الحصاد مع د. مريم الصادق المهدي والأمين عبد الرازق حول تشكيلة الحكومة الجديدة

الدكتورة مريم الصادق المهدي

برنامج الحصاد

تقديم الأستاذ حسن جمول

موضوع الحلقة تشكيلة حكومية جديدة بالسودان

ضيوف الحلقة:

الحبيبة د. مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي للعلاقات الخارجية والدبلوماسية والقيادية بقوى نداء السودان

السيد الأمين عبد الرازق الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي

تاريخ البث الجمعة 12 مايو 2017

قناة الجزيرة

*******

حكومةٌ وفاقيةٌ جديدة في السودان بتشكيلةٍ واسعة، السياق والتحديات تحت مجهر الملف الثاني من الحصاد مع حسن جمول…

الأستاذ حسن: اهلاً بكم مشاهدينا الأعزاء. حكومةٌ جديدةٌ واسعةُ التمثيل جاءت وليدة لمخرجات الحوار الوطني الذي جمع كثيراً من مكونات المشهد السياسي في السودان. هكذا قدمت السلطات السودانية التشكيلة الوزارية الجديدة التي وصفت بالوفاقية بإشارةٍ إلى عددٍ من الأحزاب يتقدمُها المؤتمر الشعبي الذي أسسه الراحل حسن الترابي التحقت بالحُكُم ضمن الصيغة الحكومية الجديدة، خطوةٌ اثارت السؤال عنما ستفرضُ من مُتغيرات على المشهد السوداني المُترع بكثيرٍ من التحديات والتعقيدات.

تقرير من المسسلمي الكباشي ثم نبدأ النقاش…

الأستاذ حسن: لمناقشة هذا الموضوع معنا من الخرطوم مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي كما ينضم إلينا من هناك ايضاً عبر الهاتف الأمين عبد الرازق الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي.

ابدأ معكي سيدة مريم هل تشكيلة هذه الحكومة هى اقصى ما كانت تأمل المعارضة بعد الحوار السياسي مع السلطة؟

الحبيبة د. مريم: مرحباً بك الأستاذ حسن ومرحب بكل مشاهديك والمشاهدات، ولا شك أن الإجابة هى لا. فكما جاء في تقريركم الضافي أن هذه الحكومة التي سُميت مُغالطةً وفاقية بها أكثر من 100 حزب سياسي وبها أكثر من 30 مُشتقات أسماء لمسميات حركات مسلحة وفي ذات الوقت كما تفضلتم بالتالي يعوزها في المقام الأول أى نوع من التجانس فيما بينها، وكما ذكر المشير عمر حسن البشير نفسه أنها كيكة، وكيكة صغيرة على الأيدي الكثيرة الطامحة. الأمر الثاني والمُهم جداً أنه يعوزها تماماً من البرنامج لأنه كما تعلم المُفترض أن تُنفذ مخرجات ما أُسمي بالحوار وفي ذات الوقت هذه المخرجات افرغت بشهادة المشاركين فيها خاصةً في مسألة الحريات بصورة أساسية وكانت دي لآخر لحظة شهادة الإخوة من المؤتمر الشعبي.

الأستاذ حسن: سيدة مريم المعروف يعني أنه ليست كل المطالب التي يمكن أن يتقدم بها أى حزب أو أى معارضة ستُلبى، دائماً هناك الحد الأدنى وهناك وسط الطريق.

الحبيبة د. مريم: صحيح.

الأستاذ حسن: وربما هذا حصل مع البرلمان عندما أقر بعض القوانين المتعلقة بالحريات، لكنكي ذكرتي بأنه فيها أكثر من حزب، أكثر من 100 حزب سياسي، هل هذا يُنقص من قيمتها أم يُضيف إليها ويؤكد إنها وفاقية؟

الحبيبة د. مريم: بالتأكيد ينقُصُ من قيمتها لأنه هو أساساً إفتعال أن هناك تشرذم واسع في الحركة السياسية. الحركة السياسية الآن في السودان، نسبةً لشدة الأزمة في الحقيقة، برنامجها تكاد أن تكون متطابقة، بالتالي ليس العبرة بكم الأحزاب، إنما بالبرنامج الذي يُحقق كما تفضلت الحد الأدنى الهو السلام. السلام. لا يوجد سلام في السودان تماماً. صحيح الحكومة عبر إنشاء مليشيات غير دستورية قمعت العديد من الحركات المسلحة ولكن نشأ نوع جديد من النزاع الخطير، في الآخر المؤدة واحد، إن هناك لا يوجد أمن، ولا يوجد إستقرار، بالتالي لا يوجد أُفُق للتنمية، كذلك مسألة التوافُق الأدنى على الحوكمة بحيث…

الأستاذ حسن: (مُقاطعاً) عفواً سأعود إليكي السيدة مريم.

