الجزيرة مباشر في لقاء خاص مع الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

الدكتورة مريم الصادق المهدي
الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

 

 

 

 

لقاء خاص

حوار: الأستاذ أحمد طه

ضيفة الحلقة: الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان

الخميس 8 أبريل 2021

الدوحة

قناة الجزيرة مباشر

كُتب من مقطع الفيديو للقاء

 

 

الأستاذ أحمد:- مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أحييكم وهذا اللقاء الخاص على الهواء مباشرةً على شاشة الجزيرة مباشر مع معالي وزيرة الخارجية السودانية السيدة مريم الصادق المهدي. معالي الوزيرة أهلاً بك معنا ومرحب بك في الدوحة.

د. مريم المنصورة:- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله. مرحب بك أستاذ أحمد وأنا سعيدة باطلالتي اليوم على قناة الجزيرة مباشر وكل التحية لقناة الجزيرة. أنا أولاً سعيدة جداً بهذه الزيارة الأولى دي بعد أن تسلمت حقيبة وزارة الخارجية لدولة قطر الشقيقة. وأسمح لي أن أقرأ من بيان.

الأستاذ أحمد:- لديكي بيان تفضلي.

د. مريم المنصورة:- نعم. في البداية الترحيب بكم بالتأكيد. ونحن في ذكرى أبريل نحيي نضالات الشعب السوداني في مواجهة الاستبداد والطغيان ونخُص بالتحية المرأة السودانية. كما تعلمون أن تحديات الفترة الإنتقالية عديدة ولكن بإرادة شعبنا وتصميمنا جميعاً بإذن الله سنحولها إلى فُرص ومكاسب لصالح شعبنا.

أولاً أقول الآتي:-

أولاً:- نشكر دولة قطر على الدعوة وحفاوة الإستقبال، فقد لمسنا الوضوح والصراحة والرغبة في بناء علاقات جادة ومسؤولة تحكمها المصالح المشتركة والوشائج التاريخية وتميزها على المستوى الشعبي قبل التاريخي وقبل الرسمي. فنحن لدينا ولله الحمد جالية نعتزُ بها هنا في قطر ويعتزُ بها الجميع. وفي ذات الإطار نُرحب وندعم المصالحات بين الدول العربية ونعتقد إن قطر دولة مهمة في المنطقة ولها أدوار أساسية في المنطقة.

في الدوحة بحثنا القضايا ذات الإهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية في المجالات المختلفة، خاصةً الإقتصادية والتعاونية والإستثمارية والتكنلوجية. وكما تعلمون يا أستاذ أحمد، لدينا مؤتمر مهم لإعفاء ديون السودان ولتقديم السودان في الشكل الجديد للعالم، في باريس سيكون في منتصف مايو بإذن الله. قدمنا لهم سودان الثورة والكرامة، السودان الذي نستحق، والنضالات العظيمة للشباب والنساء. وشرحنا لهم الفرص الواسعة التي يمتلكها السودان والدور الذي يدرع به في المنطقة وتميزه بإنسانه وموارده وتنوعه وطبيعته في ظل تحديات أساسية وعلى رأسها الوضع الإقتصادي وتركة النظام السابق والمهددات الأمنية والموقف في الحدود مع إثيوبيا وسد النهضة، وعددنا بوضوح الإصلاحات الإقتصادية التي تمت مؤخراً والسياسات والإجراءات التي من شأنها تذليل كافة الصعوبات أمام الإستثمار والتبادل التجاري.

رحب الجانب القطري بالزيارة وحي الجهود التي تبذلها الحكومة الإنتقالية وفُرص نجاح الشراكة الإنتقالية المدنية والعسكرية، وأكدوا على رغبتهم في الإستثمار في السودان ومساندتهم للحكومة الإنتقالية.

أقول بكل ثقة أنها زيارة ناجحة بكل المقاييس وضعت العلاقات السودانية القطرية في مسارها الصحيح وستكون فاتحة خير للبلدين بإذن الله.

ثانياً:- الحكومة الإنتقالية تعمل بجدية وتناغم تام في مجلس الشركاء والمجلس السيادي ومجلس الوزراء وفق برنامج وأولويات الفترة الإنتقالية في السلام والإصلاح الإقتصادي وتوفير الأمن وقضايا الإنتقال والعلاقات الخارجية. وخلال الفترة القليلة الماضية كما شاهدتم حركة داخلية واسعة وكذلك حركة خارجية واسعة كلها ذات نتائج مُبشرة وواعدة بإذن الله. ستتواصل كل الجهود في أولويات الإنتقال حتى نحقق أهداف الإنتقال ومقاصد الثورة.

