القيادية بحزب الأمة القومي “الدكتورة مريم الصادق المهدي” لـ(المجهر) 2-2

الدكتورة مريم الصادق المهدي

 

26\04\2013

{ هل معنى ذلك أنكم تقبلون الحوار مع المؤتمر الوطني بشروط محددة؟

-نحن وقبل أن تأتيهم حالة الصحوة هذه سواء بضغط من الخارج، أو بصحوة حقيقية، فنحن في حزب الأمة كان ذلك موقفنا.

{ قال “يوسف الكودة”: إن “مريم الصادق” لم تعتقل على خلفية التوقيع على وثيقة (الفجر الجديد).. في إشارة إلى تجاوز ما قمتِ به من قبل الحكومة لماذا لم تعتقلي؟

-تضحك، ليس “يوسف الكودة” وحده من قال ذلك، بل أيضاً “يوسف عبد المنان” عندكم في (المجهر) اليوسفان يعني، اتصل علي “ناسنا” في دارفور منزعجين جداً، الشاهد لابد أن نكون (واضحين في الحصل)، نحن ذهبنا العام الماضي ومعي الأستاذ “إسماعيل كتر” من حزب الأمة، والتقينا الحركات المسلحة، وعملنا معها حواراً أساسياً حول القضايا التي طرحناها كأدلة للمؤتمر، وهي مسألة الدستور كما تفضلت أنت وذكرت بالإضافة لمسائل العلاقة مع الجنوب وحل مشكلة المناطق الملتهبة، لأنه وباختصار كل هذه القضايا تعتبر قضايا قومية وتهم كل الناس، وليس أطرافاً فحسب، لذلك فنحن تواثقنا مع اخواننا في حركة تحرير السودان بقيادة السيد “مني أركو مناوي” ووقعنا إعلان مبادئ مشهور ومعلوم، وأهم ما فيه هو أننا تحدثنا في أسس ماذا نريد، واختلفنا في مسائل علاقة الدين بالدولة وكيفية تنظيم وسائل المقاومة ومسألة تقرير المصير للولايات المعلن لديهم في برنامج إعادة هيكلة الدولة، الأمر الإيجابي أن نجد نقاط التقاء أعلى مع اخواننا في حركة “تحرير السودان” فذلك أمر جيد عملنا فيه إعلان مبادئ فيما اتفقنا فيه، أما المسائل الثلاث الأخرى، فقلنا هذه تحتاج إلى مزيد من البحث بيننا حتى نصل لرؤية مشتركة، وثيقة إعلان مبادئ مشتركة، ولكن موضوع علاقة الدين بالدولة، وكيفية تنظيم وسائل النضال المختلفة، ومسألة تقرير المصير، ولأننا لم نصل فيها لرؤية مشتركة قلنا نسكت عنها، وبالفعل حدث ذلك، ولم تأت شبه وثيقة عنها، وقلنا نتركها لمزيد من التشاور بيننا، وبالتالي هذه القضايا الثلاث لم تتناولها ورقتنا، وبعد عودتنا فكروا في اعتقالنا في المطار، وكنا متوقعين ذلك لأن ما فعلناه كان كبيراً وخطيراً، فلأول مرة وبصورة معلنة يقوم سياسيون بالالتقاء علنا بحاملي السلاح، لذلك أطلقوا لنا بالونة النائب الثاني حيث قال إنهم متمردون، وحزب الأمة حزب وطني وهذه متمردة، ومثل هذه الأحاديث، فخرج “حزب الأمة بكلياته بدءاً من رئيسه وأمينه العام وقياداته فقالوا إن من فعل ذلك هو حزب الأمة وهذه رؤية الحزب، ولا يتجرأ إنسان في الحجر على دورنا الوطني كقوي سياسية مسؤولة نلاقي إخواننا لنتحدث معهم في القضية الوطنية، فاندحروا، لأن واحدة من أهم الرؤى السياسية التي طرحوها على الناس أن “حزب الأمة دا صاحبنا، وكمان مشارك معانا”.

