المهدي يصل أديس وترتيبات لتوقيع اتفاق بين قوى الإجماع و"الثورية" لتوحيد المعارضة

الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي
الحبيبة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي

أديس أبابا 29 نوفمبر 2014 – وصل زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، السبت، الى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للاجتماع بقادة تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية وبحث إمكانية إحكام التنسيق، وسط توقعات بإبرام اتفاق مشترك لتوحيد المعارضة ودفع التعاون المستقبلي في إتجاه ايجاد تسوية شاملة للأزمة السودانية.

وشهدت العاصمة الأثيوبية على مدى الأيام الماضية توافدا مستمرا لقادة المعارضة السودانية في الداخل تقدمهم رئيس تحالف قوى الإجماع فاروق ابوعيسى، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيس الحزب الاتحادي الموحد يوسف محمد زين، الى جانب نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي، كما حط فيها وفد من المؤتمر الشعبي بقيادة بشير آدم رحمة وينتظر ان ينضم لاحقا موفدين من آلية “7+7” التى تضم ممثلين للحكومة والمعارضة في الحوار الوطني.

 ويترافق إحتشاد قوى المعارضة مع محادثات متعثرة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال التي تقاتل في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ومفاوضات أخرى شبه متوقفة بين الحكومة ومسلحي دارفور.

 يشار الى ان قوى المعارضة في الداخل تسعى الى تنسيق مواقفها مع الحركات المسلحة التى تأتلف فيما بينها تحت تنظيم”الجبهة الثورية” وسبق أن اعلنت مرارا عن اتصالات بينها وقادة الثورية لترقية التعاون والعمل في اتجاه توحيد المواقف المشتركة في مواجهة النظام الحاكم بالسودان.

 ووقع حزب الامة القومي في الثامن من أغسطس الماضي اتفاقا مع “الجبهة الثورية” في العاصمة الفرنسية، وهو ماعرف اصطلاحا بـ”إعلان باريس”، ودعا الاتفاق في ابرز بنوده الى وقف الحرب والتغيير الديمقراطي في السودان.

 وقالت نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي في تصريح لـ”سودان تربيون”، السبت، إن المهدي الذي يتخذ من القاهرة مقرا منذ توقيع “إعلان باريس” سيجري في أديس سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة والحركات المسلحة.

 وكشفت عن ما أسمته تقدما كبيرا في الحوار الجاري بين القوى الوطنية المتواجدة حاليا في العاصمة الاثيوبية منوهة الى اتفاقها جميعا على أن مشكلة السودان تتلخص في “استمرار السياسات العقيمة” التي يمارسها نظام حزب المؤتمر الوطني.

 وقالت مريم المهدي التي وصلت أديس أبابا منذ نحو أسبوع ، إن توقيع صفقة سياسية بين تحالف قوى الاجماع الوطني، والجبهة الثورية بات وشيكا.

 وأعلنت وصول الأمين العام لحزب الأمة سارة نقد الله ، ومحمد المهدي حسن الأمين السياسي ومحمد عبد الله الدومة نائب رئيس الحزب الى العاصمة الأثيوبية قبل يومين، كما رجحت إنضمام مساعد الرئيس صلاح مناع قادما من جوبا.

 وتشير “سودان تربيون” الى ان مشاورات تجري منذ عدة أشهر بين تحالف الإجماع الوطني والجبهة الثورية، بهدف تطوير “إعلان باريس” وتجميع المعارضة على برنامج سياسي واحد من أجل السلام والديمقراطية في السودان.

 وكان رئيس تحالف قوى الإجماع فاروق أبوعيسى اظهر إمتعاضه من “إعلان باريس”، لكن إجتماعا ضمه الى الصادق المهدي في القاهرة خلال أكتوبر الماضي، اسهم في إزالة التوترات وأعلنا بعده الاتفاق على تسريع الجهود لتوحيد قوى المعارضة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي بالبلاد.

 انتقادات حادة لـ”الوطني”

 ووجهت مريم المهدي انتقادات حادة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في اعقاب مطالبته للصادق المهدي بالعودة الى البلاد، وقالت إن ذات النظام بعد أن رحب بإعلان باريس قام باعتقالها لمدة أربعة أسابيع دون توجيه أي اتهامات وذلك بعد مشاركتها في الاجتماعات الممهدة للاتفاق بفرنسا.

 واشترط الأمين السياسي في حزب المؤتمر الوطني مصطفي عثمان إسماعيل، الخميس الماضي، إخضاع “إعلان باريس” الموقع بين زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وتنظيم الجبهة الثورية لتعديلات تحذف بموجبها بعض البنود التي وصفها بغير العادلة كشرط للاعتراف به، وأعلن في ذات الوقت الاستعداد للاعتراف بأي أخطاء ارتكبت بحق المهدي وحزب الأمة حال عدم ثبوت الأدلة بتورطه في التآمر على السودان.

 واتهم الرئيس السوداني عمر البشير أيادٍ إسرائيلية بالترتيب لتوقيع الإعلان في باريس واكد امتلاك الحكومة معلومات بشأن مساعي الحركات للسيطرة على الحكم بقوة السلاح واستخدام المهدي كواجهة بوصفه زعيما قوميا ودعا البشير المهدي للتبرؤ من إعلان باريس كشرط لقبول عودته الى البلاد.

 وأشارت مريم الى الاتهامات التى أطلقها البشير في وجه المهدي، لافتة الى ان قادة الحزب الحاكم ادركوا الآن عدم جدواها وباتوا يتحدثون عن عودته.

واستنكرت ما قالت إنها حالة من الفوضى يعيشها الحزب الحاكم وأضافت “أنا مندهشة لهذا التردي الخطير في العقلية الحاكمة وعدم قدرتها على الخروج بتصريحات فيها احترام للآخرين، ما يعكس حالة الارتباك التي تعيشها ومحاولتها استدراج حزب الامة للمشاركة الصورية في عملية انتخابية وإعطاء الانطباع بوجود حريات ديمقراطية في البلاد بعد التصريحات الهوجاء والمتعصبة ضد إعلان باريس لتسويق الحوار الوطني الذي كانوا يقصدون به مجرد إلهاء الشارع حتى يوصلوا الناس لانتخابات فارغة مكلفة لا جدوى لها”.

 واسترسلت بالقول “وبعد أن اتضح عدم جدواها وفقدانها لأي سند دلفوا للحديث عن عودة الإمام وطرح شروط لذلك”.

 ومضت الصادق تقول “ما يدور الآن في الواقع هو خطير بقدر ما هو مدهش.. هل هذه مقايضة بعد أن قيل له بعدم امكانية عودته للسودان إلا بعد تبرؤه من اعلان باريس ثم يعودوا الآن للحديث عن عودته للبلاد مقابل النظر في ادعاءاتهم واتهاماتهم بالتحقيق فيها”.

وشددت مريم على أهمية “إعلان باريس”، وقالت إنه أسهم في تحريك الساحة السياسية وأعاد الجدوى لفكرة الحوار الوطني وقبول الجبهة الثورية بالمشاركة فيه وإحداث اتفاق أديس أبابا، لافته الى انه أصبح جزءا من القرار 456 وجزءا من الواقع السياسي الداخلي والإقليمي والدولي، وأضافت “أيضا قاد إعلان باريس لإحداث حراك كبير داخل السودان ينتظم الآن في اديس أبابا”.

سودان تربيون