حوار مع الحبيبة د. مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة مع صحيفة التيار

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي

سنطعن في التعديلات الدستورية ونشكو المؤتمر الوطني

“”””””””””””””””””””””””””””

اندفاع الاتحادي للمشاركة في السلطة لا تشبهه وليست (المحرية فيه)

المؤتمر الوطني تلاشى تماماً وانتهى حزباً وتحول إلى جهاز آخر

كشفت نائبة رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي اعتزامهم الدفع بطعن ضد التعديلات الدستورية الأخيرة، وتوعدت المؤتمر الوطني بشكواه إلى مجلس الأحزاب السياسية؛ لأنه حزب يهدد وحدة السودان، وكرامة الشعب السوداني، ويعمل على كسر سيادة السودان، وإصراره على التغابن، والمضي قدماً في تسميم الساحة السياسية السودانية، وأكدت مريم في حوار مع (التيار) أن لا قوة في الأرض تستطيع منع الإمام الصادق العودة إلى أرض الوطن- إن رغب في ذلك- وأضافت “لو قررت أجهزة الحزب عبر رؤية وطنية أن يعود الإمام فسيعود”، وطالبت الاتحادي الأصل بعدم المشاركة في الانتخابات، وقالت: “اندفاع الاتحادي نحو السلطة لا يشبهه وليست المحرية فيه”.. فإلى التفاصيل:

أجراه: عطاف عبد الوهاب

تصوير: عبد الله ود الشريف

هل يمكن أن تشرحوا لنا الترتيبات التي اتخذتموها في الحزب وهو يتجه نحو العمل السري؟.

نحن فتحنا كل الخيارات في حزب الأمة، ومن هذه الخيارات قيام الحزب بتجميد عمله العلني، التجميد هنا مختلف عن الحل، وحزب الأمة هو حزب الاستقلال، والحزب الأعرق، ونحن نعد للاحتفال بسبعينيتنا في شهر فبراير القادم، حزب الأمة هو الحزب الأقدم في تأريخ السياسة السودانية من المؤسسات الحديثة، وهذا الحزب- بهذا التمدد والتغلل في التأريخ والجغرافيا- ليس هناك مكان للحل، ولا هو ملك لمجموعات من الناس، بل هو جزء من تأريخ هذا الشعب السوداني، وبالتالي نحن نتعامل معه على أساس أنه جزء من الإرث وتأريخ السودان، نحن قضيتنا الأساسية التي نتحدث عنها هو المناخ السياسي، حتى تستطيع الأحزاب أن تعمل بصورة تكون قادرة على إنجاز مهامها الوطنية، وصياغة رؤى قواعدها، وتدير برامجها، هذه الأحزاب بحاجة إلى قدر أدنى من الأجواء، نحن نقول- بوضوح: إنه بإجازة هذه التعديلات والتشويهات الدستورية المسماة بالتعديلات الدستورية، حقيقة لم يعد هناك مناخ صالح لأي حزب، ليس حزب الأمة- وحده- والقصة ليس لها علاقة بتقديم جهاز الأمن شكوى أو غيره، ربما تكمن العلاقة الوحيدة أننا سارعنا بدراستنا لبعض الترتيبات التنظيمية، لكن نحن بمجرد أن خرجت هذه التعديلات الدستورية أوضحنا- في بياننا الأساس- أن هذه المسألة خطيرة جداً، وهذا انقلاب ثانٍ، ولديه مآلات خطيرة، نحن ندرسها- مآلات دستورية وسياسية وقانونية ودبولماسية- وشرعت أجهزتنا في هذه الدراسة، ولكن الذي سارع بإعادة ترتيباتنا التنظيمية و – الأمر- الذي لم يفاجئنا، هو تحويل مجلس الأحزاب شكوى من الأمن تطالب فيها بحل الحزب، عليه ذهبنا في إعادة ترتيباتنا التنظيمية، وتمت مناقشة كافة الخيارات، وليس إيقاف عمل الحزب، وفي ظل هذا الوضع الأخير الآن حيث لا توجد سيادة للقانون، ولا فصل للسلطات، ولا مرجعية دستورية، ولا توجد حرية، انهدّ الحكم اللا مركزي- بصورة دستورية- وانهد أساس المحاسبة بصورة مقننة في الدستور؛ لأن بعض الأجهزة أعطيت صلاحيات تنفيذية من القبض وغيره، وهي صلاحية الشرطة، وأعطيت صلاحيات قضائية، وأعطيت صلاحيات للمادة 144 كل أولئك محاسبون، ولكن الآن بعض الأجهزة تابعة إلى رئاسة الجمهورية لا توجد لها مرجعية لتحاسب من قبل البرلمان، وبالتالي انهدّ ركن المحاسبة من أجل هذه الأجواء، نحن نقول إن العمل السري يمكن أن يكون مجدياً، ويمكن أن تكون لديه فائدة أكبر بكثير من عمل علني، مهدد بهذه الصورة التي ليس فيها مرجعية دستورية، هذه واحدة من الخيارات التي نقرر متى وكيف نقوم بإعلانها حسب موقفنا نحن وبأيدينا نحن في الحزب، هناك المسار الإعلامي، والمسار السياسي، وقد شرعنا فيه، والتقينا بإخواننا وشركائنا في نداء السودان، وزملائنا في العمل السياسي، والقوى السياسية المعارضة عموماً، نحن نقف معا الآن جراء هذه الهجمة الكبيرة في الحريات، والتقويض الدستوري الذي تم، ونعمل على التنسيق بيننا في كل المواقف التي نتخذها حتى تكون موقفاً جماعياً وكلياً؛ لأن القضية ليست قضية حزب أمة أو حزب- بعينه- إنما هي قضية كل العمل الحزبي، والعمل السياسي في السودان، والمسار الرابع هو المسار الدبولماسي، اتصال واسع بالمجتمع الدولي حتى نعرض هذا الأمر الخطير؛ لأن المجتمع الدولي له دور كبير الآن في الواقع الداخلي السوداني، ليس على مستوى الإغاثات فقط، لكن- للأسف- حتى على المستوى السياسي، وهذا هو الواقع الآن، هناك أكثر من 162 قراراً دولياً بالنسبة للسودان، وهناك مبعوثون من مختلف دول العالم خاصون بالسودان، في المسار القانوني دعينا العديد من القانونين على أساس صياغة الردود حول هذا الأمر، لكن الأهم من ذلك الصورة القانونية الدستورية التي تحفظ السيادة السودانية؛ لأن لدينا علماء وعقول سودانية معروفة، ونحن نريد معاً أن نرفع طعناً دستورياً ضد التعديلات الدستورية (غير الدستورية)، ونبحث في رفع شكوى إلى مجلس الأحزاب- المعلوم مرجعيته- ضدّ الحزب الحاكم؛ لأنه حزب يهدد وحدة السودان، وكرامة الشعب السوداني، ويعمل على كسر سيادة السودان، وإصراره على التغابن، والمضي قدماً في تسميم الساحة السياسية السودانية، وتسميم الساحة بأفعاله وسياسياته، عليه فإن هذا الحزب يشكل خطورة على السودان.

