البيان الختامي لقوى نداء السودان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

البيان الختامي لقوى نداء السودان

 

 

انعقدت فى الفترة من 13 وحتى 17 مارس 2018م اجتماعات قوى نداء السودان ، وعلى درجة رفيعة من التمثيل … حيث ناقش الاجتماع فى مناخ شفاف ومسئول القضايا الوطنية و قضايا تحالف نداء السودان، وتقدم الاجتماع فى فاتحة أعماله بالتحية للشعب السودانى الذى انتظم في مسيرات وفعاليات الخلاص فى يناير وحيى الاجتماع عشرات المعتقلين والمعتقلات من الأحزاب و الناشطين، وأدان قمع الأجهزة الأمنية للمواطنين ومنعهم من التعبير عن موقفهم من ميزانية التجويع، وكذلك أدان الاحتفاظ بالناشطين وأعضاء الأحزاب و قادة قوى المعارضة رهائن لدى النظام , واستعرض الاجتماع اتساع دائرة الاعتقالات والتى ضمت قيادات من الصف الاول على راسهم عمر الدقير ومحمد مختار الخطيب وكمال اسماعيل وحيدر الصافي و مولانا محمد الحافظ والعشرات من قيادات المجتمع المدنى والسياسي , وقد وجهت قيادة نداء السودان بتكوين لجنة عليا لمتابعة قضايا المعتقلين و الأسرى وتصعيد الحملة المُطالبة باطلاق سراحهم، ودعا إلى مواصلة المقاومة الشعبية السلمية وصولا إلى الإنتفاضة وتحقيق حلم شعبنا في السلام و الحرية والمواطنة المتساوية والديمقراطية وقد توصل الإجتماع إلى الآتي :

 

اولا : الازمة المعيشية ومسارات المعاناة

ناقش الاجتماع الأزمة المعيشية وقضايا المواطنين المُلحة , الارتفاع الجنونى للاسعار , وإنعدام الادوية المنقذة للحياة , وتخفيض قيمة العملة الوطنية , و استيلاء النظام على مدخرات المواطنين ،, والتغول على أراضي المواطنين وبيعها للمستثمرين, والاتلاف المتعمد لزرعهم ونخيلهم , وتشريدهم من أراضيهم بهدف إقامة السدود , وبهدف التعدين. من دون مراعاة الآثار الصحية والبيئية الناتجة عنه ,وبيع ممتلكات واصول الشعب كمشروع الجزيرة وميناء بورتسودان وما نتج عنه من إالحاق اكبر الاضرار بالمزارعين , والعمال الزراعيين ( سكان الكنابى ) , وبعمال الشحن والتفريغ , وكذلك المجاعة التى تفتك بمواطنينا فى الشرق وفى مناطق الحروب , وندعو المنظمات الدولية المعنية للتدخل العاجل لانقاذ حياة مواطنينا .

وسوف تستمر معاناة شعبنا بسبب سوء إدارة الموارد والفساد , ولن ينجح الاعتماد على الارتزاق والتسول الدولى , واتخاذ الاجراءات الامنية , كحلول للازمة , فعوضاً عن أن يدفع النظام ثمن بقاءه في الحكم ؛ صحةً بلا إعلال للمواطن ,وخبزاً بلا إذلال ، صار المقابل هو الإبادة الجماعية للشعب عبر أزمة معيشية طاحنة .. وعليه فإننا نؤكد أن الحل الامثل للازمة الاقتصادية التى صنعتها سياسات النظام الطائشة … يتمثّل فى ذهاب النظام لكى يتسنى إتخاذ سياسات اقتصادية جديدة غايتها الحياة الكريمة لمواطنينا

ثانيا : الوضع السياسي

ناقش الاجتماع الوضع السياسي و معطياته في ظل إنسداد الافق السياسى، وإصرار النظام على الإجراءات الأمنية للتعامل مع كافة المشكلات ، الى حد ارتكاب الابادة الجماعية وجرائم الحرب , واستمر النظام فى إنتهاكاته السافرة للحقوق الاساسية والحريات العامة واقتحام دور الاحزاب , و التعدي على الكنائس وإزالتها , ومحاكمة القساوسة , ومصادرة الصحف ومحاكمة الصحفيين وتشريدهم , وإستخدام قانون النظام العام لإذلال النساء والشباب ,والتعدي المتواصل على النازحين في المعسكرات بهدف تفكيكها , ولقد تسببت الحروب وانتهاكات حقوق الانسان فى إجبار الآلاف من الشباب على الهجرة , مما عرض حياتهم للخطر ويعانون الان اواضاعا مأساوية فى المهاجر , عليه نطالب المجتمع الدولى برعايتهم وإيلاء قضيتهم الاهتمام المطلوب , كما عبّر الاجتماع عن التضامن مع راديو دبنقا , و راديو عافية دارفور , ودعا السودانيين إلى الإسهام في دعم انشطتهما بكل السبل .