الحبيبة د. مريم: نعم.

الأستاذ حسن: دعيني أنتقل هنا إلى السيد كمال عمر أو عفواً الأمين عبد الرازق الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي لأسأله عن رأيه فيما قلتي وعن رأيه في هذه التشكيلة الحكومية الجديدة. سيد الأمين… سيد الأمين أنت معي؟ سيد الأمين عبد الرازق؟ يبدو أن سيد الأمين عبد الرازق لا يسمعني عبر الهاتف، سأعود إليه من جديد إذا تمكنت لكن أعود إليكي سيدة مريم، كنتي تتحدثين عن الحوكمة وموضوع الحوكمة فيما يتعلق بموضوع الحكومة، إتفضلي.

الحبيبة د. مريم: نعم صحيح. المطلوب الأدنى هو أن توفر السلام. السلام مُنعدم تماماً، وهناك خطر جديد من أنه كثير من الحركات المسلحة والمليشيات المسلحة تدلف إلى أن يكون هناك عمل بالوكالة عن آخرين وبالتالي الأمر الآن الحروب القبلية ما بين الأهل الذين لم يسبق لهم مثل هذه المواجهات من مختلف بطون القبائل خاصةً في غرب السودان، دارفور وكردفان وغيرها، متفشية بصورة خطيرة. الأمر الثاني هو التصالح الأدنى على الحوكمة عبر أن يكون هناك شفافية وأن يكون هناك مشاركة. كما تعلم يا سيدي الآن نحن نعاني أعلى درجات الفساد والتعتيم بحيث إنه كل أموال البترول غير معروف أين ذهبت، حتى الآن كل البنية التحتية التي تمت، تمت بقروض ربوية من الصين في الغالب ومن جهات أخرى. ايضاً مسألة الحريات. مسألة الحريات مسألة مُهمة جداً كأساس لكى يشعر المواطنين بأنهم مواطنين في بلدهم. وفي هذا الأمر لا يزال جهاز الأمن..

الأستاذ حسن: (مُقاطعاً) سيدة مريم، ربما يمكن تسمية هذه النقاط التي تتحدثين بها تحديات أمام الحكومة الجديدة التي عليها أن تُنفذ مخرجات الحوار الوطني. ماذا يقول في ذلك الأمين عبد الرازق والذي هو الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي؟ أُريد أن أسمع رأيه أولاً في هذه الحكومة التي تنتقدين توسعتها بهذا الشكل وعدم إلتفافها حول برنامج واحد أو تناقض البرنامج فيما بين الأحزاب المؤتلفة فيها، سيد الأمين إتفضل.

الأستاذ الأمين: السلام عليكم وعلى ضيفتك الكريمة مريم الصادق المهدي ويبدو أننا سنكون على موعد قريباً إن شاء الله للتواصل. أول حاجة حكومة الوفاق الوطني هى حكومة مُتفق على برنامجها اصلاً يعني. وهى برنامجها مخرجات الحوار ولكن بعد ذلك هى تحتاج إلى تفصيل وقتي لهذا البرنامج، لكن البرنامج هو تنفيذ مخرجات الحوار وهى حكومة يجب أن تبدأ بأولويات كأوليات الوفاق. الوفاق، أول حاجة التوافق داخل هذه الحكومة. إثنين هى حكومة يجب أن تبسط الحريات. أن تبسط الحريات أكثر المختلف عليها يجب أن تتطور لتكون حريات تسع الجميع، ليس تسع حقوق مكونات حكومة الوفاق الوطني فقط ولكن تسع الشعب السوداني. نحن نحتاج إلى حريات تسع الشعب السوداني، وما تحصلنا عليه من خلال مخرجات الحوار نعتقد أنه يمكن أن يتطور إلى حريات شاملة تُرضي كل الشعب السوداني، حتى الأخوان في المعارضة، الأخت مريم الصادق المهدي وغيرها. وحكومة يجب أن تلتفت إلى معاش الناس، إلى الإقتصاد، إلى إصلاح الإقتصاد، هذه واحدة من الأولويات…

