عين الواقع..بين عينى السخط والرضا.. د. مريم الصادق فى رام الله.. ام حزب الأمة فى إسرائيل ؟!!!

الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي للعلاقات الخارجية والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي للعلاقات الخارجية والقيادية بقوى نداء السودان

الحبيب السيد عبدالرسول النور

أثارت مشاركة د. مريم الصادق المهدى..كريمة الإمام الصادق المهدي..ونائبته فى رئاسة حزب الأمة. فى المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى(فتح )فى رام الله بالضفة الغربية المحتلة ..أثارت عاصفة من الجدل ..جانب كثيره الموضوعية..هجوما كاسحا على (المنصورة)وحزبها وابيها واسلافها..هجوم وتهجم يفصح عما يكنه أصحابه من بغض وكراهية لحزب الأمة وقادته..أخرج من صدورهم حمما حارقا. لو لم يخرجوه لاحترقوا به..قابله دفاع خجول من باب انصر أخاك ظالما أو مظلوما بمعناها القريب الحرفى..فكانت الحصيلة النهائية معركة بين رايين مسبقين..كاره ووامق..فضاعت الحقيقة أو كادت تحت غبار المعركة المفتعلة..

ونسبة لأهمية الحدث وأهمية مشاركة حزب الامة فيه..وما اثارته هذه المشاركة المشاركة من تساؤلات وبلبلة..رأيت أن أنظر إلى الموضوع بعين الواقع بعيدا عن الرأي المسبق..

لفائدة اجيالنا الجديدة..نعرض لنبذة قصيرة من تاريخ المقاومة الفلسطينية..لقد كان الخامس عشر من مايو 1948 م يوما فارقا في تاريخ فلسطين..فقد أعلن الصهاينة إعلان استقلال إسرائيل من طرف واحد من بريطانيا. دولة الانتداب., فى الأراضى التى اعطتها لهم الأمم المتحدة حسب قرار التقسيم..وهى تقريبا نصف مساحة فلسطين الكلية..خاضت الدول العربية المستقلة آنذاك وعددها سبع دول..بقيادة مملكة مصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية حربا خاطفة ضد الدولة الوليدة..وحاقت الهزيمة المرة بالجيوش العربية واحتلت إسرائيل أراض واسعة جديدة..ولم يتبق من فلسطين سوى قطاع غزة الذى وضع تحت إدارة مصر..والضفة الغربية لنهر الاردن والتى وضعت تحت إدارة الاردن..وتشتت الفلسطينيون في بقاع الأرض المختلفة..

رفضت الجماهير العربية ذاك الواقع المذرى..فقامت الثورات فى مصر وسوريا والعراق..وكان الشعب الفلسطيني أكثر رفضا..خاصة أن جيش التحرير الفلسطيني كان أسوأ أداء..وكذلك قوى المقاومة الإسلامية بقيادة محمد أمين الحسينى..والجدير بالذكر ان مجموعات كبيرة من السودانيين تطوعوا للقتال في فلسطين..وسطروا قصصا نادرة في البطولة والاستماتة..وذلك قبل نيل السودان استقلاله..

برز اليساريون الاشتراكيون والعربيون على ساحة المقاومة..بدعم من الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية. ومصر الناصرية والعراق وسوريا البعثيتين..فظهرت الحركة الشعبية لتحرير فلسطين. باجنحتها المختلفة..اشتهرت اسماء مثل…جورج حبش..ونايف حواتمة..واحمد جبريل وغيرهم..وتغنى الشارع العربى بأسمائهم..أما احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وخلفه يحى حمودة فقد الصق الفشل والهزائم بهم ومنظمتهم..

هذا الرفض الشعبي نتجت عنه..فتح..وهى عبارة عن تحالف الإسلاميين الوسطيين وحركة الإخوان المسلمين..وخاصة كتائب الإخوان المسلمين التى قاتلت في فلسطين..وحازت على تأييد ودعم الدول العربية المعتدلة..السعودية والكويت والسودان والمغرب وتونس والجزائر..وغيرها..

وهنا برزت..فتح..قوية متماسكة..وجذب جناحها العسكرى..العاصفة..وشعاره الداوى.(.هويتى بندقيتى)..والذى هتفنا به عندما كنا طلابا..

تعمقت علاقة..فتح..مع حزب الأمة..اثناء مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1967 م..المعروف بمؤتمر اللات الثلاث..والذى ثم الصلح فيه بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل عاهل السعودية..ومنحت فيه الدول العربية مساعدات معتبرة لمصر ولمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات..كان الإمام الشهيد الهادى المهدى والزعيم اسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة ومحمد أحمد محجوب رئيس الوزراء والسيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة هم نجوم ذلك المؤتمر المهم..

أردت بهذا أن أقول إن هنالك علاقة خاصة بين حزب الأمة وفتح..فى كل العهود وتحت كل الظروف يسرا وعسرا..و قد كان السودان فى الديموقراطية الثالثة السند القومى الثابت للقضية الفلسطينية..ولعل البعض يذكر..فى غير من ولا أذى..ان كلمة الدولة العربية عقب هزيمة حزيران1967.فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. قد ألقاها بلغة انجليزية لندنية باذخة..السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء السودانى..وكان لحزب الأمة والإمام الهادى المهدى وكيان الأنصار دور مذكور ومشكور ومعروف فى مساندة ودعم القضية الفلسطينية..بعد هذه المقدمة..سنجيب على التساؤل المشروع..لماذا ذهبت المنصورة إلى رام الله ؟ وهل ذهبت ممثلة لأبيها او عن حزب الأمة ؟ وكيف دخلت إلى عرين فتح ؟ وهل ذهبت كالسيف وحدها ؟ام على رأس وفد من الحزب والكيان ؟ وأسئلة أخرى كثيرة..وذلك فى موضوع قادم..ان شاء الله .