الأيام مع الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي

صحيفة الأيام الثلاثاء 2 فبراير 2016 العدد 11263 الصفحة 7
صحيفة الأيام الثلاثاء 2 فبراير 2016 العدد 11263 الصفحة 7

التغيير قريباً

 
 
النظام لا يتعامل مع الشعب الا من خلال إرعابه.
 
المعارضة قادرة علي تحريك الشارع
 
أن أوان تغيير الحكومة لصالح الشعب
 
الفساد لن تحاربه مفوضية وما تعلنه الحكومة بشأن ذلك (كلام فارغ) و (لعب)
 
الازمة الاقتصادية لن تعالج به(اخوي واخوك) ولابد من الحل السياسي
 
حزب الامة كان صمام الامان لعدم انفجار المواجهات القبلية بشكل أعنف
 
انا فخورة بالعامل السوداني الذي يعمل بدون نقابة اواتحاد يحميه من بطش الحكومة
 
موقفنا واضح والتعديلات القانونية معيبة شكلاً ومضموناً
 
نعمل علي تحرير السودان من نظام القمع والتسلط

الثلاثاء 2 فبراير 2016
 
قالت نائب رئيس حزب الامة القومي مريم الصادق المهدي ان ازمات البلاد السياسية والاقتصادية وصلت (اللحم الحي) وانها لن تعالج بدون حل سياسي شامل ،وقطعت بأستحالة محاربة الفساد المستشري في السودان من خلال مفوضية مخصصة لذلك وأتهمت النظام بإرعاب الشعب وتخويفه وأضافت السياسات الفاشلة للحكومة أدخلت بلادنا في حافة الخطر فالسودان مهدد بالتفتت والتمزق،وأكدت ثقتها في مقدرة المعارضة علي تحريك الشارع لجهة إندلاع إنتفاضة شعبية تطيح بالنظام وأردفت (التغيير سيحدث قريباً) وقالت مريم في حوار لها مع الايام ان حزب الامة القومي أحال قضية التعديلات القانونية لنائب الرئيس مولانا محمد عبد الله الدومة لتقديم توصية بشأنها في أسرع ما يمكن وتوقعت اطلاعهم علي توصية بشأنها خلال الايام القليلة المقبلة ورددت (موقفنا مبدئ وواضح حول تلك التعديلات المعيبة في شكلها وفي محتواها وتكشف وتؤكد بان هذه النظام نظام بوليسي ماعندوا وسيلة للتعامل مع الشعب الا من خلال إرعابه) وقالت انهم يعملوا مع القوي السياسية المكونة لنداء السودان والقوي الراغبة في التغيير لاستقلال السودان من الاستعمار الداخلي وتسلط النظام لصالح الشعب السوداني وخلاصه من تلك المجموعة القليلة التي احتقرت السودان وشعبه ومزقت مقدراتنا السودان الاقتصادية والاجتماعية واستباحت اراضيه لكل من (هب) و (دب) من الجهات الاربعة واشعلت الحروب الاهلية واخري قبلية دامية وقيادات رفيعة في الدولة ملاحقة قانونيا وشددت علي ضرورة ما أسمته تحريرالسودان من تلك المجموعة وإعادة الأوضاع الي نصابها وشكلها السليم وتحقيق سلام شامل كامل وتحقيق التحول الديمقراطي، وأوضحت أن اوان التغيير لصالح وكرامة الشعب السوداني، معا الي نص الحوار؟
 
حوار :حسين سعد
 
 
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان
الحبيبة الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي حفظها الله ورعاها نائبة رئيس حزب الأمة القومي والقيادية بقوى نداء السودان

