لقاء بي بي سي عربي مع د. مريم المهدي وزيرة الخارجية السودانية

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان والأستاذ محمد محمد عثمان بي بي سي عربي

 

 

لقاء

حوار:- الأستاذ محمد محمد عثمان

ضيفة الحلقة:- الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية.

تاريخ البث:- الجمعة 7 مايو 2021

قناة بي بي سي عربي

 

 

كُتب من مقطع فيديو اللقاء

 

الأستاذ محمد سيف النصر:- المزيد في اللقاء الذي أجراه مراسلنا في الخرطوم محمد محمد عثمان الذي بدأه بسؤالها أولاً عن دواعي الجولة الأفريقية التي قامت بها أخيراً في مسعاً لحل أزمة سد النهضة.

د. مريم المنصورة:- الجولة اشتملت على ثلاثة من دول الشرق الأفريقي وانتهت بوسط أفريقيا، الكنغو رئاسة الإتحاد الأفريقي. وهى في المقام الأول لاطلاع الرؤساء على أهم المستجدات فيما يخُص سد النهضة وموقف السودان العادل والقانوني والإنساني في ضرورة عدم الملء بدون إتفاق، وكلهم أكدوا على إن هذا حق قانوني وايضاً حق إنساني وحق للجيرة على أقل شئ. وتكللت في النهاية بزيارة الكونغو الديمقراطية وهى الآن بتترأس الإتحاد الأفريقي، وإلتقينا بالرئيس تشيسيكيدي ووجدنا يكاد يكون في تطابق في ما ظل ينادي به السودان طيلة الثلاثة شهور الماضية إنه يجب أن يكون هناك دور كبير للمجتمع الدولي، خاصةً هو تحدث عن الأمم المتحدة وأمريكا، ونحن كنا ايضاً نتحدث عن إضافة إلى ذلك الإتحاد الأوروبي، وإنه هذا الأمر يقوي المنظمة الإقليمية للإتحاد الأفريقي ويؤكد جدواها في العالم وليس خصماً عليها كما يحاول أن يشير إلى ذلك الجانب الإثيوبي بتكرار.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- طيب بالنسبة لخيارات السودان المتاحة حالياً، هنالك تصعيد دبلوماسي، كما هو تصعيد إعلامي وتصعيد سياسي ولكن ما هى الخيارات المتاحة خاصةً وأن إثيوبيا أكدت أنها ستبدأ في الملء الثاني في يوليو المقبل في حال توصل إلى اتفاق أو دونه يعني كيف ما هى الخيارات المتاحة الآن عند السودان؟

د. مريم المنصورة:- الخيارات الدبلوماسية والسياسية هى لا تزال صاحبة الموقف. نحن ماضون في خياراتنا، التصعيد الدبلوماسي والسياسي والمنادة بحق السودان. كما تعلم، ما ينادي به السودان هو مسألة حق ويقوم عليه كل العالم، ولذلك نحن متأكدون تماماً من أحقيتنا وقدرتنا على أن نرغم إثيوبيا أن لا تمضي بهذه الصورة، المسألة المهمة حتى لو مضت، تمضي باتفاق مُلزم وقانوني، والوقت متاح، كل القضايا تم حلها لو صدقت النية أو لو وجدت الإرادة السياسية، فالأمر يستغرق ساعات. للأسف إثيوبيا لأسباب داخلية تعمل على أن تجعل من موضوع السد إما لقضية إنصرافية من مشاكلها الداخلية أو نوع من بدل أن يكون هو مدخل للتعاون ما بين الدول كما هو ممكن جداً أن يكون هذا السد هو صاحب فائدة للسودان بالتأكيد ولمصر وبالتأكيد لإثيوبيا، ولكن للأسف الطريقة التي تدير بها إثيوبيا حتى الآن الأمور تعمل كأنما هو نوع من فرض الهيمنة أو لتركيع الدول الأُخرى وهذا بالتأكيد هذه معادلة خاسرة ولن يقف معها أحد.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- نعم. في إطار التصعيد الذي ذكرتيه، الحكومة السودانية أعلنت أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي وستلجأ للقضاء من أجل مقاضاة الشركة المنفذة وحتى الحكومة الإثيوبية. هل حددتم زمن بعينه للشروع في هذه الخطوة؟

د. مريم المنصورة:- نحن الآن ماضون في خطوات دبلوماسية كما ذكرت لك. الرئيس بشيسيكيدي رئيس الإتحاد الأفريقي الآن قادم، لديه مقترح محدد، كذلك الأمين العام للأمم المتحدة لديه مقترح آخر. كلها لتأكيد أن هناك أحقية لدول أسفل النهر وعلى رأسها السودان لأن السودان التضرر الذي يعاني منه مباشر ليس كمثل مصر على سبيل المقارنة. ننتظر أو نظن في السيد آبي أحمد أن يكون عنده بعض الرُشد على الأقل إحتراماً للجائزة التي حصل عليها من العالم للسلام، أن لا يُهدر هذه العلاقات التاريخية المهمة والمصالح الإستراتيجية المهمة ما بين شعبي إثيوبيا والسودان.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- نعم. إذا شعرتم بأن الرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد يعني مُصر على موقفه واستنفدتم كافة الخيارات وكافة النظرات هل يمكن عن جد أن تلجأ الخرطوم للخيار العسكري؟