أمامنا قضايا شائكة مثل قضايا الحدود مع دول الجوار ومسألة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، وهذه قضايا أمن قومي لا تهاون فيها البتة. السودان قدم مبادرات وحلول ومخترحات في سبيل الحل عبر الحوار والتفاوض وما زلنا نأمل في التوصل إلى حلول كسبية. في كينشاسا قدمنا كل ما في شأنه نجاح المفاوضات بإقرار منهجية تفاوضية منتجة وفاعلة ولكن تعنُت الجانب الإثيوبي بعدما قلنا تُشكل وساطة برئاسة الإتحاد الأفريقي تنازلنا لشكل تسهيل ايضاً برئاسة الإتحاد الأفريقي ولكن مرة أُخرى أصر الجانب الإثيوبي على الرفض وعلى ملء السد يضعنا إتخاذ كافة الخيارات التي تحفظ أمننا القومي. لذلك على كل أهل السودان أخذ الأمر مأخذ الجد والتفاعل الوطني مع هذه القضية الوطنية الهامة والأمنية المهمة. بالتأكيد كل الخيارات أمامنا بنعني الجوانب السياسية والدبلوماسية والعلاقات ما بين الشعوب.

ثالثاً:- التزمنا في كل مواثيقنا على بناء علاقات وسياسة خارجية متوازنة تحقق الإستقلالية والمصالح المشتركة وتُعيد الصورة الوضاءة للسودان في المحافل الدولية والإقليمية. سياسة خارجية تحول العلاقات السودانية الخارجية من حالة الركود والملاحقة الدولية كما كانت في العهد الماضي إلى رحاب المبادرة والدور المحوري للسودان إقليمياً ودولياً. سياسة خارجية تُبشر بسودان الحرية والسلام والعدالة وإقامة علاقات تُعبر عن سودان الثورة. سياسة خارجية منفتحة على كل دول العالم تحكُمها المصالح المشتركة ومناصرة القضايا العادلة هذا التوجه العام لسياستنا الخارجية.

ختاماً:- أؤكد بأن السيد رئيس مجلس السيادة خلال هذه الزيارة وضع لبنات مهمة لعلاقات سودانية قطرية سيكون لها ما بعدها بإذن الله.

الأستاذ أحمد:- بالطبع لن أُطيل عليك وأعلم أن لديك طائرة بعد قليل، لكن فيما يخص العلاقات السودانية القطرية، ماذا تنتظرون من قطر خلال الفترة القادمة؟

د. مريم المنصورة:- نعم. هذا كان موضوع بحثنا بصورة أساسية، أهم الخلاصة أن هناك لجنة عليا مشتركة برئاسة دولتي رئيسي الوزراء في السودان وقطر، ستكون محل اجتماع بإذن الله قريباً وتفعيل لعديد من الاتفاقات واللجان الثنائية. أهم شئ وهو أقرب شئ الدعم الكبير الذي وعدت به قطر للسودان وهو يتقدم ويقدم نفسه للعالم في شكل سودان العزة والكرامة، السودان الذي يفتح لآفاق جديدة للتنمية تقوم على الشراكة عبر مؤتمر باريس القادم بإذن الله.

الأستاذ أحمد:- الزيارة الأولى للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي، هل تعتقدين إنها زيارة ناجحة؟

د. مريم المنصورة:- نعم هذا ما قلته في البيان، أنا اعتقد وبمتابعة لصيقة لكل الفعاليات والمجريات التي تمت، أنها زيارة ناجحة بكل المقاييس، والمهم أنها بثمارها تعرفونها.