أقام حزبكم نهاية يناير الماضي احتفالية خاصة بتحرير الخرطوم حيث تزامنت تلك الفعالية مع تدشين حملة هنا الشعب التي خاطبها رئيس الحزب الامام الصادق المهدي وقيادات نداء السودان ابوعيسي وعقار وجبريل وعرمان حيث تناولت تلك القيادات في مخاطبتها للاحتفالية قضايا الراهن السياسي بكافة منعرجاته فماهو الهدف بالضبط من تلك الاحتفالية؟

 
درجنا علي الاحتفال بتحرير الخرطوم، لكن الاحتفالات السابقة كانت نمطية في إحياء تلك الذكري المهمة حتي لا يطويها النسيان غير ان الاحتفال الاخير نهاية يناير الماضي كان إحتفالاً من نوع مختلف لارتباطه بحملة هنا الشعب، وهدفنا من ذلك للقول بأننا نحن الشعب السوداني حضرنا لانهاء هذا العبث بثرواتنا ومقدراتنا وإنهاء هذه السياسات الفاشلة التي أدخلتنا جميعا وأدخلت بلادنا في حافة الخطر فالسودان اليوم مهدد بالتفتت والتمزق، وبالتالي ولكل هذه المعاني الخاصة بمحاربة الفقر والحروب والتسلط له كل ذلك جاء شكل الاحتفال والتعبئة من هذا النوع حيث ربطنا هذه المعاني بمعاني التحرير،وهي الاستقلال الاول الذي قامت به الثورة المهدية والاستقلال الثاني الذي قامت به القوي السياسية وعلي رأسها حزب الامة الذي نادي بان يكون السودان للسودانيين واليوم نحن بصدد الاستقلال من الاستعمار الداخلي لصالح الشعب السوداني وليس لصالح جهة ضد أخري اوجهويات وإنما لخلاص الشعب من تلك المجموعة القليلة التي إحتقرت السودان وشعبه، ومزقت مقدراتنا السودان الاقتصادية والاجتماعية وإستباحت أراضيه لكل من (هب) و (دب) من الجهات الأربعة واستباحت سيادتها وإشعال الحروب الاهلية والقبلية الدامية فضلا عن ملاحقة قانونية بحق قيادات رفيعة في الدولة فهذه (الثلة) التي وضعت أولوياتها في مصالحهها الذاتية وتمكين مجموعاتها بفساد كبير جدا وإستباحة المال العام وكرامة الانسان السوداني لذلك لابد من تحريرالسودان من هذه المجموعة وإعادة الاوضاع الي نصابها وشكلها السليم وتحقيق سلام شامل كامل وتحقيق التحول الديمقراطي،وعدالة انتقالية،وهذه الاخيرة لا يمكن (نزحهها) اونبعدها عن السلام والديمقراطية لاسيما وان الظلم والغضب وصل حدود كبيرة واذا لم نمتلك رؤية ثاقبة يمكن ان تسود بيينا شريعة الغاب اذا تركنا الامور هكذا للناس للتعبير عن غضبهم المستحق والمتراكم طوال اكثر من (26) سنة بسبب السياسات الفاشلة ومشروع سطفي لم يحقق شيئا سوي تمكين وفساد لفئة قليلة من الشعب السوداني لذلك الاحتفال الاخير بتحرير الخرطوم كان شاملا لكل هذه المعاني، ونحن نقول وبالفم المليان للقوي السياسية ان قضية الاجماع الوطني هي قضية مبدئية لنا جميعا ولا تراجع عنها لكن كمان يجب ان لا ننتظر الي ما لا نهاية لقضية كبيرة وصلت (اللحم الحي) بدانا نحن ونأمل ان نلتقي كلنا في عمل مشترك واحد مثل حملة ارحل لمقاطعة الانتخابات العام الماضي الشاهد الاخر والذي يعزز رؤيتنا والذي كان واضحا من خلال كلمات المتحدثين من قيادات ورؤساء القوي السياسية السلمية والمسلحة حيث كانت تلك الكلمات قوية وكبيرة واكدت علي اننا كلنا نلتقي ونقف مع بعض في حملة هنا الشعب لمنع النظام من الاستمرار في هذه السياسات الفاشلة والخطرة.
 
