كلمة د. مريم المنصورة المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي في ذكرى يوم الشهيد الرابعة

الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

تخليداً لشهداء الحركة وشهداء الثورة السودانية إحتفت حركة العدل والمساواة السودانية بمكتب امريكا بيوم الشهيد بمناسبة ذكرى إستشهاد الدكتور خليل إبراهيم محمد. ولقد كان ذلك في يوم الأحد الماضي الموافق 3 يناير 2016. وخاطب الجمع عدداً من القيادات السياسية ومن بينهم الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي وقادة الجبهة الثورية السودانية من بينهم الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والأستاذ التوم هجو والأستاذ عبدالواحد محمد أحمد نور رئيس حركة تحرير السودان كما خاطب الجمع الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني والأستاذ أحمد شاكر دهب رئيس حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) والأستاذ محمد داؤود المنسق العام لحركة تحرير كوش والدكتور جمال الدين بلال سكرتير ملتقى ايوا لقضايا السلام والعدالة والأستاذ ماجد الكباشي رئيس منبر الهامش السوداني بأمريكا والأستاذ علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة والدكتور جمال إدريس الكنين رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري.

وفيما يلي الكلمة التي القتها الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان في ذكرى يوم الشهيد الرابعة تخليداً وإحتفاءاً بذكرى شهداء الثورة والوطن وعلى رأسهم الشهيد الدكتور خليل إبراهيم والذي اقامه مكتب حركة العدل والمساواة السودانية بامريكا يوم الأحد 3 يناير 2016 الماضي.

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ [1] والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير البشر القائل الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة.

نحن جند الله، جند الوطن. إن دعا داعي الفداء لن نخن. نتحدى الموت عند المحن. نشتري المجد بأغلى ثمن. هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علماً بين الأمم. يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم.

والله اكبر ولله الحمد

الأحباب والحبيبات جميعاً مع حفظ الألقاب، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، والتبريكات والتهاني لكم بمناسبة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وبمناسبة ميلاد المسيح عليه السلام وهما عيدان يتطابقان في كل مدة من الزمن نأمل وندعو أن يكون تصادفهما في هذا العام بإذن الله علامة خير لوطننا ولعالمنا. وأيضاً التحية لينا نحنا كل السودانيين بمناسبة مرور 60 عام على الإستقلال الثاني. الإستقلال الأول معلوم الذي حققته المهدية بقوة السيف والنار في 26 يناير 1885. والتحية والتعظيم والسلام للقائد الشهيد الدكتور خليل إبراهيم في ذكرى رحيله الوضاءة الرابعة. والذي كانت علامة فارقة في طريقة تخليف العمل والمطالب بصورة حققت وأكدت ما ذهب إليه في نضاله عبر تأسيسه لحركة العدل والمساواة. والتحية للدكتور جبريل وكل قيادات حركة العدل والمساواة داخل وخارج السودان، وأيضاً للأحباب رئاسة مكتب العدل والمساواة بامريكا وعبرهم التحية والإكبار لكل مواطنينا في سودان المهجر، في سودان الشتات، الذين رغم ظروف المعاناة والعنت، والظروف التي خرجوا بها من ديارهم، خوفاً ولجوماً لإيجاد حياة أفضل مما عانوهو عبر حكم إستبدادي وحكم شمولي أكد أنه لا يعرف فكرة المساواة في المواطنة، بل يعرف من هو منسوب لنظام الجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني ومن هم غير ذلك. بالتالي خرجوا في المنافي ولكنهم هؤلاء بعد عشرات السنين يؤكدون أنهم يحدثون منابرهم من سودان المهجر بفعل وطني في مختلف المجالات، في العمل السياسي، في العمل العلمي، في العمل الدبلوماسي، مواصلين بقضايا أهلهم، لم ينقطعوا عنها. ونأمل أن يتواصل جهدهم في المرحلة القادمة، مرحلة تأسيس دولة المواطنة، الدولة المدنية التي نعمل من أجلها جميعاً.

ونقول إنه من أهم إنجازات نظام الإنقاذ الحالي إنه أكد ما ذهب إليه كل السودانيين من ضرورة أن يتم الآن:-

أولاً ضرورة أن يكون هناك حكم لا مركزي فيدرالي. هذا لا مناص عنه لأنه الوسيلة العملية المباشرة للإعتراف بالتنوع. هذا الإعتراف الذي عجزنا أن نخاطبه بصورة عملية مهما تحدثت عنه دساتيرنا المختلفة.