ما حدث لحزب الأمة الآن سارع إلى ضم الفرقاء وتوحد التيارات، هل أنت متفائلة بوحدة حزب الأمة؟.

بإذن الله- أنا متفائلة جداً، ولم يتوقف تفاؤلي أبداً، ولم يساورني شك أصلاً في يوم من الأيام بأن مختلف تيارات الحزب تتحدث عن قضايا حقيقية، في ظل غبن حقيقي حاصل، كل الناس تتدافع من أجل مصلحة البلاد، وليس لمواقف أو مصالح شخصية؛ لهذا الآن عندما حدثت الردة الكبيرة على الحزب فإن كل قيادات الحزب وكوادره تداعت وتنادت، وأنا كنت أتوقع هذا الأمر، ولم أستغربه البتة، لدي أمل كبير أن يكون عام 2015 هو عام تماسك كوادر الحزب وقياداته، وأن ندفع معاً ببرنامجنا الذي يؤدي إلى خلاص الوطن.

سافر أهل الميثاق إلى القاهرة وجلسوا إلى الإمام، ما هي علاقتك بهم؟.

لم يساورني أصلاً أن أي خلاف في تيارات الأمة لم يكن خلافاً إلا من أجل الوطن، وخلاصه، وأصل الخلاف كان تدافعاً أكثر من أجل مصلحة البلاد عن طريق تقوية الحزب وشفقة على أمر وطننا وبلادنا وفي ظل وضع صعب، في فترة ما يمكن أن يحدث بين الناس احتكاك لشدة تدافعهم لمزيد من التجويد والتحسين في العمل، حتى سفرهم إلى القاهرة كان لمزيد من البذل ولمزيد من الإحساس بالمسؤولية؛ لأنهم اجتهدوا.

ألن يعود الحبيب خاصة أن بعض السياسين قالوا إنهم متفائلين بعودته؟.