المتحدثون في الاحتفالية جددوا رفضهم التام لحوار قاعة الصداقة وتمسكوا بالحل الشامل المفضي لوضع انتقالي كامل، وفي ذات الوقت اعتبروا (هنا الشعب) بأنها ضربة البداية للانتفاضة الجماهيرية فهل تعتقدي بأن المعارضة قادرة علي تحريك الشارع؟
 
ردت بسرعة (نعم) المعارضة قادرة علي تحريك الشارع، وكل يوم نتابع احتجاجات مختلفة بالعاصمة والولايات وبالرغم من الالية الحكومية الباطشة الا ان الجماهير خرجت ضد انقطاع المياه وضد ضعف الخدمات والتنمية وغيرها، كذلك لجاءت الحكومة واجهزتها الامنية والاعلامية لاطلاق تشويش متعمد لاحداث ربكة وسط المعارضة والشارع السوداني معلوم ان الحوار المجدي والذي يفضي لوضع انتقالي كامل لايتعارض مع الانتفاضة والاثنين لابد ان يتكاملوا ومالم يكون هناك سند شعبي وحراك واسع في مواجهة نظام متسلط لن تسعي الحكومة الي حوارجاد وحقيقي لكي يتم بموجبه يتم تغيير حقيقي، وأكرر لن يكون هناك حوار جاد مالم يكون هناك ضغط جماهيري، وحضور شعبي من خلال وسائل العمل الجماهيري المجربة ندوات واعتصامات ومظاهرات داخل وخارج السودان،حاليا المجتمع الدولي يضغط الحكومة بالعصي والجزرة، والعمل الجماهيري هوالضمانة الاساسية لكي يكون هناك حوار حقيقي ومنتج كلنا نتحدث عن (هنا الشعب) لاعادة السودان الي رحاب الديمقراطية والكرامة وممارسة كافة الضغوط لتغيير السياسات التي تمكن السودانيين من العيش بكرامة، وحرية، وليس هناك تناقض بين الاثنين وفي الفترة الماضية حصل نوع من (اللبس) و (اللغط) الغريب، وبعض القوي السياسية مفرغة نفسها لتجريم في المعارضة اكثر من النظام وهذه القضية يجب ان يتخذ الناس موقف واضح حيالها لان هدفنا واحد فهذه القضية يجب التعامل معها (بحسم) عموماً انا متفائلة بحدوث إلتقاء كبير من أجل الوطن من خلال رؤية تعريفية لتلك القوي فحواها لماذا مناهضة ومعارضة الحكومة وكيفية الخلاص من النظام وماذا نفعل بعد اسقاطها، وهذا ما شرعنا فيه كقوي سياسية مع بعض بشكل دوؤب.
 
بعض قيادات قوي نداء السودان كشفوا عن إجتماع مهم لهم بإحدي العواصم الاوربية ماذا يناقش هذا الاجتماع ومتي يكون ؟
 
هذا اللقاء مؤكد سيحدث ونحن كقوي سياسية لنداء السودان ظللنا نلتقي مع بعض لوضع الإجابات لتلك الاسئلة بصورة واضحة وبالضرورة نحتاج الي ان نلتقي مع الجبهة الثورية بشقيها عموما مؤكد ان هذا سيحدث لكن متين بالضبط واين بالضبط ما (بقدر) أقول في هذه اللحظة. لكننا ماضون في وضع أليات واضحة وترتيب عملنا فيما يتعلق بكيفة إزالة النظام والعمل عقب الاطاحة به نحن قطعنا شوط طويل في نداء السودان في وضع السياسات البديلة والعمل يمضي بشكل جاد والوصول لكافة الخبرات في الموضوعات التي ناقشتها الورشة. وكذلك يمضي العمل في تكامل أليات العمل المعارض بشكل ممتاز وتوسيع القوي السياسية والمجتمعية التي تؤمن بالاعلان السياسي لقوي نداء السودان وبالرغم من كل التعقيدات في الواقع السياسي لكهنا تمضي بشكل سليم .
 
