أمبيكي يستبدل "التحضيري" بمشاورات والمعارضة تطلب مسارا جديدا للتسوية

أديس أبابا 1 أبريل 2015 – أعلن الاتحاد الافريقي عن الغاء المؤتمر التحضيري للحوار الوطني السوداني واستعاض عنه بمشاورات مع قوى المعارضة، عقدت الاربعاء بالعاصمة الإثيوبية ، وسط حضور مكثف لقوى “نداء السودان” ممثلة في زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وقيادات الجبهة الثورية تقدمهم رئيسها مالك عقار، وأجمع المشاركون على الحاجة الى إبتداع طرق جديدة لتسوية الأزمة ،فيما أبدى الاتحاد الافريقي أسفه لعدم مشاركة المؤتمر الوطني الحاكم في الاجتماع رغم رد الآلية رفيعة المستوى على التحفظات التي أثارها بشأن اللقاء التحضيري.

ودعا المجتمعون من قيادات المعارضة، رئيس الآلية الافريقية ثابو امبيكي، الى إجتراح طرق جديدة لضمان التمكن من حل مشاكل السودان، مؤكدين أن الأساليب القديمة التي إنتهجتها الآلية خلال الأربع سنوات الماضية اثبتت فشلها في حمل الحزب الحاكم بالسودان على ايجاد تسوية للأزمة المتطاولة.

 وأعلن رئيس الجبهة الثورية مالك عقار في تصريحات أعقبت الإجتماع، إبلاغهم أمبيكي تأييدهم الكامل للحل السلمي للنزاع في السودان عبر “الحوار والنقاش”، وانهم أصيبوا بـ”خيبة أمل” حيال رفض الحكومة المشاركة في الاجتماع.

وأضاف “تطرقنا الى أن اجراء الانتخابات قبل الحوار الوطني، بمثابة النهاية لعمل الآلية الرفيعة، خلال الأربع سنوات ولا بد من طرق جديدة لمعالجة قضايا السودان”.

 وأشار الى ان كل ذلك يتوقف على التقرير الذي سيقدمه امبيكي لمجلس الامن الدولي حول عملية السلام في السودان.

 واوضح عقار أنهم أبدوا استعدادا للمساهمة في تغيير الاوضاع، بالإعلان عن إمكانية مناقشة وقف إطلاق النار للقضايا الإنسانية وفتح الممرات لايصال المساعدات، ووقف القصف الجوي كأولوية.

 وقال إن الطريقة القديمة في الخلط بين الملفات الامنية والسياسية، أدت لسوء أوضاع المدنيين بمناطق الحرب وباتت ظروفهم تزداد سوءا ما يحتم الفصل بين القضايا السياسية والأمنية.

 واكد عقار ابلاغهم الوساطة الافريقية بالاستعداد لمناقشة قضايا الحريات على اساس اسهامها في خلق بيئة مواتية للحوار وأردف “لخصنا عدة قضايا موجودة في خارطة طريق “7+7″ ومنها يمكن الانتقال لمرحلة جديدة”.

 من جهته أثنى زعيم حزب الامة الصادق المهدي على آلية الاتحاد الأفريقي لأنها لم تسمح لأي طرف “بأن يعمل فيتو على عملية السلام في السودان”.

 وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الأحد الماضي، رفضه المشاركة في الملتقى التحضيري للحوار مع أحزاب المعارضة الذي كان مقرر افتتاحه الأحد بالعاصمة الإثيوبية بدعوة من الوساطة اﻻفريقية لدفع عملية الحوار الوطني الشامل، وقطع بأنه لن يحضر أي لقاء على تلك الشاكلة قبل الانتخابات.

 وبرر رئيس القطاع السياسي بالحزب مصطفى عثمان مقاطعتهم للملتقى اعتراضا على دعوة الآلية اﻻفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد اﻻفريقي بشأن الملتقى، والتي قال إنها وجهت إلى مسؤول القطاع السياسي بالحزب الحاكم، ولم تشمل آلية الحوار الوطني ممثلة في لجنة “7+7”.

 وقال المهدي في تصريحات صحفية، إن المشهد في أديس أبابا ليس محصورا بين الحكومة والمعارضة، لكن هناك اطراف أخرى لها دور، مسميا الرأي العام السوداني ونظيره العالمي، وأضاف “هؤلاء جميعا حاضرون برغم غياب المؤتمر الوطني”.

 وأفاد المهدي أن الذين حضروا إجتماع أديس يمكن أن يشكلوا برلمانا للسودان”، لافتا الى أن الاجتماع أتاح فرصة لتقييم عملية السلام والحوار في السودان، وما هو مطلوب لمواجهة الظروف الراهنة.

 وكشف رئيس حزب الامة عن اقتراح دفعوا به الى الآلية الافريقية للخروج من الانماط الحالية الى إطار جديد، لكنه لم يوضح طبيعة تلك المقترحات.