{هنالك اتهام لكم بأنكم “كراع في المعارضة وأخري في “القصر؟

-هذا لغط ليس إلا، وكل إناء بما فيه ينضح، ونعلم أنه لا يوجد سر لدى هذا الشعب، وكلنا شفافون، و”مسكين” من يعتقد نفسه يمكن أن “يعمل حاجة بي الدس”، لذلك كان كلامنا واضحا ومنذ اليوم الأول أن هؤلاء الناس عرضوا علينا (50%) كمشاركة في الحكم، ونحن رفضنا لأننا اختلفنا في كيفية تفكيك دولة الحزب لمصلحة دولة الوطن وقومية المؤسسات، لذلك انتهى بنا الحوار للامشاركة، ولكننا كحزب سنستمر في التعاون معهم في عدد من القضايا، وهذه ورقة مشتركة وقعنا عليها في مسائل الدستور والمسألة الاقتصادية وفي العلاقة مع الجنوب، وفي آخر دعوة قاطعنا لتنصلهم في المشاركة الحقيقية، وبالتالي لا يوجد سوداني لا يعتقد بأن هذه المسألة هي مجرد لعبة، لأن الإمام “الصادق” نفسه وبصفته رئيساً للحزب ووالداً للأمير “عبد الرحمن” قال إن الأمير عبد الرحمن لا يمثله ولا يمثل الحزب وكذلك قال المكتب السياسي للحزب، والأمير نفسه حينما أدى القسم قال إنه لا يمثل حزب الأمة أو والده…

مقاطعة …

{ المؤتمر الوطني قال إن حزب الأمة القومي هو الأقرب إلينا من بقية الأحزاب؟

-ذلك تقدير يخصهم هم، وهذه واحدة من الأشياء التي تجعل حزب الأمة يدفع ثمنا غالياً، بأن موقفه ليس “يا أبيض يا أسود”، فنحن منذ عودتنا بعد أن وضعنا السلاح وأتينا في العام (2000) وذهبنا في الطريق الثالث هذا ، وأعتقد أن هذا الطريق موقف وطني وفلسفي متميز، للأسف بمثلما أصبح في النهاية مصدر احترام لنا من كل الجهات ومصدر مصداقية، أصبح مصدر لتضييع الزمن من الأحزاب الحاكمة والأحزاب الأخرى، لأن الناس يريدون “يا أبيض يا أسود” في موقفهم..

مقاطعة..

{ ما هو موقفكم اليوم بالضبط ؟

-نحن حزب معارض لهذا النظام وسياساته ونعتقد أن استمراره في الحكم يمثل الخطر الأول والأساسي على السودان، ونقول بوضوح يجب أن تغير هذه السياسات بصورة “راديكالية”، وتغير الهياكل والأشخاص..

مقاطعة ..

{ هل أنت مع إسقاط النظام أم تغييره ؟

-نحن مع تغيير النظام، ولكننا نقول بوضوح “الإسقاط” قد يكون واحداً من وسائل التغيير، مثل الخروج إلى الشارع وخلق أزمة، فيسقط النظام، لأن نحن كل حديثنا في إطار المقاومة المدنية، أومن الممكن أن يجلس معنا النظام بوعي كفصيل وطني يتحاور معنا لنكون كلنا جزءا من إدارة شؤونا حتى الخروج من هذه المرحلة الخطيرة والهشة والمأزومة من تاريخ السودان..

مقاطعة..

{ ولكن، هنالك متغير أحدثته وثيقة “كمبالا” أين هي من هذا الحديث ؟

-وثيقة “كمبالا” لم تكن فيها مفاجأة بالنسبة لنا من حيث إن القوى السياسية يفترض أن تلتقي لأننا سمَّيناها في الحزب الخطة “ب”..

مقاطعة ..

{الأحزاب تنصلت من وثيقة “الفجر الجديد” أين موقفكم منها الآن ؟

-موقفنا من وثيقة “كمبالا” الآن هو أننا نقول بوضوح أن بها عناوين لكل القضايا الوطنية التي يفترض الاجماع حولها، وفيها محتوى كبير، نحن في حزب “الأمة” موافقون عليه، ولكن توجد (4) نقاط نحتاج للتوافق حولها، وهي نفسها كوثيقة بصورة نهائية تحتاج إلى الكثير من الضبط، واختصار الترهل والتناقضات التي تحويها، كوثيقة مبدئية يتم التحاور حول عناوينها ذلك ما طرحناه في الحزب، هنالك (4) مسائل ذكرتها لك سابقا، تحتاج إلى مزيد من النقاش حتى تحكم وتضبط، وتمنع عنها التناقضات.

سبق أن قلتي إن شقيقك العقيد “عبد الرحمن الصادق” وضع علاقتكم في محك هل ذلك صحيح ؟

-لا لا، هذا من ضمن الأشياء المؤسفة التي حدثت وتحدث في الإعلام، ونحن غير أية علاقة أخرى، تحكمنا مرجعياتنا الدينية والإسلام فيما يختص بصلة الأرحام، لكن أنا قلت بوضوح أن مسألة منعي من السفر وإرجاعي من المطار في كل مرة ومن غير أسباب وحيثيات تضع علاقة “عبد الرحمن” في المحك مع الحكومة التي هو جزء منها.