الازمةالاقتصادية إستحكمت حلقاتها منها إستمرار زيادة الأسعار والغاز وغيرها؟
 
هذه الزيادات مرفوضة وغير مبررة وهي قضايا ظللنا نحذر منها منذ وقت طويل سابق وهذه الازمة الاقتصادية لن تعالج به(اخوي واخوك) وبدون حل سياسي ولم ينجح اصطفاف الحكومة في عاصفة الحزم الحكومة قبل انفصال جنوب السودان أكدت عدم تضرر اقتصاد البلاد بسبب الانفصال وذهاب عائدات البترول وظلت الحكومة تقول بان الذهب سوف يسد (الفرقة) لكن للاسف الاوضاع إزادات ضيقا و، الشاهد ان الحكومة طوال هذه الفترة كانت تتصرف بصورة عبثية صبيانة كانما الواقع الاقتصادي يمكن تغييره بالاعلام والشائعات التي ظلت تطلقها من وقت الي أخر لتخدير لشعب لكننا كنا نقول ان هذا ما (بمشي ليه قدام وانه خطاء) كما ان الحكومة إستبقت الزيادات الاخيرة في الغاز باجراء تعديلات علي القانون الجنائي. وهذه الاجراءات مجافية ومخالفة للاجراءات المتبعة في تعديلات القوانيين. هذا لم يكن امراًغريباً من نظام جاء للحكم عبر انقلاب دبر بليل فضلا عن ان الحكومة أجرت العام قبل الماضي تعديلات دستورية انتهكت من خلالها الدستور نفسه، عموما ماقامت به الحكومة من تعديلات قانونية كانت للارعاب وتخويف المواطنيين تمهيدا لاتخاذ اجراءات اقتصادية عنيفة وهم متوقعين غضب الشعب لكنهم يريدوا ارهابه لعدم التعبير عن ذلك الغضب الحقيقي. وهذه الاجراءات لم تحمل مفاجئة من قبل نظام شمولي درج علي قمع شعبه. وهذه الاجراءات تؤكد فشل النظام واستهلاكه لكل الاعيبه وحيله الماكرة وانه أن أوان تغييره لصالح كرامة الشعب وامنه وحريته وهذا ماسيحدث قريبا وسوف تقوده القوي الراغبة في التغيير.
 
حصدت المصادمات القبلية أرواح عزيزة؟
 
ظللنا نحن في حزب الامة علي الدوام ندعو للمصالحات المجتمعية والقبلية بين المكونات السودانية المختلفة وتشجيع التعايش والتسامح وإعلاء قيمة السلام الاجتماعي ونبذ العنف لكن النظام كان بالعكس كان يحرض علي الفتنة وعلي خطاب الكراهية والعنف حتي حصدت المواجهات القبلية مئات الارواح وشردت الاخرين وخلقت غبن اجتماعيا واسع، هذا نظام غير مسوؤل. وظللنا في ذات الوقت نقول ليه قياداتنا السياسية في المناطق التي شهدت تلك الاحداث الدامية بعدم الانجراف الي الاستقطاب الذي تقوم به الحكومة ومحاولات تغيير الخريطة السكانية وتغيير الادارات الاهلية لولا الدور الكبير لحزب الامة الذي خفف من (غلواء) الاستقطاب الحاد والقبلي كانت الاوضاع قد انفجرت بشكل اكبر كما ان قياداتنا حاضرة في كافة عمليات الصلح الاجتماعي وتلعب دور كبير. سوءا ان كان في دارفور،اوكردفان او النيل الازرق مؤخراً حضورنا اليومي والمباشر كان صمام أمان أساسي والشاهد هنا ما قامت به الدولة المهدية التي وحدت كل قبائل ومكونات السودان ونجد هذهالوحدة في عدد من المناطق والاحياء والمدن والقري، الحكومة استخفت بالامر وكان السهل عليهم ذهاب جنوب السودان واشعال الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.
 