 وقال إن الاجتماع يمثل فرصة لتأكيد أنه “مهما إلتوى موقف المؤتمر الوطني، فنحن موقفنا هو الالتزام بالحل السياسي، ونعتقد أن أي محاولة لحسم هذه القضايا عسكريا كما يفعل المؤتمر الوطني ستبوء بالفشل، والحل السياسي هو الغالب وسيغلب لمصلحة الحل الشامل”.

 وكانت قوى “نداء السودان” قد اعلنت عن استعدادها للمشاركة في الاجتماع التمهيدي للحوار الوطني على ان يتم ذلك قبل قيام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدها في 13 أبريل القادم.

ووصف الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان الاجتماع التحضيري بالمهم لأنه التأم بإرادة اقليمية ودولية وأفريقية بينة، وقال إنهم أثنوا على القرار الشجاع لأمبيكي بعقد الإجتماع غض النظر عن غياب المؤتمر الوطني، مشيرا الى انهم طالبوا رئيس الآلية الافريقية بابتداع طريق جديد لحل الازمة السودانية مؤكدا استعدادهم للتواصل مع الاتحاد الافريقي لأجل الحل المنشود.

ووجه عرمان إنتقادات حادة للمؤتمر الوطني الحاكم، وقال إنه يتحمل مسؤولية إفشال المؤتمر التحضيري.

وأضاف “الوطني إختار الحرب بدلا عن السلام واختار الاستمرار في نهجه الشمولي والانفرادي بدلا عن الحوار”.

 الاتحاد الافريقي يعلن تعليق “التحضيري”

 وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، شرح الاتحاد الأفريقي في بيان صحفي مساعيه التي بذلها لانجاز الحوار الوطني في السودان، وذلك منذ إطلاق الرئيس السوداني دعوته لقوى المعارضة في يناير من العام 2014.

 وقال البيان إنه في شهر مارس 2015 أجرت اللجنة رفيعة المستوى مشاورات مع مختلف الأطراف السودانية داخل وخارج السودان، بما في ذلك ممثلين عن الحزب الحاكم وحلفائه في لجنة التخطيط.

 وأشارت جميع الأطراف التي وافقت على المشاركة في الحوار الوطني إلى استعدادها لحضور الاجتماع التحضيري للحوار والذي اقترحوا أن يُعقد قبل نهاية الشهر.

 وأضاف البيان “تشاورت اللجنة بخاصة مع لجنة الحوار الوطني “7+7″، وعلى أساس تلك المشاورات، دعت اللجنة رفيعة المستوى الأطراف المعنية للاجتماع في أديس أبابا يومي 30 و31 من مارس واقترحت أجندة ركزت فقط على المسائل الإجرائية والعملية”.

 وأفاد البيان “أنه على الرغم من موافقة الأحزاب المبدئية للمشاركة في اجتماع أديس أبابا، إلا أن ممثلين رئيسين في آلية الحوار (7+7) ذكروا عدة معوقات في وقت لاحق منعتهم من حضورهم الاجتماع، ومن بينها أن العديد من الممثلين مشغولين حالياً بالتحضير للانتخابات العامة”، كما رغبت المجموعة أيضا في التأكد ممن سيشارك في الاجتماع لتحديد شرعيته السياسية.

 ونقل البيان أيضا قلق المؤتمر الوطني وحلفائه من أن الاجتماع قد يُستغل من قبل بعض المشاركين في إثارة مسائل أخرى خارج الأجندة المتفق عليها.

وقال البيان إن اللجنة رفيعة المستوى ردت علي تلك المخاوف من خلال طمأنة الأطراف أن أجندة الاجتماع ستقتصر على القضايا الإجرائية؛ وأن الاجتماع سيحضره ممثلي الأطراف الرئيسية فقط الذين وافقوا على المشاركة في الحوار الوطني، وأن الأطراف لديها مطلق الحرية في تكوين وفودها وفق ما تراه مناسبا.

 وتأسف الاتحاد الافريقي على ان تأكيدات اللجنة رفيعة المستوى للأطراف المعنية لم تؤدي إلى تغيير مواقف تلك الجماعات.

وأضاف “وبدون المشاركة الكاملة لجميع الأطراف الرئيسية، وخاصة الحزب الحاكم، فإنه سيكون من غير الممكن إجراء تحضيرات شاملة وذات مصداقية للحوار”.

 وزاد” نتيجة لذلك وللأسف، فإن اللجنة رفيعة المستوى ليس لديها أي خيار سوى تعليق الاجتماع التحضيري.”

 وأشارت اللجنة إلى أن الاتحاد الأفريقي عوّل على الحوار الوطني السوداني كما عبر عن ذلك في اجتماعه رقم 456 واقتنع مجلس السلم والأمن الأفريقي أن العديد من التحديات التي تواجه السودان، بما في ذلك الأوضاع في المنطقتين ودارفور، لا يمكن أن تحل إلا بطريقة متكاملة وشاملة.

سودان تربيون