{ البعض قال إن مؤهلاته لا تخول له أن يكون مساعداً لرئيس الجمهورية ؟

-تضحك، هذه تسأل عنها رئيس الجمهورية فهو من عينه مساعداً له، ولكن “عبد الرحمن كان قائداً لجيش الأمة للتغيير، وهو أمير، ومساعد لرئيس الحزب، ببقى كلام مني أنا عن أخوي “أنا بعتقد أنه كامل التأهيل عشان يحتل أي موقع، أسألوا المؤتمر الوطني.

{ البعض يرى أن عباءة حزب الأمة ضيقة عليك ويعتبرونك رئيسة السودان المقبلة ؟

-هذه رؤيتهم، أنا بالنسبة لي فإن حزب الأمة منصة لي ولغيري للعمل الوطني، صحيح أحيانا تحدث “محاككات” وذلك يحدث في كل الأجهزة الحزبية، لكن في الآخر هنالك مؤسسية ولوائح تحكم العلاقة بين الناس، وبالنسبة لي أعتز جداً أن قواعد حزب الأمة منحتني في المؤتمر الأخير أعلى الأصوات في الهيئة المركزية لدخولي في المكتب السياسي، كأول امرأة في الحزب تنال أعلى الأصوات والحزب أكرمني بإتاحته منصة لأتعرف بها على أهلي، وهنالك أمر غريب بالمناسبة حدث لي إبان العمل المسلح، صحيح أنا أنتمي لحزب أمة الذي يشكل قناعاتي ومنصة انطلاق لي للعمل الوطني، لكني أحترم وأؤمن تماما بصدقية وجدية الأحزاب الأخرى في أنها تمثل ذات المنصة لمنسوبيها، وأعتقد أننا في السودان لدينا قوة كبيرة جداً لا نعلمها عن أنفسنا، نحن لدينا كوادر سياسية موجودة لدى أحزابنا السياسية المختلفة، نحن لدينا عيب جداً وأنت تعلم “زول يبدل جلدو”، ممكن أن يحدث ذلك، فهنالك كثيرون عبر “البيع والشراء انشروا وانباعوا، لكن بعد داك فقدوا روحهم، واحترامهم لأنفسهم، قبل احترام الآخرين ليهم.

{هل السودان بواقعه المعروف يمكن أن تحكمه امرأة ؟

-صحيح توجد عقبات مفاهيمية مزروعة في فكرنا، وهنالك الكثير ممن يعتقدون أن النساء غير قادرات وكذا.

{ هل من الممكن أن تأتي الدكتورة “مريم الصادق” رئيسة للسودان ؟

-ممكن، ولماذا غير ذلك لأن النساء لم يأتين من الفضاء الخارجي فهن أمهات وأخوات وزميلات هؤلاء الرجال، النساء حاضرات اليوم ومنذ زمن.

{ أنا أقصد الطرح السياسي كإطار عام فيما يختص بالمرأة وليس النوع؟

-كطرح سياسي الدستور حسم هذه المسألة، حيث تحدث عن مواطن سوداني بشروط محددة ولم يتحدث لا عن جنسه ولا عن دينه حتى ، وبالتالي، نعم دستورياً رئاسة الجمهورية للمرأة متاحة، العوائق ثقافياً موجودة، وحتى أنا بالنسبة لي مع القبول الكثير أرى أن الكثير من الأحباب مع أنهم يحبونني جداً، إلا أنهم متألمون أني امرأة،” مرات بفتكروا انو حقو كان أكون راجل”، لكن في الآخر يتعاملون معي ليس على مستوى “الأحباب” فقط، أو على مستوى القيادات السياسية، بل حتى على مستوى ما يعتقد الناس أنه مجتمع تقليدي وأكثر انغلاقاً في ما يتعلق بالمرأة مثل مجتمع “الطرق الصوفية” وقيادات القبائل لدي أصدقاء وعلاقات أساسية.

{ هل لأن حزب الأمة حاضراً لدى مجتمع الطرق الصوفية وبعض الزعماء القبليين ؟

-نعم حزب الأمة حاضر هنا، ولكن بالنسبة لي كامرأة كان ليس بالمستطاع الوصول الى هذه المساحات.

{ ما هي علاقتك بالولايات المتحدة والدول الغربية عموماً ؟

-عموماً وبحكم أني كنت مسؤولة الاتصال في “حزب الأمة” لعقد من الزمان، ومن ضمن المسؤوليات هو الاتصال بالقوى السياسية الأخرى وبالمجتمع الدولي بما فيه المنظمات، ولأربعة أعوام كنت مسؤولة عن الإعلام، ولذلك تجد علاقاتي الممتدة بكم كإعلاميين، ولأربع سنوات كنت مسؤولة عن مكاتب الحزب خارج السودان.