الأستاذ أحمد:- فقط دقيقتين ليس أكثر. فيما يخص سد النهضة، شعوب المنطقة، شعوب مصر والسودان قلقة للغاية، ما الذي ستقومون به خلال الفترة القادمة أمام ما تسمونه أنتم التعنت الإثيوبي؟

د. مريم المنصورة:- نعم أولاً نحن طرحنا جانب مهم جداً في المبادرة السودانية بالإضافة إلى إكمال الوصول إلى اتفاقية قانونية ملزمة، والبناء على ما تم، طرحنا أمر مهم وهو يفتح المجال لدول الثلاث وشعوبها وهم 250 مليون نسمة، بأن يكون هناك تعاون وأن يكون السد مدخل للفوائد المشتركة لكل المنطقة بل لكل حوض النيل. وبالتالي هذا توجه حقيقي ومستمر وسنمضي فيه. وايضاً هناك دور متوقع لرئاسة الإتحاد الأفريقي متمثل في الرئيس تشيسيكيدي رئيس الكونغو بحكمته وبقدرته أن يقلل هذه العقبات ويقف أمام التعنت الإثيوبي. نحن بالنسبة لنا ماضون في تعبئة سياسية كبيرة لدول افريقيا ودول المنطقة عموماً، الجوار، ودول العالم. الآن سنقوم بكتابة عدد من الخطابات لرؤساء الأجهزة الدولية المهمة التي هى اصلاً شركاء معنا في مسألة التفاوض على رأسها الأمم المتحدة، الأمين العام للأمم المتحدة رئيس الهيئة العامة للأمم المتحدة ايضاً للإتحاد الأوروبي، للولايات المتحدة الأمريكية، للإتحاد الأفريقي نفسه ولعدد من الدول والمنظمات. بالتالي هذا الأمر ايضاً مخاطبات لدول في غرب أفريقيا وفي شرق أفريقيا.

الأستاذ أحمد:- مجلس الأمن مطروح تتوجهوا إليه؟

د. مريم المنصورة:- التصعيد قد يفضي إلى هذا المستوى بالتأكيد. الآن هناك خطاب يشرح التعنت الإثيوبي والإصرار على الإضرار بالجيران، مثلما حدث في العام الماضي من أذى بالغ للسودان ومباشر بالملء من غير اتفاق. الآن تواصل إثيوبيا بإصرار، التهديد بزعزعة الإستقرار والأمن السوداني بالمُضي في الملء بدون اتفاق. هم عرضوا، الإثيوبيون عرضوا أن يعطونا المعلومات للملء القادم. هذا الأمر أمر خطير جداً لأنه بدون اتفاق ملزم سيكون هذا سيف مسلط ابداً على السودان وخاصةً أن الملء القادم سيجعل من السد أمر واقع ويجعله نوع من الضغط المباشر على الشعب السوداني والشعب المصري. ما لم تُحسن إثيوبيا نيتها تجاه التوجه نحو أن يكون السد سد لتعاون الجميع ولفائدة الجميع أن تمضي باتفاق قانوني وملزم قبل الملء القادم سيكون هذا أمر مضر للغاية ويهدد بصورة مباشرة أمن الشعبين.

الأستاذ أحمد:- في خيارات غير السلمية مطروحة… هذه هى الأخيرة. الخيارات مطروحة، الخيارات الغير سلمية؟

د. مريم المنصورة:- نحن في السودان الآن فرقنا من اتفاقيات سلام لنمضي للبناء وبالتالي السلام هو ما ننشد، والسلام هو ما نمضي إليه، وبالتأكيد نحن كنا في السابق بالدعم الكبير لإثيوبيا من أجل بناء هذا السد الذي نعلم أن فيه فائدة كبيرة لنا جميعاً ولكن هذه الفائدة لن تكتمل حلقاتها وبالعكس ستتحول إلى مهدد ما لم يكون هناك اتفاق ملزم وقانوني فيما يخص ملء الخزان وما يخص بعدها في تشغيل الخزان.

الأستاذ أحمد:- شكراً جزيلاً معالي الوزيرة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية. شكراً جزيلاً لحضرتك.

د. مريم المنصورة:- الله يبارك فيك. الله يستر عليكم جميعاً ويغطي عليكم جميعاً من موجة الكورونا ونسمع عن الناس كل الخير، وإن شاء الله رمضان تصوموا وتفطروا على خير. والله يغطي على الجميع من هذه الجائحة، وإن شاء الله يحصل كل الخير.

الأستاذ أحمد:- شكراً جزيلاً معالي الوزيرة في رعاية الله يا أفندم في رعاية الله. كما أشكركم مشاهدينا على طيب المتابعة لهذا اللقاء الخاص مع معالي وزيرة الخارجية السودانية السيدة مريم الصادق المهدي. أترككم في رعاية الله وأمنه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.