ثالثا : العمل الجماهيري

أكّد الاجتماع على تصعيد العمل الجماهيرى السلمى المقاوم , ودعا إلى مواصلة الانتفاضة الجماهيرية وإلى استمرار عمل قوى المعارضة السودانية في هذا الاتجاه.

إذ أنّ النظام لم يترك بابا لخيار وطنى سلمى متفق عليه إلا واوصده، ولن نترك نحن بابا للانتفاضة إلا وعبرنا من خلاله إلى الثورة الشعبية الشاملة , أشاد الاجتماع بوحدة قوى المعارضة السودانية ، و بالانتظام فى العمل السياسى تحت مظلة موحدة ، واعتبر الاجتماع أن الاتفاق على هذه الوحدة من الأهداف التى تم إنشاء تحالف قوى نداء السودان لتحقيقها , ووجهت قيادة قوى نداء السودان بضرورة تطوير آليات التنسيق و تعزيزها بما يحقق هدف العمل المشترك من أجل إزالة النظام .

رابعا : خارطة الطريق

اهمية خارطة الطريق تكمن في انها الوثيقة الوحيدة الموقعة بين اطراف النزاع في السودان وبشهادة الاطراف الإقليمية والدولية, إلاّ أن النظام السوداني قد تنصل عن كل التزام بها , كعادته فى التنصّل من المواثيق والعهود . ومعلوم أنّ خارطة الطريق قد استندت على قرارات مجلس الأمن والسلم الافريقي 456 , و539 التي طالبت باجراءات تهيئة المناخ المتمثّلة في وقف الحرب وتوفيرالحريات، و أكدت قوى نداء السودان انها لا صلة لها بحوار الوثبة او تطبيق مخرجاته بل نسعي الى عملية سياسية متكافئة تحقق السلام العادل والديموقراطية والمواطنة بلا تمييز وازالة التمكين وإستعادة دولة الوطن بدلا عن دولة الحزب

وقد أكد اجتماعنا هذا على ضرورة إلزام النظام باجراءات وشروط تهيئة المناخ كمدخل لحل الأزمة السياسية. تمت مطالبة الآلية الافريقية بالعمل لإطلاق سراح المعتقلين. وهذا ما سيتم تأكيده في اية مشاورات قادمة مع الالية الافريقية وممثلي نداء السودان, وقد تمت كتابة رسالة بهذا المعنى للآلية الافريقية الرفيعة .

خامسا : السياسات البديلة

اخذ الاجتماع علما بما تم إنجازه فى مشروع السياسات البديلة بين قوى نداء السودان والاجماع الوطنى والمجتمع المدنى , وأحيط علما باكتمال ورقة السياسات البديلة التى تمت بالتعاون بين الحركة الشعبية وعدد كبير من المختصين , ودعا الاجتماع الى الاستفادة من كل هذه المجهودات فى اكمال مشروع السياسات البديلة .

سادسا الاعلان الدستورى

تم إعتماد إعلان دستوري يوجه ويحكم عمل نداء السودان بوصفه تحالف مدنى سلمى يرتكز على استخدام وسائل المقاومة السلمية الجماهيرية لتحقيق التغيير المنشود .

سابعا تعزيزا للوحدة ..إختيار القيادة وإعتماد الهيكل

تم إعتماد هيكل يتكون من المجلس الرئاسي الذي يضم رؤساء المكونات المختلفة , مهمته الإشراف والتخطيط وإدارة عمل النداء وتمثيله في المحافل المختلفة , وتم الاجماع على الإمام الصادق المهدي رئيساً للمجلس , وبقية اعضاء المجلس من قادة المكونات الاخرى نوابا له و السيد منى اركوى مناوى أمينا عاما يعاونه نائبان .

ثامنا: المساعى الحميدة

عبّر الاجتماع عن حرصه على وحدة واستقرار كافة مكوناته، وعبّر عن أسفه للتطورات التى شهدتها الحركة الشعبية , ودعا كافة الأطراف إلى التمسك بالأهداف العليا للحركة ومصلحة المواطن والوطن ، مؤكدا أن قوى نداء السودان تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف و لديها رغبة فعلية فى المساهمة الإيجابية لتجاوز الآثار السلبية لتلك التطورات , وفى هذا الاطار تم تشكيل لجنة للمساعى الحميدة , لإدارة الحوار مع أطراف الحركة الشعبية للوصول إلى حلول موضوعية .

الختام : هذا الاجتماع هو علامة بارزة فى سجل تطوير وتعزيز مشروع قوى نداء السودان و في تاريخ المقاومة السودانية التى تستند على تجربتين ضد الإستعمار ، ومثلهما في إكتوبر64 وأبريل 85، ولا يزال شعبنا يناضل من أجل الحرية والسلام ، ضد نظام القهر والإستبداد الذي أوصل بلادنا إلى هذا الوضع الكارثي بسبب نهجه الإقصائي والعنصري ، وحتماً سوف تكون نهايته عبر الإنتفاضة الشعبية طالما أُوصد النظام الأبواب أمام كل الحلول الأخرى.