د. مريم المنصورة:- الخيار العسكري خيار مستبعد جداً وغير مطروح الآن. نحن كما تعلم يا أستاذ محمد عثمان الآن حضرنا من برنامج المحاكاة لمؤتمر باريس، نحن الآن اتفقنا على السلام، توافقنا على السلام، الآن حكومة غير مسبوقة من تنوعها في السودان، كلها تقف أمام أن يجد السودان حقه بصورة سلمية وبصورة تقوم على التعاون، بالتالي لا نلجأ للحروب ولا النزاعات.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- نعم. هل هناك تنسيق بين القاهرة والخرطوم بشأن سد النهضة، هل هناك تنسيق واضح بينكم؟

د. مريم المنصورة:- نحن ننسق بصورة كبيرة مع إخوتنا في مصر فيما يخص سد النهضة في القضايا التي نتفق فيها تماماً، أولاً أن يكون سد النهضة هو سد للتعاون وسد لبناء الشراكات الذكية ما بين الشعوب وليس سد للتباغض أو فرض الهيمنة أو للتركيع، الأمر الذي ايضاً نتفق عليه أن يكون الملء الثاني بموجب اتفاق قانوني مُلزم وشامل يشمل أمر الملء وايضاً يشمل التشغيل.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- نعم. الخرطوم في نفس المعنى هذا الذي ذكرتيه لكن البعض يعتقد أن الخرطوم ربما تتبع القاهرة والحكومة تقول إنها لا تتبع ولها موقف مستقل، في هذا الحال إذا وجدت الخرطوم الكثير من ما يحفزها من إثوبيا، وجدت اتفاقية خاصة بها بقصد التشغيل والملء وحتى اعطاء المعلومات التي يطلبها السودان، هل يمكن للخرطوم أن توقع اتفاقاً ثنائياً مع أديس أبابا؟

د. مريم المنصورة:- نحن لا نتبع لأحد، أولويتنا السودان ومصلحة الشعب السوداني لا غير. بالتأكيد أى نحو أن يكون هناك اتفاق ثنائي ما بين السودان ومصر ضد إثيوبيا أو إثيوبيا والسودان ضد مصر، هذا بالتأكيد يحول السد من المعنى الذي نرمي إليه جميعاً أن يكون.. لأنه هو نهر متشارك ما بين هذه الدول الثلاث وايضاً نعمل على أن يكون هناك وحدة متكاملة ما بين دول حوض النيل الذي يضم ايضاً النيل الأبيض.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- هناك اتهامات من إثيوبيا للسودان بإثارة الزعزعة وعدم الإستقرار في عدة مناطق خاصةً مناطق الأمهرة، كيف تردون على هذه الاتهامات؟

د. مريم المنصورة:- هذه محض اختلاقات بالتأكيد القرار الذي اتخذته إثيوبيا بأن تشن حرب على مواطنيها في التقري، وأن تشن حرب على مواطنيها في مختلف المناطق، والقرار الاتخذته أن تكون فيدرالية قائمة على التقسيم الإثني، هذه قضايا إثيوبية لم يكن للسودان فيها أى يد. نحن يهمنا جداً الاستقرار في المنطقة، ونحن ماضون بعزيمة ووعي لأن نخلق هذا السلام وهذا الأمن في بلدنا وفي جيرانا ولننطلق جميعاً برؤية واضحة لأن يكون هناك تنمية وتطوير، فقد اكتفينا تماماً من الحروب.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- بعد تشكيلة الحكومة الإنتقالية أعلنت بشكل واضح إنها تبتعد عن سياسة المحاور، ليست هنالك دول اعداء للسودان ثم نرحب بكل دول العالم، واتجه مباشرةً إلى تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، الإسبوع الماضي أو مؤخراً تم إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، ما هى الخطوة المقبلة في قضية التطبيع مع إسرائيل؟

د. مريم المنصورة:- مسألة التطبيع مسألة اقتضتها الضرورات أن يرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتوافق السودانيون عبر مجلس الشركاء أن يتم بحث هذا الأمر في المجلس التشريعي القادم بإذن الله. أما فيما يخص إلغاء قانون مقاطعة التجارة مع إسرائيل، فهذا أمر خاص بالاستعداد للدخول وتقديم السودان لمنظمة التجارة العالمية وايضاً الاستعداد للإنفتاح للعالم.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- نعم. دكتورة مريم شكراً، شكراً جزيلاً.

د. مريم المنصورة:- الله يبارك فيك.

الأستاذ محمد محمد عثمان:- على سعة الصدر والإجابات الواضحة والمباشرة لأسئلتنا.

د. مريم المنصورة:- الله يسلمك.