شكلت الحكومة مفوضية لمحاربة الفساد وأجازت قانونها؟
 
الفساد لن تحاربه مفوضية والفساد (عم) وإنتشر، وكذلك حقوق الانسان لن تحميها مفوضية وانما هذه القيم يحميها ويدافع عنها نظام حقيقي وديمقراطي قائم علي الشفافية والمحاسبية والمشاركة وسيادة حكم القانون هذه القضايا غائبة تماما اليوم. بالتالي كان (جابو أطهر الاطهار ومسكوهو )المفوضية سوف يستقيل، ولن يستطيع فعل شي، هناك تداخل بين السلطات اما السلطة الرابعة الصحافة فهي تعاني من انتهاكات ومصادرة وحرب اعلان، وافقار الصحف ومصادرتها ومحاكمات كيدية في مواجهة الصحفيين وما تعلنه الحكومة بشأن محاربة الفساد (كلام فارغ) و (لعب) لاقيمة له، الحكومة تنشر في هذه الاخبار لاثارة غبار كثيف عقب انفجار روائح الفساد والافساد الغريبة ان بعض الفساد المعلن والظاهر في مؤسسات ذات صبغة دينية مؤشر الي ان الجهات الاخري ستكون أوضاع فسادها أكثر وافظع، ليس هناك رقابة من قبل اجهزة الدولة ذات الصلة بملف الفساد والشفافية والتي كانت موجودة تم حلها.
 
رئيس الحزب الامام الصادق المهدي كشف في تدشين حملة هنا الشعب الاسبوع الماضي عن لقاء تشاوري يومي 29 و30 يناير الماضي ماذا يناقش هذا اللقاء؟
 
هذه اللقاء التشاوري خاص بتسوية أوضاع سودان المهجر بحزب الامة ولدينا نحو (63) فرعية نحن اكبر حزب لدينا وجود خارج السودان تمهيدا لانعقاد مؤتمر سودان المهجر اما المؤتمر العام الثامن لحزب الامة القومي نحن نسعي لتكوين لجنته العليا لجهة تقوية وحدتنا التي مضي فيها الحزب خطوات واسعة ومقبولة.
 
شملت التعديلات القانونية الأخيرة التي أجرتها الحكومة علي تمييز وإنتهاك واضح علي حقوق المراة ماذا فعلتم حيالها؟
 
قضية التعديلات القانونية الخاصة بأوضاع المراة السودانية صاحبت الدور التاريخي والبطولي علي مر العصور، والتي تعيش حاليا تحت وطاءة قوانيين مهينة هذه القضية تم رفعها لنائب الرئيس مولانا محمد عبد الله الدومة لتقديم توصية بشأنها في أسرع ما يمكن ونتوقع خلال الايام القليلة المقبلة ان نطلع علي توصية بشأنها لكن بصورة عامة يظل موقفنا المبدئ والواضح هو ان تلك التعديلات معيبة في شكلها وفي محتواها وتكشف وتؤكد بان هذه النظام نظام بوليسي ماعندوا وسيلة للتعامل مع الشعب الا من خلال إرعابه.
 
