في ندوة إقليمية في الخرطوم: صحافيون وسياسيون يرصدون واقعا مأساويا للصحافة العربية

الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان والحبيبة الأستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

 

 

 

صلاح الدين مصطفى

الثلاثاء 9 مايو 2017

اعتبر صحافيون وسياسيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان أن الوضع الذي تعيشه الصحافة العربية الآن – في كل البلدان – هو الأسوأ على مدى العقود الماضية.

وناقش المتحدثون في الندوة الإقليمية حول (دور الإعلام في النهوض بمجتمعات سليمة ومنصفة وشاملة) والتي شهدتها الخرطوم أمس، (واقع الإنتهاكات وجهود وتحديات الحماية)، واضعين الأسس التي يمكن من خلالها النهوض.

ورصد مصطفى سواق، مدير عام قناة الجزيرة، وضعا مأساويا للصحافة العربية، مبيّنا حدوث تراجع كبير في الحريات في العالم انعكس على العالم العربي، مشيرا إلى أن صحافة المنطقة تعاني من تضييق متصاعد وقمع واعتقال وتهديد وملاحقات وتحرش ومنع من العمل وحرمان من الموارد المالية بالنسبة للمؤسسات.

وقدم ترتيبا لبعض الدول في مجال حرية الصحافة استنادا على تصنيف منظمة (مراسلون بلا حدود) الأخير، والذي جاء فيه العراق في المركز 158 ثم مصر 161 وليبيا 163 واليمن 166 والسودان 174 وسوريا 177.

وتناول كذلك الأرقام المتصاعدة لعدد الصحافيين، الذين قتلوا في الأربعة أعوام الماضية وقد تصدرت سوريا المشهد العربي، وأوضح أن مصر تتصدر حاليا الدول العربية التي يتعرض الصحافيون فيها للحبس، واضعا الصحافي في قناة «الجزيرة» محمود حسين كنموذج، حيث ما زال معتقلا منذ 26/12/2016 دون تقديمه للمحاكمة.

وطالب مدير قناة «الجزيرة» أن يعمل الصحافيون والمؤسسات الإعلامية والمنظمات، التي تدافع عن حقوق الإنسان، معا في شراكة قوية، واصفا حرية الإعلام بأم الحريات. ودعا للعمل من أجل عدم إفلات قتلة الصحافيين من العدالة، مؤكدا أن قناة «الجزيرة» أعدت – مع عدد من الشركاء – وثيقة تعتبر مشروعا نموذجيا للإعلان العالمي لحماية الصحافيين تمهيدا لتبنيها من قبل الأمم المتحدة.

وقال أحمد بلال، وزير الإعلام السوداني، إن الحرية في بلاده تتسع ولا تضيق، مشيرا إلى أن الصحافة شريك أصيل في مؤتمر الحوار الوطني، وعزا ما شهدته بلدان الربيع العربي من تهجير وتدمير لإنعدام الحوار فيها.

وأوضح أن الحرية حق وليس منحة من أحد شريطة أن ترتبط بالمسؤولية ووصف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بحرية الإختيار ووصم موقف الذين لم يشاركوا بالقصور.

وأبدى الصادق الرزيقي، رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين، رغبتهم في الوصول لآليات عمل فعّالة من أجل تعزيز حرية الصحافة، مؤكدا التزامهم التام بالإعلان العالمي لحرية الصحافة.

وأكد أيمن بدري، المدير المناوب لمكتب اليونسكو في الخرطوم، أن الصحافة الحرة تواجه أزمة وتحديات، مشيرا لكلمة مديرة اليونسكو في اليوم العالمي لحرية الصحافة والتي جاءت بعنوان «العقول البصيرة في الأوقات العسيرة». وأضاف أن 102 صحافيا دفعوا حياتهم ثمنا لأداء عملهم في العام الماضي.

وقال علاء قاعود، ممثل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في غرب آسيا، إن الصحافة السودانية أصبحت مجالا للكثير من التوصيات في لجان الأمم المتحدة المختلفة ومنظمات حقوق الإنسان وتقارير المبعوث الخاص لحقوق الإنسان في السودان، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية التزمت بتنفيذ العديد من تلك التوصيات.

وأضاف أن الحكومة السودانية مطالبة بتوسيع مشاركة الجميع في كل ما يتعلق بمراجعة التشريعات الخاصة بحرية الرأي، مبينا أن الصكوك الدولية والإقليمية في هذا الإطار يجـب أن تكـون هي الأسـاس.

وأوضح سامي الحاج، مدير مركز الجزيرة للحريات وحقوق الإنسان، أن حرية الرأي تقع بين لافتين هما: ممارسة الاستبداد وجهل المواطنين في العالم العربي بالحقوق التي تسندها المواثيق، مضيفا أن الحريات في عالم اليوم تشهد انتهاكات واسعة تبدأ بالمضايقة وتنتهي بالقتل.

ورأى غازي صلاح الدين، رئيس حركة الإصلاح الآن، أن المعلومة أصبحت متاحة اليوم، لكن يتم تشكيلها وفقا لإرادة المصدر، مضيفا أن من يملك المال يملك الإعلام، وطالب غازي باتاحة المعلومات لجميع أفراد الشعب السوداني حتى يستطيعوا تشكيل موقف واضح من كل قضية، وبيّن أن الحكومات التي يثق فيها شعبها هي تلك التي لا تخفي المعلومات.

ودعا محمد لطيف، مدير طيبة برس، لتكافؤ الفرص بين كل أجهزة الإعلام في الحصول على المعلومات وامتلاك مقومات العمل الإعلامي وبيّن أن الحريات الموجودة الآن لا يتم استثمارها بشكل جيد، وأرجع السبب لإشكاليات عديدة متعلقات بالمؤسسات والصحافيين أنفسهم والوضع العام.

ورأت مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة القومي، أن الضمانات القانونية لحرية الرأي أصبحت غير مجدية في وجود حكومات شمولية، مشيرة إلى أن الممارسة هي المحك الأساسي، موضحة أن وظيفة الدولة هي إتاحة المعلومات والمشاركة بالرأي، وخلصت إلى أن شدة الاستقطاب تتمثل حاليا في الوصول للمعلومة الصحيحة وتحليلها.

القدس العربي