الحبيب الإمام قائد وطني سوداني، وهو إمام الأنصار، ووجودهم هو الأكبر في السودان، وهو رئيس حزب الأمة، وهو رئيس الوزراء الشرعي، ارتباطه بالسودان لا يحتاج شرحاً، ولو أصبح بجسده خارج السودان، لكن روحه داخل البلاد، وما زال همها هو همه، وهو موجود في الخارج من أجل الهم الوطني، ومن أجل تقوية علاقاتنا في تحالفاتنا مع إخوتنا في نداء السودان، ومسألة العلاقات الدولية وغيرها، وفي ذات الوقت على اتصال حثيث ومستمر بكل أجهزته وقياداته، إذن مسألة عودته لا تشكل هاجس لنا أبداً في يوم من الأيام، ولا تستطيع قوى في الأرض أو كائن من كان أن يوصد أبواب السودان في وجه أي مواطن سوداني دعك عنك الإمام، هناك رعب لدى متخذي القرار وهذا بالنسبة لنا شيء مؤسف، على القيادات أن تربأ بنفسها عن الحديث عن عودة الإمام، لأنها تعكس رؤيا غير جيدة للأجيال القادمة، ولو قررت أجهزة الحزب عبر رؤية وطنية أن يعود الإمام فسيعود، نحن نتحدث عن مواجهة أساسية، ومنازلة للأجهزة السلطوية، في إطار توسيع الهامش، والرجوع عن هذه التعديلات.

لديكم اثنان داخل الحكومة عبد الرحمن والبشرى، وهناك حديث عن الوساطة، وطلبتم من العقيد أن يخرج من القصر، بالرغم من حديثكم أن دخول عبد الرحمن لا علاقة له بالحزب ما الذي جدَّالآن؟.

صحيح، ولكن لدينا في الحكومة شخص واحد هو الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي، أما المقدم بشرى الصادق المهدي فهو ضابط في القوات المسلحة السودانية، إلا إذا أصبحت تابعة إلى المؤتمر الوطني فهذا شيء آخر، البشرى رجل القوات المسلحة، وهو ضابط كفوء يتم الاستفادة من كفاءته العالية في تدريب القوات المسلحة، والقوات النظامية السودانية، وبالتالي هو لا علاقة له بالحكومة، صحيح العقيد دخل إلى القصر، ومنذ اللحظة الأولى، قال هو- نفسه- عند القسم: إنه لا يمثل حزب الأمة، ولا يمثل والده الإمام الصادق، وكذلك قال والده الإمام الصادق: إن عبد الرحمن لا يمثله، ولا يمثل حزب الأمة، وهو ابني، المكتب السياسي لحزب الأمة قال: إن الإمام الصادق كان يشغل عدداً من المناصب الدستورية في الحزب، لكنه منذ استيعابه في القوات المسلحة لم يعد في أجهزة الحزب، ودخوله إلى حكومة المؤتمر الوطني لا تمثل حزب الأمة، إذن مثلث الأضلاع هذا (الأمير- نفسه- والإمام وحزب الأمة) قالوها- بوضوح- إنه لا يمثل الحزب هذا حديث لم يتغير، لكن عبد الرحمن بالنسبة لي أنا شخصياً، وأنا أخته، لم أتوقف يوماً- حرصاً عليه وعلى دوره الوطني- أن ينسحب من هذه الحكومة، حتى غيره ممن أتوقع فيهم العقل والتماسك الأخلاقي أن يخرجوا أنفسهم من هذه البؤرة بعد التعديلات الدستورية؛ لأنه وضع مذل جداً للمواطن السوداني، وضع مذل فوق إذلال الوضع المعيشي، هذه التعديلات شيء غير مسبوق في إذلال الدولة السودانية والعصف بسيادتها، الإمام- نفسه- في حديث مولده، ناشد كل الناس في الحكومة، أن يخرجوا عنها قبل التقويضات التي حدثت، عليه فإن ندائي لعبد الرحمن أن يخرج من هذه الحكومة، لم يكن وليد اليوم ولكنه كان قديماً- وللأسف- فإن أجهزة المؤتمر الوطني (أنا أتحدث عن أجهزة معينة)؛ لأن المؤتمر الوطني الحزب اختطف؛ لأنه حتى السياسيون في داخل المؤتمر الوطني أتوقع أن يكونوا الآن غير راضين عمّا يحدث بينهم؛ لأن ما يدور الآن ليس لديه أي بعد سياسي، ولا يمكن أن يكون سياسياً في أي مستوى من المستويات، بالنسبة لحزب حاكم لفترة طويلة، وبعض من هم داخله ليسوا راضين عما يحدث، في فترة ما هناك أجهزة حاولت أن تفعل (غباشاً) وتمويهاً؛ لأنهم أصلاً ضلعوا في مسألة الفتنة ما بين الأحزاب وغيرها، وقد حاولوا تصوير انضمام عبد الرحمن- مواطن سوداني لديه رؤية في العمل بوطنيه- وحاولوا أن يصوروها، وأن يفعلوا بها ضبابية في موقف الحزب، وأن يقولوا إن مشاركته باسم الحزب، نحن عرض علينا من قبل خمسين في المئة من المناصب التنفيذية، رفضناها؛ لأننا اختلفنا حول البرنامج الأساسي، كيف يحكم السودان؟.