بعيدا عن السياسية وقريبا منها لاحظت في المنزل عمليات صيانة وتشييد وترتيب لحديقة صغيرة تم (رص) أشجارها وزهورها بعناية فائقة هذا ما قادني الي سؤال ماذا اخذت السياسية من مريم وماذا قدمت لها؟
 
أقيم في منزل جزء من منزل أسرة زوجي مثل الكثير من الاسر السودانية وقبل اليوم قالت الحكومة وأجهزتها المختلفة إنني أمتلك منزل خاص بأحد الأحياء الراقية بالعاصمة، وكلو في النهاية (طلع دعاية رخيصة وكذب وتلفيق) لكنني كنت أنظر الي الأمر بأنه لا يحمل خبراً جديداً، وما هي القيمة الخبرية في ذلك بأعتبار انه علي أساس أسرتي، وعمري وان يمتلك انسان منزل فهذا ليس فيه خبر وكذلك علي اساس مهنتي ايضا هذا لاقيمة خبرية له ناهيك من مرجعيات زوجي لكن في حقيقة الامر هذا المنزل جزء من قطعة أرض خاصة بأسرة زوجي منحتها له فهذا المنزل كان في السابق شقة صغيرة ومن ثم اجرينا عليها اصلاحات وتوسعة وشيدناها بهذا الشكل وهي لم تكتمل بعد ونحن والحمد لله لدينا أسرة كبيرة أربعة فتيات وولدان وهم في مراحل عمرية وتعليمة مختلفة وكان واجباً علينا ان نخصص لهم سكن لراحتهم ومنامهم ومراجعة دروسهم فضلا عن وجود مسوؤليات مجتمعية وسياسية بالنسبة لشخصي بأعتبار انني نائبة رئيس لحزب الامة القومي وكذلك هناك مسوؤليات لزوجي هذه الوضعية تتطلب ان يكون لدينا مكان منفصل خاص باجتماعاتنا ومقابلاتنا الاجتماعية والسياسية الاخري المختلفة من حياة أسرة المنزل الكبير هذا هو السبب الذي دفعنا لاجراء هذه التوسعة واعتقد تأثير السياسية علي شخصي كان كبير جدا في إختيار عمارة بلادنا المنكوبة وضرورة اصلاحهها، وكذلك عمارة منزلنا ومنذ نحو ست سنوات وحتي اليوم كل سنة اسافر الي مدينة عبري بالولاية الشمالية لمشاركة اهل زوجي فرحتهم بعيد الفطر وقضاء عطلة العيد هناك، حيث أعجبت جدا بالعمارة النوبية التي لفتت انتباهي ونالت اعجابي، وهي عمارة سودانية اصيلة وفعلا جميلة في تصميمها واشكالها وتوزيعها وترتيبها وفي مدخل البيت وشكل ابوابه ونوافذه وجدرانه التي يتم تصميمها بشكل رائع وفي الحوش تجد المزيرة، ومكان لاستقبال الضيوف مضيفة هذه الافكار سحرتني جدا بجانب التلوين للجدران وفكرة المثلث والاقواس والقباب كل هذا الجمال كان رائعاً ومدهشاً والجميل حقا والمدهش ان كل المواد التي تم بها تشيد المنازل وطلائها وهندستها من البيئة المحلية هذا أثر علي كثيرا ودفعني بان يكون شكل منزلي وفق تصميم نوبي وسوداني أصيل كثيراً ما أقابل أجانب ونتناقش معهم في الشأن السوداني وهم مشكورين جدا يقدموا لنا نصائح وهذه أصبحت مساءلة مؤلمة كأننا نحن السودانيين (مابنعرف) وما قادرين نحل مشاكلنا لكن كل هذا سببه عدم قدرة ورغبة النظام في حل أزمات البلاد وهو ما منح الاجانب فرصة واسعة للتمدد في الشوؤن المحلية لذلك كنت حريصة لتقيدم نموزج بيان بالعمل والقول بأننا في السودان لدينا ما نقدمه للعالم الخارجي وهذه الطريقة مدخلها (البيت) لذلك أصبحت العمارة نوبية سودانية وكذلك أحرص جدا علي إغتناء تراث معماري اخر من مختلف اتجاهات ومكونات السودانية المختلفة من شرق السودان وغربه ووسطه وجنوبه بما في ذلك أشجار إستجلبتها من دارفور، والنموزج الاخر هو المواد المستخدمة سودانية مثلا الطوب والخرصانة والبلاط وغيرها وبمشيئة الله عند اكتمال صالون المنزل سوف سيكون الرخام علي الارضيات والجدران سوداني وهذا القناعة تحكمها اسباب عديدة منها ان الرخام السوداني يعتبر من أجمل وأجود انواع الرخام في العالم، وفي الحمامات والمطبخ بالمنزل اضطررت لاستخدام بلاط بورسلين من صناعة سودانية الاهم من ذلك كله هو ان كل العمال والحرفيين العامليين بالمنزل جميعهم سودانيين وأتعامل معهم بصدق ومحبة عالية وأدفع لهم بسخاء، وهم كذلك يقابلوا ذلك بعطاء متناهي في العمل هذا الواجب من جانبي والتزامي بالسداد العاجل لهم والمضاعف يعود لالتزامات العمال الاسرية والمجتمعية في ظل نظام لا يرحم وقاسي، ولذلك أنا فخورة جدا بهم وأتمني حتي يكتمل المنزل بأن تكون كافة مراحل التشييد والتأسيس عبر أيادي سودانية خالصة، وأنا أري العمالة السودانية كما قلت تعمل في ظروف صعبة وليس هناك نقابة اواتحاد يتابع قضاياهم وهمومهم ويرعاهم وتدريبهم وتعليمهم كيفية تسويق انفسهم صحيح هذا مجهود دولة لكنني (مصرة) علي تشجيع العمالة السودانية، أحيانا أصبحت أنا المراقبة والمتابعة لعمليات البناء وفي بعض الاحيان كنت (ابني) وأحمل المسطرينة بيدي لبناء بعض الاحواض الصغيرة الخاصة بالزهور والشتول.
 