الأستاذ حسن: (مُقاطعاً) سيد الأمين يعني أول ما ذكرت قلت بأنكم ستكونون على موعد للتواصل مع حزب الأمة القومي، لماذا أنتم الآن جزء من الحكومة وهم خارج الحكومة، ما سبب هذا التواصل وماذا تهدفون إليه؟

الأستاذ الأمين: نحن طبعاً كنا في قوى الإجماع الوطني مع بعض يعني، ونحن لدينا مشتركات كثيرة جداً، سنحاول أن نسبت معهم هذه المشتركات، نتناقش ونطور وصولنا إلى إتفاق في المختلفات. الشعب السوداني كله يعترف بأنه يريد حرية. الشعب السوداني كله يعترف أنه يريد إيقاف الحرب. الشعب السوداني كله يتحدث عن حل مشكلة الإقتصاد ومشكلة الإقتصاد المعيشي بالتحديد. نحن في ميثاق قوى الإجماع الوطني كنا نتفق في كل هذه القضايا. وهذه قضايا محل إتفاق. وإذا نطور ما إتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا عليه. نحن لسنا بعيدين من كل الأحزاب. نحن شركاء في حكومة الوفاق الوطني وإن شاء الله سنتواصل مع كل القوى، الأحزاب داخل السودان وكل القوى خارج السودان.

الأستاذ حسن: لماذا لم تتواصلوا معهم قبل أن تكونوا جزءاً من هذه الحكومة؟

الأستاذ الأمين: نحن إن شاء الله كما قلت سنتواصل معهم في الفترات القادمة بصورة أوسع وما كان الباب مقفولاً اصلاً للتواصل معهم ومع الإمام الصادق المهدي، ومعروف أننا دعوناه إلى مؤتمرنا العام ودعوناه لتأبين الشيخ حسن الترابي فحضر، هذا نوعٌ من التواصل، ولكن نتكلم عن التواصل السياسي للقضايا السياسية والحوار. نحن قلوبنا مفتوحة وعقولنا مفتوحة وايدينا ممدودة لكل القوى السياسية في السودان، داخل السودان وخارج السودان، مُمانعة وغير مُمانعة، الحاملة للسلاح والغير حاملة للسلاح، كلها قلوبنا مفتوحة لها وايدينا ممدودة لها للحوار من أجل مخرج لمشكل السودان. ومخرجات الحوار كما قال الإمام الصادق المهدي إنها يمكن أن تُلبي وتحل كثير من مشاكل السودان، ولذلك سنتواصل معه ومع غيره من القوى، الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب. ليس لأننا من حكومة الوفاق الوطني يعني أننا لا نتواصل مع الآخرين.

الأستاذ حسن: دعني أعود للسيدة مريم الصادق المهدي. السيدة مريم يعني من خلال ما سمعت منك ومن السيد الأمين، إلى أى مدى يمكن أن نقول الآن بأن هذه الحكومة، هذه التشكيلة الجديدة استطاعت أن تخرق صفوف المعارضة وأن تجعل المعارضة صفين، صف معارض موالي إن صح التعبير، وصف بقى على معارضته السابقة قبل تشكيل الحكومة.