متى كان هذا الحديث؟.

كان في آخر مفاوضات سبتمبر 2011؛ لأننا كنا نعتقد أن المشاركة قائمة على شكل صوري، ليس فيه اتفاق على أي برنامج، وقلنا بوضوح كيف نرفض 50 في المئة من المناصب كلها، ونقبل بمنصب واحد هو منصب مساعد رئيس الجمهورية؟، حتى الآن الأمير عبد الرحمن لم يجد الكثير من المساعدين حتى يساعدوه في موقعه؛ لأن كل كوادر حزب الأمة تعتقد أن هذا موقف تنظيمي لن يدخلوا فيه.

أنت تدعين كل من في الحكومة للخروج منها ما هو رأيك في مشاركة الاتحادي الأصل في الانتخابات؟.

لا تشبهم نهائياً، ولا تشبه تأريخهم، ولا تشبه حضورهم الوطني؛ من أجل السودان؛ ومن أجل استقلاله؛ ومن أجل كرامة مواطنه، ولا (المحرية) فيهم، هم أصحاب حضور حقيقي وليس حضوراً مفتعلاً في هذا الواقع السوداني، وواقعه الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، هم يشاركون في انتخابات يعلمون جيداً ألا علاقة لها بأية صفة من صفات الانتخابات، وليس فيها مرجعية حقيقية للشعب، ويبقى المؤتمر الوطني يطلب منهم ويتوسل إليهم ويرتجي منهم أن يفسحوا لهم الثلاثين في المئة في المقاعد وليس العكس، وأنا كما ناشدت في السابق عبد الرحمن أخي بأن يخرج، أناشد الآن أخي جعفر بالخروج، وأن يربأ بنفسه، وبالدور الوطني الذي ظلت أسرته وحزبه يقومون به.

تقلصت كل الأحزاب المشاركة وأصبحت الآلية 3 + 7 والشعبي مصر على الحوار كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟.

اسأل الشعبي عن مشاركته، ولكنني أقول أجتهد جداً يا أستاذ أن أبني على الاحترام فيما بيننا، إخواننا في المؤتمر الشعبي لديهم رؤيتهم، ولديهم حساباتهم، ولديهم علاقاتهم، ومعرفتهم الداخلية بهذا النظام، وهم يعتقدون أنهم يستطيعون أن يستثمروا، هذا شأنهم، وهذه قناعاتهم التي تدور خارج إطار معرفتي حتى أحكم عليها لكن ما استطيع قوله بوضوح إننا قبل ثلاثة أيام دعينا القوى المعارضة جميعها ومن ضمنهم الشعبي ولكنهم لم يأتوا ولم يعتذروا، مع ذلك فإن لديهم وجهة نظرهم، ولهم ما يشاؤون، الآن الوضع في السودان أصبح بوضوح الرهان على أية معلومات أخرى قد تنجح، الرهان أصبح على رؤية واضحة يجمع عليها الكل؛ لأننا محتاجون إلى كل قوانا في مرحلة ما بعد التغيير القادم لا محالة لكل قوانا حتى نندفع نحو إعادة وترميم الخسائر الكبيرة التي تمت في الدولة السودانية وتمت في الأجهزة الحكومية السودانية وتمت في الاقتصاد السوداني، عليه يسعدني جداً، وزاد في اطمئناني لقوة وعي ووطنية القوى السياسية السودانية، أن تقاطع هذا اللقاء، وما زال الأمر للذين قرروا الرهان بعلاته أنه لن يكون هناك كثير جدوى بل أن الأمل لا ينحصر في الأحزاب الثلاثة التي ستقابل البشير، ولكن رابعهم المؤتمر الوطني أيضاً بأن يصحو من الخوف، المؤتمر الوطني قيادته مخوفة ومرعبة من الحصر الجنائي، والغبائن الكثيرة في السودان، والقتل الذي يحدث وليس بعيداً ما حدث أمس في نيالا، هم يريدون حماية أنفسهم بالسلطة والسلطة لن تحميهم، هي لن تحمي أي إنسان في عموم العالم وبالذات في السودان؛ لأن السلطة في السودان ظلت أصغر من المجتمع السوداني بكثير، ولولا هذا ما طرد مسؤولون من مناسبات اجتماعية إلا لأنهم أخطأوا خطيئة إنسانية وسياسية في حق أسر سودانية؛ لهذا مهما تطاولت بهم القبضة في الحكومة فإن هذا لا يعني لهم التغلل في المجتمع، لذلك فإن الاجتماع إذا تم بشكله هذا فإنه يكشف بوضوح وطنية القوى السياسية السودانية، ووضوح الرؤيا الآن في السودان، ويكشف أن الوضع مستقبلياً سوف يؤدي إلى إجماع، هؤلاء الأربعة نوجه الدعوة إليهم أن يأتوا إلى الكبيرة، عليهم ألّا يكابروا ويصروا على أمر ثبت فشله في الواقع، وما نحن محتاجون إليه أن نقبل على بعضنا حتى نخرج بهذه البلاد من هذه الأزمات الكبيرة، التي أدخلتها فيها السياسات العقيمة والخطيرة طوال الخمس وعشرين سنة الماضية.

