عيدية الدكتورة مريم

الصباح الجديد - جريدة الجريدة عدد الأربع 29 يوليو 2015
الصباح الجديد – جريدة الجريدة عدد الأربع 29 يوليو 2015

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزيز

عيدية الدكتورة مريم

تحرص المؤسسات الحكومية بمختلف مستوياتها على إرسال تهاني العيد للصحف في بطاقات فاخرة تحمل في طياتها التبريكات والأماني الطيبة لقبيلة الصحافة والشعب السوداني. هذه البطاقات الفاخرة لا تحصى من كثرة عددها، وكذلك من الصعب رصد تكلفتها، ومن المؤكد أن تكلفة الواحد منها تزيد عن (فطرة الصائم) لهذا العام، وتطمح وتطمع هذه المؤسسات أن تقوم الصحف بنشر (عيديتها) وتتسابق في ذلك لزوم (التحشيش)، وبدورها تستجيب الصحف لتمتين العلاقات العامة مع هذه المؤسسات طمعاً في كسب مصادر جديدة وفي الإعلان أيضاً.

وظلت هذه العادة (راتبة) لم تتغير العام تلو العام بذات النمطية وكأنها ملهاة زمنية (مملة)، ولو وجهت تكاليف بطاقات التهاني الأنيقة وجهتها الصحيحة لمسحت دموع كثير من الأطفال في يوم العيد، وهذه أفضل بركة لأنها تحقق أمنية صغير تعوز أسرته الحاجة، وتعزز من قيمة التكافل الاجتماعي والمساواة، ورمضان شرع من أجل ذلك.

وبالرغم من أن الأحزاب السياسية درجت على فتح دورها في العيد مع تحديد يوم للمعايدة، وحزب الأمة ظل كل عام يستقبل تهاني العيد من القيادات السياسية وقواعده، إلا أن الدكتورة مريم نائب رئيس الحزب ابتدعت هذه المرة بدعة حميدة وذلك عندما طافت الصحف وبصحبتها وفد مرافق مهنئة الصحفيين بالعيد.

ظلت الدكتورة مريم مهتمة بأوضاع الصحفيين تشاركهم أفراحهم وأتراحهم، فما من وقفة احتجاجية للزملاء حول العقبات التي تواجه المهنة إلا وكانت أول المتضامنين معها، فضلاً عن مشاركة (المنصورة) في المناشط التي تقيمها شبكة الصحفيين السودانيين خصوصاً إفطار رمضان.

أجمل ما كان في الزيارة ما قالته مريم والذي جمع ما بين التقدير والمواساة والعتاب الشفيف، فهي ثمنت الدور الذي يقوم به الصحفيون السودانيون رغم العنت الذي يواجهونه والإجراءات التعسفية التي تقف في كثير من الأحيان حائلاً بينهم وإيصال الحقيقة، وفي الوقت نفسه طالبتهم بالمثابرة والصبر والقبض على الجمر من أجل توعية الرأي العام وتبصيره بمجريات الأحداث، موضحة أنها تجد لهم العذر عندما تكون هناك هفوات صغيرة غالباً ما تكون ناتجة لأسباب وإجراءات لا علاقة لهم بها.

وحتى لا نغمط الآخرين حقهم، فالوفد المرافق لمريم كان نوعياً، فحزب الأمة من الأحزاب التي تهتم ب(الجندر) فجميعهن شاركن في العيد وقدم تهاني العيد الأستاذة مها سوار مساعد الأمينة العامة للإعلام وأميمة سعدابي من إعلام دائرة المرأة والأستاذة سعاد جمعة من دائرة الشباب والطلاب.

هكذا كانت الزيارة نوعية والوفد نوعياً، ولم أحس فيها أى نوع من الصناعة فبرغم التنسيق والترتيب الذي وضح من تبادل الأدوار بين أعضاء الوفد إلا أن التلقائية ونفس العيدية عند أهلنا كانت هي السمة المائزة والطعم الطاغي للزيارة، فالتحية لحزب الأمة ونائبة رئيس الحزب الدكتورة مريم الصادق على هذه اللفتة البارعة التي أضافت للمهنية طمعاً محفزاً على سبر الأغوار من أجل الحقيقة .. وليت من لا يردون علينا ويغلقون هواتفهم في وجهنا إدراك قيمة التواصل معنا، فالبطاقات الأنيقة وحدها لا تكفي فليوزعوها على الفقراء وليغبروا أرجلهم بزيارتنا، فكثير من المسؤولين لا نراهم إلا من على البعد أو في (شاشات) القنوات وإن طلبنا منهم إفادة أو حوار صدتنا سكرتارياتهم أو دفعنا الحرس بعيداً وبنظرات لا تخلو من غضب أو أسلوب لا يخلو من مخاشنة.

[email protected]

29 يوليو 2015