مقاطعة هناك تنسيق لافت للحديقة الصغيرة؟
 
كلها رتبتها وغرستها بمساعدة إبني وسائقي الخاص (وود) وهذا العمل الذي لم يكتمل بعد تم بمساعدة ومشاورة أخرين من المهندسيين الزراعيين والخبراء لا سيما نصائح الصديق والحبيب الراحل المقيم فؤاد قباني وعندي كمية من المدربين والمساعديين اذكر منهم (فرش فلورس) وهم قدموا لي دعم كبير في التعليم اليومي حاليا إمتلكت أدواتي الخاصة بقص وهندسة الحديقة وهي فرصة للتعبير والترويح عن النفس، وشعور بالانجاز من نوع مختلف، واليوم وبعد مرور ثمانية اعوام من رحيل والدتي اتضح لي تماما السر الكبير والعميق والخاص باهتمام (امي) الكبير بالحدائق المنزلية، في بعض الاحيان (اربط) بعض العمليات الخاصة بالبناء بالسياسية مثلا الوان العلم الخاص بحزب الامة القومي وهي الاسود والاحمر والاخضر هذا التريب لم استيع فهمه لان الراية الزرقاء في المهدية هي الاعلي وبعدها مفروض تكون الراية الخضراء والاخيرة الراية الحمراء وعندما سألت عدد من المؤرخين بالحزب منهم الفقيد (عمي) عبد الحميد الفضل و (عمي) فضل النور ما قدروا يشيروا لي الي اجابة مقنعة لماذا تم ذلك لكن اكثر اجابة وجدتها من الامام الصادق قال انه اثناء تكوين الحزب في الاربعينات كانت هناك لجنة برئاسة (عمي) امين التوم واخرين نظروا في رايات المهدية وتم ترتيبها من ناحية فنية وبالتالي صار اللون الاحمر في الوسط عشان يمييز بين الاسود والاخضر الشاهد هو انني احاول (استعدل القصة) من خلال هذه اللوحة المضيئة المعلقة علي راس وقمة المنزل.
الأيام