الإعلان الدستورى لقوى نداء السودان

إدراكاً منا بأن بلادنا تنزلق نحو هاوية سحيقة بسبب سياسات نظام المؤتمر الوطني منذ انقلاب يونيو 1989 .السياسات التي فتت البلاد وأشعلت الحروب وفرضت هوية أحادية مستبدة، ونشرت الكراهية والفتن والعنف وإزدراء الاخر وعرضت قوميات للإبادة الجماعية، ودفعت الملايين لمعسكرات النزوح واللجوء, وتسببت في إنفصال جنوب السودان وقامت بتسليح القبائل وضرب بعضها ببعض وقوضت الاقتصاد بتدمير طاقات البلاد الزراعية والصناعية وثرواتها القومية.

وإعلاء لما يتطلع إليه شعبنا من دعم لعزيمة قواه السياسية والمدنية من أجل اسقاط نظام المؤتمر الوطني وتصفيته والانعتاق من قبضة الطغاة الذين احتلوا السلطة ثلاث عقود من الزمان واستغلوها دون وازع وطني أو ديني أو أخلاقي.

ومواصلة لما ظل يبذله شعبنا من جهود تهدف لتأمين حقوقه في التحرر من الاستبداد والخلاص من حالة الفقر والتخلف والتبعية وامتهان الكرامة، ونضالات تتوجه به نحو ديمقراطية راسخة وسلام عادل شامل وتنمية متوازنة ومستدامة.

وإيمانا منا بأن وحدة قوى التغيير هي المدخل الرئيس لانتشال بلادنا من التمزق والاستغلال، والانتقال بها من الشمولية إلي الديمقراطية ومن الاحتراب والعنف إلي السلام العادل، ومن التهميش والعنصرية إلي المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.

واستلهاما لتقاليد شعبنا المجربة في مواجهة الدكتاتورية والطغيان دون هوادة ولا مهادنة، ومن موقع المسؤولية الوطنية المؤمنة بوحدة البلاد أرضا

وشعبا، فإننا نصدر الاعلان الدستورى التالى نصه:

  1. نداء السودان وعاء جبهوى جامع لكل القوى الملتزمة بعهد لبناء الوطن فى ظل السلام والديموقراطية وإزالة كافة أسباب التعصب والظلم.
  2. نداء السودان ملتزم بتحقيق مطالب الشعب السودانى المشروعة بالوسائل الخالية من العنف، إنتفاضة شعبية على ُسنة 1964 و1985 او حوار بإستحقاقاته على ُسنة كوديسا جنوب افريقيا 1992.
  3. نداء السودان مكون من احزاب سياسية وقوى سياسية حملت السلاح لمقاومة النظام , ومنظمات مجتمع مدنى .
  4. هذه القوى السياسية لجأت لحمل السلاح لمقاومة نظام احتل السلطة بوسائل عسكرية , ومارس حكمه بالقهر الغاشم
  5. .القوى السياسية الحاملة للسلاح أعضاء نداء السودان ملتزمة بأهداف النداء السلمية المدنية البعيدة عن العمل العسكرى , وملتزمة بوحدة

السودان فى ظل المواطنة بلا تمييز , وفى ظل الحرية والعدالة والتنمية .

  1. نداء السودان مؤسسة مدنية ديموقراطية جامعة , تخضع منظومته للضوابط المؤسسية التالية :
  • رئاسة تمارس قيادتها بنهج جماعى بمشاركة قيادات كل الفصائل.
  • أمانة تنفيذية ملتزمة بالضوابط المدنية , و تؤدى مهام سياسية محضة، ولا علاقة لها بالعمل المسلح.
  • يكون نداء السودان شبكة واسعة داخل السودان متصلة ومرتبطة بشبكة واسعة فى سودان المهجر.
  • نداء السودان يسعى لضم كافة المنظمات والهيئات الساعية لإقامة نظام جديد بالوسائل الخالية من العنف، وسوف يتيح لها مشاركة ديموقراطية عادلة فى هيكله.
  • نداء السودان ملتزم بالتعاون الدولى فى مسارات محددة فى إطار دعم الاسرة، وهى مسارات السلام العادل الشامل وكفالة حقوق الانسان والتحول الديموقراطى، وهى مبادئ ملزمة لكافة الدول بموجب الميثاق العالمى لحقوق االنسان والقانون الدولى الانساني.
  • نداء السودان لا يتعامل مع النظام الشمولى الحاكم فى السودان، الا فى إطار تجاوب النظام مع مطالب الشعب السودانى المشروعة .
  • نداء السودان يلتزم بمبدأ عدم الافلات من المساءلة عن الجرائم والمفاسد، وسوف يكون مفوضية للمساءلة عن كافة المخالفات فى السودان من إستقلال البلاد.
  • كلفنا الرئيس والامين العام بتكوين لجنة ذات إختصاص لكتابة دستور نداء السودان على صدى هذا الاعلان ووضع مشروع اللوائح التنظيمية , لكى تُجاز فى اجتماع المجلس القيادى القادم .

 

قوى نداء السودان

17 مارس 2018م-  باريس