بالرغم من خروج السوبر تنظيم من المؤتمر الوطني إلا أنه عاد أشرس من سابقه كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟.

المؤتمر الوطني انتهى تماماً، الحزب تلاشى الآن هناك قبضة- جهة معينة- محمية دستورياً وقانونياً، وهي التي تتخذ القرارات، وهي التي تعمل كل شيء، بالعكس أكبر الأثمان التي دفعت فيما حدث من تغييرات، ومن صراع، في الفترة السابقة، دفع ثمنه المؤتمر الوطني نفسه- حزباً سياسياً-، تحول تماماً إلى جهاز آخر يسمي نفسه ما يشاء، المؤتمر الوطني- الحزب- بآليات عمله اختطف تماماً لصالح أجهزة أخرى.

هل تعتقدين أن نهاية المؤتمر الوطني قاربت وسيتلاشى هذا النظام؟.

أي حزب سياسي بالقدر الذي يمكن به أن يصون قضايا وطنه وشعبه يصبح باقياً، نحن في حزب الأمة نحتفل الآن بسبعنيتنا، وهو حزب من اللحظة الأولى نشأ في زمن الاستعمار، وكان الاستعمار يجتهد لعمل أحزاب ضرار، وإشعال الفتن، وبالرغم من ذلك استمررنا، وجاء اللحكم الوطني و59 عاماً نحن- حزب سياسي- شاركنا في العمل الحزبي بصورته الحرة في 11 سنة- فقط- وفي نظم سلطوية كل همها ليس سجن القيادات والكوادر- فقط- بل تغيير الوعي الشعبي، وهجوم إعلامي مستمر وحتى في المناهج الدراسية، المؤتمر الوطني ظل لخمس وعشرين عاماً يقوم بعمل سياسة التمكين، لكن بنفس القدر إفقار ونزع من الجذور خاصة للحزبين الكبيرين؛ لأنهم يعتقدون أنهم يهددونه أكبر تهديد، مع كل هذا وحتى هذه اللحظة لم يجرؤ يوماً من الأيام أن يطالعنا مطالعة حرة ونزيهة، هو لا يجرؤ على هذا الأمر مع كل السياسات التي يستخمها والبذل الإعلامي والسياسي والتعبوي، المؤتمر الوطني لديه أساس من الجبهة الإسلامية، وكان لها وجود أساس، ولكن عبر تجربة الحكم حدثت بينهم مواجهة حقيقية لم تحدث قبل ذلك، أضف إلى ذلك أن المؤتمر الوطني غير طبيعته الأولى، وفي خلال هذه العشر سنوات الأخيرة إلى قبضة أخرى، هم مجموعة من أصحاب المصالح، وهي ما جمعت بينهم، وتفرقهم المصالح، أزمة البترول، وأزمة انفصال الجنوب، ظهرت في المؤتمر الوطني؛ لأنه يشترون الناس، ضفعت القدرة على هذا الأمر، وعليه فإنه حزب لم يستطع يوماً من الأيام أن يخرج إلى الحياة السياسية، ويتعامل معها، استخدم كل آليات الدولة ومن داخله تم تحييده تماماً، ليس فيه فعل سياسي، المؤتمر الوطني ليس له وجود الآن.

التيار