تفاصيل الوقفة الاحتجاجية لـ (لا لقهر النساء) : إيصال صوت النساء الرافض للذل

الحبيبات رباح وزينب الصادق المهدي وفاطمة غزالي حين تم إعتقالهن
الحبيبات رباح وزينب الصادق المهدي وفاطمة غزالي حين تم إعتقالهن

نظمت مبادرة لا لقهر النساء ظهر الخميس وقفة احتجاجية أمام سجن أم درمان مطالبة بإطلاق سراح النساء المعتقلات وكل المعتقلين السياسيين.

 واستطلعت (حريات) عدداً من المشاركات فى الوقفة لتقدم لقرائها صورة مفصلة لما جرى .

دعت المبادرة للوقفة في الساعة الواحدة من ظهر الخميس أمام البوابة الرئيسية للسجن، حيث تجمع العشرات من النساء وبعض النشطاء وسط حضور كثيف لقوات القمع المرتدية الأزرق المرقع (فيما يعرف بشرطة النجدة والعمليات)، ومنسوبي الأمن أو الرباطة المرتديين ملابس مدنية.

ورفعت المحتجات والمحتجين شعارات لا لقهر النساء المطالبة بإطلاق سراح كل من الأستاذة سامية كير الأمينة العامة لحزب المؤتمر السوداني بالنهود المعتقلة بسجن النهود منذ الثامن من يوليو، والدكتورة مريم الصادق المهدى نائبة رئيس حزب الأمة القومي المعتقلة بمباني الأمن في سجن أم درمان منذ الحادي عشر من أغسطس بدون توجيه تهمة لأي منهما، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإطلاق سراح الوطن.

وبعد دقائق من بداية الوقفة أمر الرباطة المحتجات والمحتجين بمغادرة المكان باعتبار أن (الرسالة وصلت)، ولكن المسئولات من تنظيم الوقفة قلن إن المبادرة خططت للوقوف ساعة أمام السجن لإيصال صوت الرفض، وقبل الساعة الواحدة والنصف بقليل هجمت قوات القمع على الوقفة لتفريقها بالإرهاب وهم يحملون الدروع والهراوات، وحينما لم تستجب النساء والرجال الواقفين، ألقوا عليهم قنابل الغاز ، مما أصاب البعض بالاختناق ومنهم سراء عادل شريف ابنة الدكتورة مريم الصادق التي تم إسعافها للمستشفى، كما أصيب آخرون جراء قذف علب الغاز على المحتجات ومنهم الزميلة الاستاذة هادية حسب الله التي أصيبت في رجلها، وسجلت الأستاذة ساندرا فاروق بطولة إذ حملت إحدى قنابل الغاز قبل انفجارها وأعادتها في وجه قوى القمع، وقد هجمت قوات القمع بعدها على المحتجات والمحتجين محاولين تفريق من تبقى منهم ومصادرة اللافتات ، وتم التعرض للعديد من المحتجين والمحتجات بالسب، ومنهم ابنة السيد ابراهيم الشيخ التي قاومت نزع اللافتات فتعرضت لملاواة واشتباك وأقذع الألفاظ من قبل الرباطة وقوى القمع ، وكذلك الفتاتين سلام كمال هداية الله وغفران مرتضى كمال اللتين كانتا تحملان لافتة قماشية كبيرة مكتوب عليها (الحرية للمنصورة الحرية للوطن) فهجم عليهما بحسب غفران وهي طالبة ثانوي عمرها 17 عاماً (كمية منهم هجموا علينا، واحد بتاع الأمن كان بحاول يقلع مننا اللافتة ومعه واحد لابس مرقع ولما كان بحاول يقلع اللافتة اتكسرت واحدة من العصايات المثبت فيها اللافتة، العصاية التانية كانت معاي وكنت بقاوم قلعها قام هددني طلع مسدسه من جيبه ورجعه، وبعدها شال العصاية ضرب في الارض ضرب شديد جزء منه جاء في رجل امي سارة” وهي تقصد الأستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة التي وقع على رجلها ضرباً مبرحاً من قبل قوات القمع.

وواصلت غفران (كانوا مصرين يقلعوا اللافتة ونحن وقفنا ليهم وبعد داك بقوا بهددوا فينا واحد قال لسلام بديك كف ، بعد كدة بقى يقول البنات ديل ارفعم في البوكسي).

وواصلت الرواية الزميلة الاستاذة رباح الصادق قائلة : (وجدت شرطة القمع بناتلوا في سلام وغفران بناتي والحبيبة فاطمة غزالي ماسكة فيهما وبتقول ليه ما بتشيلهم، وبقينا الأربعة ماسكين في بعض وكلنا دخلونا البوكسي ثنائي الكبينة في الكبينة الورانية، بعدها شفت الأستاذة زينب بدر الدين ركبوها مع العساكر ورا).

وواصلت رباح (اقتادونا لقسم شرطة أم درمان الأوسط، وحينما دخلنا عليهم كبرنا في وجههم وهتفنا: تسقط تسقط حكومة الفساد، ورجمناهم بسورة الفيل، وقلنا ليهم: إن فرعون وهامان وجندهما كانوا خاطئين. والرباطة كانوا هم المشرفين على كل الكلام دة، الناس اللابسين مدني. وبعد شوية جاءت دفعة تانية من المعتقلين شملت الحبيبات سارة نقد الله ورشيدة إبراهيم عبد الكريم، وساندرا فاروق كدودة، وأم سلمة وزينب الصادق، وإلهام بشرى، ومنى محمد طاهر، والأحباب يوسف محمد عوض الكريم وخالد أبو القاسم ومحمد مركز).

وروت رباح تفاصيل ما حدث في الحبس قائلة (اخدوا منا هواتفنا النقالة، وفي وقت وقوفنا لأخذ الهواتف وتسجيل اسماءنا نزعت زينب بدر الدين إحدى اللافتات الملصقة على ثوبها وألصقتها على دولاب النوبتجية، وبعدها صلينا الظهر ودخلنا للحبس ، ادخلونا زنزانة حالتها مزرية لأن الحوائط كلها مسقية بمياه أخبرتنا النساء اللائي وجدناهن فيها أنها مياه ملوثة (موية الحمام) وطبعا الجلوس على الأرض، والمرحاض ما فيه موية، ولكن كالعادة في كل حبس نستحضر الحالة التي خلدها شاعر الشعب: نغني ونحن في أسرك وترجف وانت في قصرك، فغنينا يا والدة يا مريم، وأصبح الصبح، واليوم نرفع، وملحمة أكتوبر. كانوا بجوا يشوفوا الحاصل شنو لما صوتنا علا وطلع وكنا بنكرر في وشوشهم: قسما قسما لن ننهار.. المهم ونحن لسة بنغني جاءوا وقالوا إنه اكتملت اجراءات خروجنا بالضمان بس نطلع في هدوء! يعني اتحبسنا حوالي ساعتين. وطبعا نحن كنا واقفين في هدوء هم الذين استفزونا وعملوا كل ذلك الشغب بترويع الآمنين، خرجنا لنجد حشدا كبيرا أمام القسم يهتف: عاش نضال المرأة السودانية، والله أكبر ولله الحمد، والزغاريد. المهم اوصلنا صوت المرأة السودانية التي ترفض الذل).

حريات