة السودان ما دامت كافحت إلى درجة المشاركة في الكيان العسكري للحزب أيام المعارضة المسلحة ولها رتبة عسكرية في جيش الأمة.. ولم يفكر المنتقدون في أن للصادق المهدي ( ٦) لماذا وقع التعيين على مريم.. ولا أحد يستطيع أن ينكر عليها مقدراتها.. نعم هي السياسية والعسكرية والقانونية

والطبيبة، والفارسة، اتفقنا أو اختلفنا معها فهي حاضرة في المشهد

السياسي تملك زمام الفعل شأنها شأن نساء سودانيات كثر مشهود لهن بالدور الطليعي في العمل العام..

البعض يقول (مريم ما فيها كلام تستحق ولكن لو لا أنها ابنة الصادق لما حظيت بهذه المقدرات والمؤهلات ولما فتحت لها الأبواب.. بمعنى أن الظروف المحيطة بها والبيئة التي نشأت فيها قدمت لها الكثير، وجعلتها تنطلق.. إذا كان أي شخص يحاكم بالظروف التي نشأ فيها يعني إننا أسسنا للظلم..

شئنا أم أبينا قُدر لمريم أن تأخذ من والدها الصادق المهدي السياسي والمفكر والحاكم الكثير من التجارب والعلوم والمعرفة بحكم علاقة الأبوة والبنوة، وكذلك قُدر لها أن تأخذ الشجاعة وقوة الشخصية والصمود من والدتها السيدة سارة الفاضل طيب لله ثراها وهي السياسية المحنكة، وأول سودانية تنهل العلم في بلاد الغرب، وأول امرأة سودانية سياسية يحكم عليها بالإعدام ولم يهتز لها طرف..

وهذه الأشياء جميعها دفعتها بقوة لتنهل من بحر الطموحات، قطعاً دفعت مريم واسرتها فاتورة كبيرة من أجل تحقيق طموحاتها، لم يمنعها الأبناء والبنات ولا ملاذات الحياة من الحضور السياسي والتفاعل مع الواقع السوداني بكل معطياته فهي رقم لا يستهان به وقامة من قامات النساء السودانيات في جيلها.. (فات الكبار والقدرو).

من حقنا كنساء أن نحتفي بمريم الصادق المرأة السودانية التي تقلدت موقعاً رفيعاً في حزب سوداني كبير فاز بالأغلبية الجماهيرية وفقاً لنتائج آخر انتخابات حرة ونزيهة في ۱۹۸٦ .. ونقد فكرة التعيين ينبغي أن ألا تصرفنا عن النظر بإيجابية ترفيع المرأة إلى الصف الأول في حزب الأمة القومي الذي جعل البعض يقول (حيرتنا الطائفة الفاتت اليسار).. عموماً تعيين مريم الصادق فتح الباب مشرعاً لنساء حزب الأمة القومي للجلوس في الصف الأول.. مبروك لسارة نقد لله وهي تسير شؤون الحزب التنفيذية من خلال تقلدها لمنصب الأمين العام، ومبروك لمريم الصادق في جهاز القيادة.

مقالة الأستاذة فاطمة غزالي بالجريدة
مقالة الأستاذة فاطمة غزالي بالجريدة