أيضاً بقى واضح إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في السودان، ويكون هناك إستقرار في السودان بإنعدام الديمقراطية. بالتالي الديمقراطية التي نتحدث عنها القائمة على مشاركة الناس برضاهم وبمحاسبية وبشفافية وبإلتزام بدولة القانون وبإلتزام بحقوق الإنسان، دة نظام الحكم الذي لا مجال أن نتخلى عنه، بالتالي بموجب ذلك بتم التنمية المتوازنة لكل أقاليم السودان. والآن بعد ستة وعشرين سنة ونص من الحكم المنفرد لنظام الإنقاذ وعبر مشروعه الحضاري البيه عملوا على إقصاء كل الشعب السوداني بنظرة ضيقة، في تعريف ضيق للعروبة وللإسلام من منظورهم، جعل السودان في إحتقان كامل.

وأيضاً بمشروعهم الخاسر في التمكين بحيث أسس لدولة الفساد، أسس لجنته في الأرض بلا محاسبة ولا مراجعة حتى وبالعكس إبتدعوا لنا أسواء الأساليب للحديث حول ما يسمى بالتحلل. بالتالي حولوا كل الشعب السوداني للمهمش. الآن التهميش في السودان ليس كما كان في الكتب، إنه الناس العندهم سوء في المشاركة في السلطة وسوء في الثروة وعدم إعتراف بثقافتهم، دة كان دوماً كان هى المشكلة التي بنعاني فيها في السودان. ولكن عبر دخوله في إتفاقات عبر نيفاشا، تم إعادة تعريف التهميش بإنه من يحمل السلاح هو الذي هو مهمش، ومن لا يحمل السلاح مهما إنشجرت الأوضاع الإجتماعية والسياسية ليه فهو غير مهمش، لدرجة تحول إنه كل الشعب السوداني داخل العاصمة وخارج العاصمة، وهى العاصنة أصلاً إبتلعت كل الناس لأنه لم يعد هناك من أى شغل ومجال للزراعة وللخدمات، كلهم تحولوا إلى مجموعة من المهمشين من الدولة ولا إختيار لهم لمجراه إلا لناس المؤتمر الوطني ومن يشترون لحين، لأنه حتى الهم بيشتروهم بعد فترة بيجوا ويخلوهم.

نحن الآن وصلنا لدرجة عالية من الوعي ومن المعاناة ومن المكابدة، لإنه لا مجال لينا أن يستمر هذا الحُكم الفاشل بالقيام بكل واجباته، ولذلك وعبر إعلان باريس الذي عمل إختراق مُهم في التواصل ما بين القوى الكُبرى في السودان تم إنجاز نداء الوطن. نداء الوطن وإعلان باريس هم عبر الآلية الدولية للإتحاد الأفريقي شرعوا إلى هذا النظام المراوق أن يجلُس إلى حوار حقيقي مُنتج. والحوار هو إحدى وسيلتين لتغيير هذا النظام الذين إتفقنا جميعاً بما فيهم أهل النظام نفسه إنه فشل في القيام بدوره في تأمين المواطنين وفي أن يجعل ليهم حياة آمنة ويوفر ليهم الخدمات أو أن يجعل ليهم معيشة كريمة. فالوضع الإقتصادي إنهار تماماً في السودان وبقدر محاولات النظام لإيجاد ترقيع بإنه يبيع أبنائنا من الشعب السوداني للدول العربية وإنه يدخل في محاولات وإختلاق علاقات بعدما خسر توازن علاقاته الإقليمية إنه لم يتمكن من هذا الأمر لأنه عدم الإستقرار في السودان بسبب سياسات هذا النظام الخطاء، مافي طريقة إنهم يحولونا لبلد ريعي اولاً شئ عن طريق البترول والآن محاولات عن طريق الذهب، وقطع شك كلكم تُتابعون أكاذيب الشركة الروسية ومآلات هذا الأمر الخطيرة. بالتالي أصبح لا مجال للإمتثال لمحاولة صرف أنظار المواطنين أو لمحاولة إطلاق الشائعات لأنه معلوم البلد لا تُحكم بالشائعات ولا تُحكم بالأكاذيب، رغم إنهم تمثلوا في إنهم يعبروا بهذه الطريقة ستة وعشرين سنة عجاف أججت حالة الغضب، لذلك نقول نحن مآضون لتغيير هذا النظام عن طريق العمل الجماهيري وترتيب صفوفنا توحيد صفوفنا. لقد بدينا في هذا الأمر، إجتماع باريس الأخير في منتصف نوفمبر الماضي 2015، كان إجتماع نقاشي عبر عمل توافقي على هيكل للتنسيق الرئاسي عبره الناس تفاكروا على ضرورة الميثاق ووضعوا الأسس الأساسية والخطوط العريضة لهذا الميثاق. وأيضاً إلتزموا بأن يكون هنالك برنامج عبر حملة هنا الشعب لتعبئ الشعب في إتجاه الإنتفاضة وفي إتجاه دعم الأجندة الوطنية عن طريق حوار منتج يُفضي إلى سلام عادل شامل ويُفضي إلى تحول ديمقراطي كامل ويُفضي إلى الإستقرار في السودان ويُفضي إلى حكومة إنتقالية وتكون هناك عدالة إنتقالية لأنه لا مجال لأى سلام في السودان ولا إستقرار بدون عدالة ولا عدالة بدون سلام. بالتالي هذه المعادلة توافقنا عليها تماماً، والآن المجتمع الدولي عبر الآلية الأفريقية الرفيعة تعد العُدة للقاء تحضيري، نحن أيضاً نجهز أنفسنا لنوحد موقفنا مع كل القوى المعارضة ونوسع مواعين قوى نداء السودان بحيث تضم كل الناس الحريصين على تحقيق سلام عادل شامل في السودان وعلى تحقيق تحول ديمقراطي كامل عبر الحوار أو عبر الإنتفاضة الشعبية. لذلك نحن اليوم بنتحدث عن الوحدة بنُضج، نعلم نحن كقوى سياسية لا نستطيع أن نحسم كل القضايا الخلافية التي ظلت تراوح الأوضاع في السودان لمدة ستين سنة، ولكننا توصلنا إلى أن هنالك قضايا مفتاحية يجب أن نتوافق عليها وهذا ما قمنا به عبر ميثاق نداء السودان، وأن هناك قضايا يجب أن تخضع للتشاور من كل الشعب عبر عمل في مشاورات دستورية، هذا واجب الحكومة الإنتقالية لأن تقوم به، وأنه بالتأكيد هناك إختلافات ما بين المكونات أنفسهم لأنهم أحزاب مختلفة وهذا ما يحسمه الشعب عبر إنتخابات حُرة ونزيهة عادلة في نهاية الفترة الإنتقالية التي تقوم عليها حكومة إنتقالية قومية. لذلك نحن اليوم مع شدة المعاناة ومع بؤس الصورة ومع تفتيت البلد الذي يهدد به بقاء هذا النظام، إلا أيضاً هناك أمل كبير وواسع في أنه نحن رغم إختلافاتنا، إن كنا في الجبهة الثورية أو في قوى الإجماع الوطني في حزب الأمة في المجتمع المدني وفي عموم الحركة السياسية الوطنية، نعترف بإختلافاتنا ونعترف بأن هناك نقاط بتاعت تجارب في بعض ما نرى، لكن هذا لم يمنعنا ولم ولن يوقفنا على أن نتعرف بصورة واضحة على النقاط التي تجمعنا. وهذا هو الأمل بإننا نُمضي قُدماً بهذا الوعي وبهذه العزيمة.

