تحيات، تهاني، و تعزية من د. مريم المنصورة الصادق المهدي

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي ونائبة الأمين العام لقوى نداء السودان وعضوة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

 

 

تحيات، تهاني، و تعزية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

بعد غياب امتد لأربعة أسابيع في رحلة علاجية بالإمارات الحبيبة، اعود اليوم للوطن الذي أهوى و اعشق و انا اقوى عزما و اكثر اصرارا على العمل من اجله و شعبه الأبي الكريم، و العمل مع زملائي و زميلاتي في قوى الحرية و التغيير من اجل بلوغ الثورة غاياتها تحقيقاً للشعارات التي افتداها شبابنا الوثاب الواعي بغال الدماء و عظيم المجهودات و جليل التضحيات:”حرية، سلام، و عدالة”، و ذلك بدعم الحكومة الانتقالية لتقوم بمهامها الوطنية على رأسها تحقيق السلام العادل الشامل المستدام. و مواصلة النضال مع الاحباب و الحبيبات في حزب الامة القومي الذي يستشرف عيده الماسي . خمسة و سبعون عاما قاد فيها حزبنا العملاق الكفاح من اجل نيل استقلال البلاد الكامل حتى جلاء المستعمر، بالوعي و العمل التحالفي و البذل اللا محدود. قاوم فيها حزبنا كل الشموليات التي تمددت في تاريخنا: عبود، نميري، فالبشير. شموليات لم تدخر وسعاً في تفتيت هذا الحزب الراسخ و سحق قواعده و التنكيل بكوادره و قياداته فما استكان و لا وهنت مقاومته. فجازاه الشعب السوداني بوضع ثقته فيه عبر كل العمليات الديمقراطية الحرة النزيهة، و لا عجب.

و هاهو ذات الحزب الأعرق في العالم العربي و الثاني عراقة في افريقيا يقدم الدروس في العمل السياسي الديمقراطي و هو يستعد لقيام مؤتمره العام الثامن في طور تأسيسه الرابع بما تم في الهيئة المركزية مؤخرا.

اجتماع تم في ظرف دقيق، شرع فيه الحزب في نفرة تنظيمية و إعلامية و دبلوماسية و تعبوية حققت نجاحًا منقطع النظير. و ذلك اثر تقديم الحبيبة الأمينة العامة استقالتها. الأستاذة سارة عبد الله نقد الله التي كانت إرادة الهيئة المركزية قد التقت فيها لقيادة العمل التنفيذي في مايو 2014. فأعطت تلك السيدة و ما استبقت شيء، ناضلت و ثابرت و صابرت حتى اندحر نظام البشير المباد و هي في مقدمة صفوف النضال، فاستحقت احترام الجميع و حب الكثيرين. و لما رأت ان الأمانة قد أديت، تقدمت باستقالتها المسببة. ترشح للمنصب المهم في حزب الاستقلال ثلاثة من فرسان الحزب الاشاوس؛ بلاء و عطاءا و تضحية و أقدامًا و حضورًا في اجهزة الحزب بلا انقطاع:

الحبيب البشرى عبد الحميد: مساعد الرئيس لشئون المهجر.
الحبيب الواثق البرير: مساعد الرئيس للتدريب.
الحبيب عبد الرحمن احمد صالح: سكرتير الحزب بولاية الخرطوم.

ان العملية الديمقراطية بكل عنفوانها، شفافيتها، تسابقها من اجل العطاء، تنافسها الموضوعي قد تمت في تلك الممارسة التي نفخر بها و نقدمها مثالًا في العمل الحزبي الوطني. و قد اختارت الأغلبية بلا مراء الحبيب الواثق الذي ظل عاملًا في اجهزة الحزب منذ عودة العمل في 2000 بحماس و رأي مجاهر و عطاء دفاق. فحق لنا ان نحتفي باختياره و هو صاحب الخبرة بالحزب و نقاط قوته و ضعفه، ليعبر بالأمانة العامة في ظرف دقيق و مهم يشكل فيه حزبنا الواصل بين مكونات السودان المختلفة العمرية و الاثنية و النوعية، الذي ضم كل ابناء و بنات السودان في حزب خالص السودانوية، الممتد العلاقات العربية و الأفريقية و العالمية شرقا و غربا، حزب الشباب و الكهول و الشيوخ نساءا و رجالًا، الحفي بتنوع المجمتع السوداني و وحدته. الحزب الذي ضرب عميقا في التاريخ، و الذي يشكل الأمل الواعد في مستقبل مشرق للسودان.

انني اذ اهنئ جماهير حزب الامة القومي بانتخاب الحبيب الواثق البرير، أهنئهم ايضا بالحبيب المستشار البشرى عبد الحميد الذي وجد دعما مقدرا من اعضاء الهيئة المركزية. و بالحبيب عبد الرحمن الذي أكد ترشحه حضور جيل الثورة. و لاشك ان التعاون و العمل المشترك من اجل ان تحقق ثورتنا المعلمة غاياتها هو وعدنا جميعًا لجماهير حزبنا و عموم الشعب السوداني، و هو ما يحدونا على المضي في العمل السياسي الحزبي.

وفي طريقي للمطار بلغني نعي الحبيبة أمي قمر شقيقة أمي سارا بعد عناء امتد لأسابيع مع المرض قضتها في المستشفى في العناية الكثيفة. كم آلمني رحيل أمي قمر التي كانت اكثر الناس شبها بأمي في الشكل. اجد في قربها و النظر اليها و الاستماع لها العزاء و السلوى و الأنس. فقد كانت أمي قمر سيدة ظريفة وناسة تحب التواصل بالهدايا تحفظ قصص الاهل، فنانة موهوبة تخيط التريكو و الكروشيه و ترسم. قصة الحب بينها و زوجها الراحل عمي البشرى الفاضل البشرى المهدي و ابن خالتها أمي زهراء بت الامام عبد الرحمن من مأثورات الحجاوى في اسرتنا، من أوائل المرشدات السودانيات. و من أوائل الموظفات في أسرتنا. تحب خالها الصديق و ابن خالها الامام الصادق بدرجة دوما تجعلني دومًا أتفكر في هذا الحب و عمقه و شدته. انشغلت برعاية اولادها الذين فقدوا أباهم في عمر مبكر: اخواني محمد، عبد الرحمن، و صديق، و اخواتي زينب، خديجة، زهراء، و مقبولة.

التعازي لأخوتي و اخواتي اولادها و اخوانهم و أخواتهم الذين فقدوا والدتهم خالتي عشة مزمل مؤخرا ايضاً. و لامي مرضية شقيقتها و لأبوي ابن خالها و حبيبها و إمامها. و لكل اخواني و اخواتي احفاد أمي عشة بت الامام عبد الرحمن و ابوي الفاضل سليل الأشراف آل عبد الكريم، و لبيت الامام الصديق خالها الذي عشقت، و أسرة الامام عبد الرحمن، و كل آل المهدي و خلفائه و اخويه.

الا رحم الله امي قمر و اكرم نزلها و مثواها وجعلها من السابقين ورثة جنة النعيم.

انا لله و انا اليه راجعون. العاقبة للمتقين.

و الصلاة و السلام على رسولنا و شفيعنا الامين. و على آله و صحبه الغر الميامين. و الحمد لله رب العالمين.