الحبيبة د. مريم: لا ليس هذا من فعل هذه الحكومة، هذا أمر تم منذ ثلاث أعوام منذ أن بدأ هذا الحوار. لكن دعني أعود يا سيدي لما تحدث عنه الأستاذ الأمين، لا يوجد برنامج ولا توجد إستراتيجية لهذه الحكومة، ولا يوجد لديها زمن حتى، لأنه المخرجات هى مجرد توصيات حوالي ألف توصية أو تزيد، منها ثلثي التوصيات خاصة بالوضع الإقتصادي، مُترادفة ومُتناقضة احياناً وغيرها، بالتالي المخرجات لا تشكل برنامج ولا تشكل إستراتيجية. لا توجد إستراتيجية. الأمر الثاني مُفترض أن يكون هناك إنتخابات بعد عامين أو ثلاثة اعوام، مافي زمن لهذه الحكومة حتى لتتجانس وتعمل كل المطلوب منها. ولكن الأمر المُهم والأهم لعله لكى لا ندخل في غلاط، أنحنا توجد فرصة حقيقية، لا يوجد في السودان من يسموا أنفسهم من هم مُمانعين للحوار في السودان، الحقيقة هى إجماع كل القوى السياسية ولكن الكل يتحدث عن خطوات حقيقية لتجعل الحوار حوار منتج وفعال، وحوار ينهي حال الإحتقان الشديد، والغضب الشديد، واليأس الشديد وسط الشعب السوداني. هذا الأمر تم ووقعنا عليه عبر خارطة الطريق التي تُشرف عليها الآلية الأفريقية الرفيعة ووقعت عليها الحكومة ممثلة باطرافها ووقعت عليها المعارضة ممثلة باطرافها والمُفترض أن تمضي قُدماً. كان يمكن لهذه المخرجات وهذا الحوار الذي ابتدره المشير عمر البشير بالداخل أن يكون خطوة نحو إحداث الحوار الحقيقي الذي نتطلع إليه بل ندعو إليه جميعاً، ولكن بدلاً من ذلك دخلنا في مغالطات إنه هذا هو الحوار وإنتهى ومن يريد أن يلحق فليلحق ومن لا يريد فنحن ماضون، سفينة الإنقاذ تمضي ولا تُبطلها الرياح ونوع هذه الشعارات التي ظلت تُردد بصورة جوفاء لمدة 28 سنة أوردت السودان موارد تهلكة كاملة. الآن التطلع من قِبل هذه الحكومة إنه يكون هناك رفع للعقوبات الأمريكية، وأن يكون هناك دخل للأموال السعودية أو الأموال الخليجية عموماً، وبالتالي بهذه الصورة هى تخرج من الأزمة السياسية، صحيح إنه الأزمة في المقام الأول وفي تبدياتها وفي تفجُرها والمعانة اليومية للشعب هى أزمة إقتصادية، ولكن لا يمكن للإقتصاد أن يزدهر في ظل هذا الإحتقان السياسي والإستقطاب السياسي الذي من الواضح لكل ألطش السمع أو من يُلقي السمع في السودان إنه إنها الحكومة تعمل على تمديد الزمن وتعمل على أن تُمدد الزمن دون أن يحدث إصلاح حقيقي ودون أن تحصل مواطنة حقيقية. لذلك هذا هو…

الأستاذ حسن: (مُقاطعاً) واضح سأعود إلى السيد الرازق عبر الهاتف، يعني إستمعت إلى وجهة نظر السيدة مريم في النهاية مخرجات الحوار الوطني ليست أكثر من توصيات وليست برنامج مُحدد كما يُفترض بالحكومة أن يكون برنامجها وبالتالي ليس هناك زمن مُحدد. ما رأيك؟

الأستاذ الأمين: أول حاجة مخرجات الحوار طبعاً ناقشت كل قضايا الأزمة السودانية والحكومة ستُخرج من هذه المخرجات برنامج تفصيلية. هى الحكومة كونت بالأمس يعني كيف يقال ليس لديها برنامج، الحكومة ستكون لديها إستراتيجية مستوحاة من مخرجات الحوار ومعتمدة عليها وستكون لديها برنامج تفصيلي. ونحن في حزب المؤتمر الشعبي مع الآخرين إن شاء الله ومع السيد رئيس الوزراء بكري حسن صالح سنعمل على أن يكون هناك برنامج تفصيلي لكل وزارة ولكل أهل المجلس مجتمعاً ولكل القضايا التي عالجها الحوار الوطني. أما بالنسبة أنه الحوار لا الحوار لا ينتهي، الحوار السياسي لا ينتهي اصلاً يعني، ابدا الحوار إنتهى صحيح، صحيح ونحن وصلنا إلى مخرجات، ولكن الحوار مفتوح بين القوى السياسية السودانية. ونحن نقول من الآن أن الحوار مع الآخرين مفتوح وايدينا وقلوبنا وعقولنا مفتوحة للحوار مع الآخر، نحن ومن هم يكونون حكومة الوفاق الوطني.

الأستاذ حسن: طيب أشكرك جزيلاً الأمين عبد الرازق، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، وأشكر السيدة مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة القومي من السودان.