عليه وفي ختام حديثي إليكم، أتوجه بالشكر للأحباب من قيادات العمل السياسي في امريكا عموماً وعلى رأسهم مكتب حركة العدل والمساواة والأحباب في حزب الأمة القومي وكافة التنظيمات السياسية المنضوية في قوى نداء السودان وفي خارج نداء السودان. وأدعو لمثل هذا التلاحق، وضرورة أن تكون هناك ورش لسودان المهجر، وكما تعلمون نحن في قوى نداء السودان عاكفون على برنامج السياسات البديلة التي نأمل أن تكون في مشاركة كبيرة لإخوتنا في سودان المهجر، لأنهم هم مخازن للمعارف والخبرات لينا. ونحن كما تعلمون مع عملنا على تغيير هذا النظام وعلى إبداله بنظام ديمقراطي، أيضاً نعمل بصورة أساسية على خُلق سياسات بديلة لأنها المشكلة ليست فقط في من يحكم السودان وإقصائه للآخرين، وإنما كيف يحكم السودان ولذلك نحن عاكفون في مسألة السياسات البديلة التي بالفعل نأمل أن يكون هناك دور كبير ومُهم للأحباب والحبيبات في سودان المهجر في هذا المجال. ونحن واثقون أننا إن شاء الله عبر هذا العام، عام الأمل وعام الخلاص، أن نحقق في السودان بداية الإستقرار وبداية الإعتراف بتعثرنا وتغولنا بصورة عملية وواقعية، وبضرورة مخاطبة مسألة الأقلية والأغلبية التي صنعت لنا كثير من المشاكل بإننا نتقبل فكرة الإحتواء السياسي وبالتالي يكون فكرة ذهول التنوع والبُعد الثقافي للمجموعات السودانية كلها تكون محل إهتمام السياسيين وتكون مدرجة لصلب قضايا الدستور. وعلى يقين بإذن الله إننا واصلين، وما بيضيع حق بتقيف من وراءه مطالب. والحارقة واصلة وإن شاء الله نلتقي موعدنا بالصبح، أليس الصبح بقريب.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

____________________________________________________

[1] سورة قريش الآية رقم (3 و 4)

الكلمة كتبت من تسجيل صوتي