{ هل يقبل الأمريكان صعود “مريم المهدي” لزعامة السودان ورئاسته؟

-يمكنك أن تسأل “الأمريكان” عن هذا الأمر، أنا أريد أن أركز علينا كسودانيين، يجب علينا أن نعمل بصورة إستراتيجية مع كل الدول، وهذا يتطلب منا أن نحدد أولاً ماذا نريد، من نحن ؟ وماذا نريد ؟، مشكلتنا الآن أننا لم نستطع إقامة علاقات مع أية جهة تكون قائمة على الاحترام، ليس لأن الآخرين لا يريدون احترامنا، لكن “نحن” هذه، لم نتوافق عليها حتى اليوم، للأسف ليس لدينا رؤية إستراتيجية وبالنسبة للعلاقة مع أمريكا فالولايات المتحدة دولة مهمة في العالم، وبالتالي من المهم جداً أن نقيم معها علاقات قائمة على التعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، للأسف علاقتنا الآن مع أمريكا قائمة على سياسة العصا والجزرة، “أمريكا مسيِّرانا مسيِّرانا” مسيِّرة هذا النظام بما تشاء بتخويفه بملفات محددة، ووعده بملفات محددة، وهذه سياسة قصيرة الأمد وغير مجدية لنا ولأمريكا.

{ كأنك تتحدثين عن “فقدان البوصلة؟

-لأننا لا نعرف من نحن وماذا نريد، يأتي إلى السودان الرئيس المصري ولا يعرف الناس الحديث حول القضايا المشتركة بما فيها “حلايب” و”شلاتين”؟، هذا أمر مؤسف بصورة غير معقولة، المصريون إخواننا ، وعلاقتنا بهم إستراتيجية، وهم محتاجون لنا بشكل أساسي، ونحن محتاجون لدولة الجنوب احتياج أساسي.

{ هل تطالبين بالحقوق السودانية في مثلث “حلايب” و”شلاتين”؟

-أنا أتحدث عن سياسة سودانية تحافظ على كرامتنا،” والله” سمعت مقابلة على إحدى الفضائيات المصرية وكان أحد المتحدثين من “المؤتمر الوطني” عن صحة حديث مساعد رئيس الجمهورية “موسي محمد أحمد” عن “حلايب” لم يستطع أن ينبس ببنت شفة، كلمة واحدة لم يستطع أن يقلها، وفي خاتمة الواقعة قال لمقدم البرنامج “كل من هب ودب، أو كل من يقل حديثاً، فسألته المذيعة هل كل من هب ودب مساعد رئيس الجمهورية؟، “نحن زي الموقف المذل دا مابنقبلو”، نحن لكي نستثمر أراضينا فعلا نريد الانفتاح عليهم، وهم بالمقابل ولأنهم يريدون تحقيق الأمن الاقتصادي والبشري يحتاجون للسودان، ولكن لا يتم ذلك في غياب الشفافية وضياع الهيبة والكرامة، للأسف التخبط في العلاقات الخارجية وصل إلى هذه الدرجة من السوء.

{ يعمل السيد “مبارك المهدي” الآن في الخارج.. كيف هي علاقتكم به الآن، وهو لديه قبول خارجي كبير؟

-علاقتنا بالسيد “مبارك” معلومة، فهو كان أدلى بتصريحات أساءت لقيادة الحزب حيث اتهمها بأنها تشترى وتباع، فجاء عدد من القيادات القاعدية وطالبوا بضرورة محاسبته، فأصدر”الحبيب الإمام” رئيس الحزب بياناً قال فيه إنه ليس عضواً بحزب الأمة القومي، ونحن بالنسبة للسيد “مبارك” فمرجعيتنا واضحة في بيان رئيس الحزب.

{ لماذا لم تستكملوا الكثير من أمانات الحزب ؟

-أفضل من يتحدث لك حول هذه القضايا التنظيمية هو “الحبيب الأمين العام”.

{ بدأت تظهر حركات شبابية كفرت بكل الأحزاب بما فيها أنتم الذين توصفون بعامة كحزب “تقليدي ؟

-فاعلية الشباب مهمة جداً، ومهم جداً أن يشعروا بقدرتهم على الحراك، وأعتقد أن هذه حالة صحية جداً، يجب أن لا تنقص من الأحزاب السياسية التي يجب أن تشعر بما فيها حزبنا الذي دعم هذه الحركات، وعلى الأحزاب تقوية أجنحتها الشبابية لتكون أكثر فاعلية وانطلاق، وأنا شخصياً أدعو بشكل واضح أن لا تكون بحزبنا أمانة خاصة بالشباب، ولا أمانة خاصة بالمرأة إنما أجسام أفقية مرتبطة أفقياً بالحزب لكي يكون لديها القدرة على الانتشار والتمدد من غير أن تحبس نفسها في هيكل الحزب.

 

 

المهجر السياسي